إذا أرسل لسانَه ليتكلّم بما يعرض له فلا بدّ من۱ أن يقع السَّقَطُ۲ و الغَثُّ۳ في كلامه، و إذا كثر السقط كثرت الذنوب ؛ لأنّ كلّ سقطةٍ ذَنْبٌ، و لو لم يكن فيها إلاّ أنّها عبث لكفى، و مَن كثرتْ ذنوبه استحقّ النار.
و محصول الحديث: الأمر بقلّة الكلام، و هو مِن عادة الأنبياء و الأوصياء و السادة.
و كذلك قال عليهالسلام: نحن معاشر الأنبياء فينا بَكؤٌ ـ أي قلّة كلام ـ إلاّ فيما نحتاج إليه ؛۴ مِن بَكَأَتِ الناقةُ إذا قلّ لبنها، و بَكُؤَتْ۵ بَكْأً و بُكوءا.
و روي في صفة النبيّ صلىاللهعليهوآله: أنّه كان لا يَسرُد۶ الكلام سَردا،۷ و قد تقدّم الكلام في الصمت.
و فائدة الحديث: تفصيل أذى كثرة الكلام و تأديته إلى النار، نعوذ باللّه منها.
و راوي الحديث: ابن عمر.
۲۷۴.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن رُزِقَ مِن شَيءٍ فَليَلزَمْهُ.۸
هذا أدب مِن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يوِّدب به اُمَّتَه.
فيقول عليهالسلام: مَن رزقه اللّه تعالى من شيء من صناعةٍ أو تجارةٍ أو دَهْقَنةٍ فليلزمه ؛ فلعلّ
1.. «ألف» : ـ من .
2.. سَقَطَ في كلامه و بكلامه : أخطأ ، و السَّقَط : الفضيحة ، و السَّقطَة : العثرة و الزلّة ، و قد سَقَطَ من يدي و سُقِط في يد الرجل : زَلَّ و أخطأ ، و سَقَطُ الناس : أراذلهم و أدوانهم . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۱ ـ ۳۱۹ سقط .
3.. الغَثّ : الرديء من كلّ شيء . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ غثث .
4.. لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۵ بكأ .
5.. «ألف» : يكون .
6.. سَرَدَ الحديثَ ونحوه يَسرُده سَردا إذا تابَعَه ، و سَرَدَ القرآنَ : تابَعَ قراءَته في حَدْر منه . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۱۱ سرد .
7.. لم نعثر عليه .
8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۸ ، ح ۳۷۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۱۹ ، ح ۹۲۸۶ ؛ طبقات المحدّثين بأصبهان ، ص ۲۰۶ ،ح ۶۱۸ .