393
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

اليمين و المَوثِق و الوصيّة و الذمّة، فجعل صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الأمانة تكملةً للإيمان، و الوفاءَ بالعهد تماما للدِّين، و لَعَمري إنّه لكذلك ؛ لأنّه لا إيمانَ خالصٌ كاملٌ للخائن، و لا دِينَ تامٌّ للناكث ؛ و ذلك أنّ خُلْقَ الإيمان أن يكونَ صافيا من الشوائب خالصا من المعايب، فكلّما كان فيه ممّا ليس مِن خُلق الإيمان فهو ممّا يَثلِم الإيمانَ و إن لم يكن يَرفعُه رأسا، و قد عَظّم اللّه‏ُ تعالى أمر الأمانةِ فقال: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الاْءِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوما جَهُولاً»۱.

و قال النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:۲أوّلُ ما تَفقدون مِن دينكم الأمانة.۳

و فائدة الحديث: تعظيم أمر الأمانة و العهد، و إعلام أنّ المراعاة عليها مِن كمال خصال الإيمان.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۵۵۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا رُقيَةَ إِلاَّ مِن عَينٍ أَوْ حُمَةٍ.۴

«عَيْن»: مصدر عانَه أي أصابه بعَينه إذا نَظر إليه نَظَرَ مُعجَب حاسدٍ مستعظِم. و «الحُمَة»: السمّ، يقال: حُمَة العقرب، و يُعنى بها سَمُّها و ضَرُّها، و لا تعنى بها شوكتُها، و أصل الحُمَة حُمْؤ أو حُمْيٌ، و الهاء عِوَضٌ فيها عن الساقط. و بهذا الكلام يشير صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى ما كانت نساءُ العرب يَدّعينَه مِن تأخيذ۵ الرجال عن الأزواج، و كانت لهنّ رُقًى تُضْحِكُ الثَّكلانَ، و لو

1.. الأحزاب ۳۳ : ۷۲ .

2.. في بعض المصادر : + إنّ .

3.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۷ ، ص ۲۹۵ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ؛ و ص ۲۱۶ و ۲۱۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ،ص ۴۳۲ ، ح ۲۸۲۰ ، كنز العمّال ، ج ۱۴ ، ص ۵۷۰ ، ح ۳۹۶۲۸ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۳ ، ح ۸۵۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۷۱ ؛ و ج ۴ ، ص ۴۳۶ و ۴۳۸ و ۴۴۶ ؛ صحيح البخاري ،ج ۷ ، ص ۱۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۱۳۸ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۶۱ ، ح ۳۵۱۳ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۲۵ ، ح ۳۸۸۴ . بحار الأنوار ، ج ۵۹ ، ص ۶۹ .

5.. «ألف» : تأخيد .
و التأخيذ : أن تحتال المرأةُ بحيلٍ في منع زوجها من جماع غيرها ، و ذلك نوع من السِّحر . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۷۲ أخذ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
392

و روي عنه عليه‏السلام أنّه قال: لا تَنقطع الهجرةُ ما دام يقاتَل۱.۲

و قال عليه‏السلام: الهجرةُ هجرتان ؛ إحداهما أن تَهجُر السيّئاتِ، و الاُخرى أن تُهاجِر إلى اللّه‏ و رسوله ؛ و لا تَنقطع [الهجرةُ۳] ما تُقُبّلَت التوبةُ.۴

و فائدة الحديث: إعلام أنّه لا هجرة مِن مكّة بعد ما صارت دارَ الإسلام۵.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه، و الحديث: لا هجرةَ بعد الفتح ؛ و لكن جِهادٌ و نيّة، و إذا استنفرتم فانفُروا.

و عن أبي سعيدٍ الخُدريّ رضى‏الله‏عنه قال: لمّا نزلتْ: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّه‏ِ وَ الْفَتْحُ»۶ قرأها عليه‏السلام حتّى ختمها، ثمّ قال: أنا خير، و أصحابي خير، لا هجرة بعد الفتح.۷

۵۵۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ إِيمانَ لِمَن لاَ أَمانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَن لاَ عَهدَ لَهُ.۸

«الإيمان» التصديق، و قد تَقدّم الكلامُ فيه. و «الأمانة»: ما ائتُمِنتَ عليه، و يُعبَّر عن كون الإنسان أمينا معتمدا. و «الدين»: الطاعة، و كذلك سمّي الإسلام دينا. و «العهد»: المَوثِق، و قال اللّه‏ تعالى: «وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً»۹، و يقع العهد على الأمان و

1.. في مسند أحمد ، ج ۲ : «ما دام العدوّ يقاتل» . و فيه ج ۵ : «ما قوتل العدوّ» . و في بقيّة المصادر : «ما قوتل الكفّار» .

2.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۹۲ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۷۰ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۴ ، ص ۴۲۷ ، ح ۷۷۹۶ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۱۶ ،ح ۸۷۰۸ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۷ ، ح ۴۸۶۶ .

3.. أضفناه من المصادر .

4.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۹ ، ص ۳۸۱ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۱ ، ص ۲۳ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۶۱۶ .

5.. «ألف» : إسلام .

6.. النصر ۱۱۰ : ۱ .

7.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۵۳۹ ، ح ۳۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۲۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۲۵۷ ؛ مسندالشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۲ ، ح ۸۴۵ ، مع تفاوت يسير .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۳ ، ح ۸۴۸ ـ ۸۵۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۳۵ و ۱۵۴ و ۲۱۰ و ۲۵۱ ؛ السنن الكبرىللبيهقي ، ج ۴ ، ص ۹۷ ؛ و ج ۶ ، ص ۲۸۸ ؛ و ج ۹ ، ص ۲۳۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۴ ، ص ۳۴۳ ، ح ۲۴۵۸ . النوادر للراوندي ، ص ۹۱ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۹۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۱۹۸ ، ح ۲۶ و فيه عن النوادر للراوندي .

9.. الإسراء ۱۷ : ۳۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2087
صفحه از 488
پرینت  ارسال به