و قال أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاّم: هو في هذا الحديث المتبتّل الّذي يَترُك النكاحَ، يقول: لا يَنبغي۱ لأحد أن يقول: «لا أتزوّج» ؛ لأنّه ليس هذا من أخلاق المؤمنين.۲ انتهى كلامه.
و لذلك قال عليهالسلام: تَزَوَّجوا تَكثُروا ؛ فإنّي مُباهٍ بكم الأنبياءَ يوم القيامة.۳
وحَكى لي بعضُ اليمانين قال: نحن إذا تَوجّهْنا إلى بعض البلاد، و كان في الرُّفقة مَن لم يَدخُلْ تلك البلدةَ قَطُّ كَلّفناه أن يَخدُم الرفقةَ بطعامٍ أو مأكول، و نسمِّي ما نكلِّفه الصَّرورةَ. و قد فُسِّر هذا الحديثُ على وجهين: أحدُهما: أنّه الّذي لم يَحُجَّ على معنى أنّه ينبغي أن يحُجّ كُلُّ مسلم يَستطيع الحجَّ، و لا يَبقى أحدٌ منهم حتّى يكون صرورةً، و الآخرُ: تَركُ النكاح على طريقة الرُّهبان.
و قال عليهالسلام: تَناكَحوا تَكثُروا ؛ فإنّي اُباهي بكم الاُمَمَ حتّى بِالسِّقط.۴
و قيل: اشتقاقُه مِن الصَّرّ الجمعُ، فالّذي لا يَتزوّج يصُرُّ ماءَه في ظَهره و يَجمَعه و يُبقيه، و الّذي لا يحُجُّ يصُرُّ على ماله فلا يُنفقه في طريق الحجّ.
و فائدة الحديث: النهي عن التبتّل، و الحثّ على التأهّل.
و راوي الحديث: ابن عبّاس رضىاللهعنه.
۵۴۹.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ هِجرَةَ بَعدَ الفَتحِ.
«۵الهَجْر»: المفارقة، و هو ضدّ الوصل، و قد هَجَرَ يَهجُر هَجْرا و هِجرانا، و الاسمُ
1.. في المصدر : هو في الحديث التبتّل و ترك النكاح ، أي ليس ينبغي .
2.. نقل عنه في النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۲ صدر .
3.. لم نعثر عليه ، نعم روي ما يقرب من معناه . راجع : مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۲۴۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۸۲ ؛المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۵ ، ص ۲۰۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۴ ، ح ۶۷۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۴ ، ص ۱۷۸ ، ح ۱۶۴۳۷ .
4.. معرفة السنن و الآثار ، ج ۵ ، ص ۲۲۰ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۷ ، ص ۸۹ ، ذيل الآية ۳۲ من سورة النور ۲۴ .
5.۵ . مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۱ و ۴۲ ، ح ۸۴۴ ـ ۸۴۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۲۶ و ۳۵۵ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۱۵ ؛ و ج ۳ ، ص ۲۲ ؛ و ج ۵ ، ص ۱۸۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۲۰۰ و ۲۱۰ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۸ و ۲۵۳ ؛ و ج ۵ ، ص ۹۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۲۸ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۴۴۳ ، ح ۵ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۳۶۰ ، ح ۴۲۷۳ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۴۶۱ ، ح ۶۱۴ ؛ الخصال ، ص ۱۹۳ ، ح ۲۶۸ ؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ۱ ، ص ۹۴ ، ح ۳۴ .