39
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

إذا أرسل لسانَه ليتكلّم بما يعرض له فلا بدّ من۱ أن يقع السَّقَطُ۲ و الغَثُّ۳ في كلامه، و إذا كثر السقط كثرت الذنوب ؛ لأنّ كلّ سقطةٍ ذَنْبٌ، و لو لم يكن فيها إلاّ أنّها عبث لكفى، و مَن كثرتْ ذنوبه استحقّ النار.

و محصول الحديث: الأمر بقلّة الكلام، و هو مِن عادة الأنبياء و الأوصياء و السادة.

و كذلك قال عليه‏السلام: نحن معاشر الأنبياء فينا بَكؤٌ ـ أي قلّة كلام ـ إلاّ فيما نحتاج إليه ؛۴ مِن بَكَأَتِ الناقةُ إذا قلّ لبنها، و بَكُؤَتْ۵ بَكْأً و بُكوءا.

و روي في صفة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أنّه كان لا يَسرُد۶ الكلام سَردا،۷ و قد تقدّم الكلام في الصمت.

و فائدة الحديث: تفصيل أذى كثرة الكلام و تأديته إلى النار، نعوذ باللّه‏ منها.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۲۷۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن رُزِقَ مِن شَيءٍ فَليَلزَمْهُ.۸

هذا أدب مِن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يوِّدب به اُمَّتَه.

فيقول عليه‏السلام: مَن رزقه اللّه‏ تعالى من شيء من صناعةٍ أو تجارةٍ أو دَهْقَنةٍ فليلزمه ؛ فلعلّ

1.. «ألف» : ـ من .

2.. سَقَطَ في كلامه و بكلامه : أخطأ ، و السَّقَط : الفضيحة ، و السَّقطَة : العثرة و الزلّة ، و قد سَقَطَ من يدي و سُقِط في يد الرجل : زَلَّ و أخطأ ، و سَقَطُ الناس : أراذلهم و أدوانهم . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۱ ـ ۳۱۹ سقط .

3.. الغَثّ : الرديء من كلّ شيء . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ غثث .

4.. لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۵ بكأ .

5.. «ألف» : يكون .

6.. سَرَدَ الحديثَ ونحوه يَسرُده سَردا إذا تابَعَه ، و سَرَدَ القرآنَ : تابَعَ قراءَته في حَدْر منه . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۱۱ سرد .

7.. لم نعثر عليه .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۸ ، ح ۳۷۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۱۹ ، ح ۹۲۸۶ ؛ طبقات المحدّثين بأصبهان ، ص ۲۰۶ ،ح ۶۱۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
38

يتكلّم بما لا يعنيه.۱

و في حديث: و هل يَكُبُّ الناسَ على مناخرهم في نار جهنّم إلاّ حصائدُ ألسنتهم؟!۲

و في كلام بعضهم: الكلام ذَكَرٌ، و الجواب اُنثى، و حيثما اجتمع۳ الزوجان فلا بدّ من النتاج۴، و ربّما يتكلّم الإنسان بما لا يأبه به و لا يضع له محلاًّ ؛ إمّا لأن يُضحِك به غيره، أو يحاضِر۵ به، أو لغرضٍ۶ من الأغراض ؛ فقد رأينا كثيرا ممّن تكلّم۷ في محفل، و لم يكن له غرض إلاّ أنّه رأى۸ الناسَ يخوضون في الكلام فتكلّم و أراد۹ أن يكون له سهم فيما يخوضون فيه فكان حتْفه۱۰ فيه۱۱.

و فائدة الحديث: النهي عن الكلام فيما لا يَعنيك، و لزوم الصمت و استدامة السلامة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۲۷۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَ مَن كَثُرَ /۱۸۱/ سَقَطُه كَثُرَت ذُنوبُهُ، وَ مَن كَثُرَتْ ذُنوبُهُ كانَ النَّارُ أَولَى بِهِ.۱۲

هذا الحديث كأنّه تعليل و تفصيل للحديث الّذي قبله، و لَعمري إنّه لَكذلك ؛ إنّ الإنسان

1.. راجع : مستدرك الوسائل ، ج ۹ ، ص ۲۱ ، ح ۱۰۰۸۸ .

2.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۴ ؛ تحف العقول ، ص ۵۶ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۵۴ ، ح ۱۱۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ،ص ۲۳۱ و ۲۳۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۱۵ ، ح ۳۹۷۳ .

3.«ألف» : ـ اجتمع .

4.. راجع : مجمع الأمثال للميداني ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ؛ الخصال ، ص ۷۳ ، ح ۱۱۱ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۷۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۶۹۵ ، ح ۸۴۸۹ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۱۱۷ .

5.. المحاضرة : المجالدة ، و هو أن يغالبك على حقّك فيغلبك عليه و يذهب به . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۰۰ حضر .

6.. «ب» : للغرض .

7.«ألف» : يتكلّم .

8.. «ألف» : تدارى .«ألف» : و «كلّهم وارد» بدل «فتكلّم و أراد» .

9.«ألف» : و «كلّهم وارد» بدل «فتكلّم و أراد» .

10.. الحَتْف : الموت ، و الهلاك ، و جمعه : حُتوف . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۳۸ حتف .

11.. «ألف» : ـ فكان حتفه فيه .

12.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۶ و ۲۳۷ ، ح ۳۷۲ ـ ۳۷۴ ، المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۳۷۰ ؛ و ج ۶ ، ص ۳۲۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۱۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۴ ، ص ۳۱۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۴۰ ، ح ۸۹۹۰ . الأمالي للصدوق ، ص ۶۳۶ ، ح ۸۴۳ و فيه مع اختلاف يسير ؛ عيون الحكم والمواعظ ، ص ۴۳۰ (و فيه الفقرة الاُولى) ؛ تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۷ ، ص ۳۹۴ (مع اختلاف يسير فيه أيضا) .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2244
صفحه از 488
پرینت  ارسال به