385
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

بحافظٍ و لا بليغ و لا حَسَن الصوت! شَقَّ عليك.۱

و قال يحيى بنُ مُعاذ: ذَنبٌ أفتقِر به خير مِن طاعة أفتَخر بها.۲

و قال عليه‏السلام: رُبَّ حسنة يَعملها الرجُلُ لا يكون له سيِّئةٌ۳ أضرُّ عليه منها، و رُبَّ سيّئةٍ يَعمَلها الرجُلُ لا يكون له حسنةٌ أنفَعُ منها.۴ قيل: لا لأنّ الحسنة مذمومة، /۳۲۹/ و السيّئة محمودة ؛ و لكن ما دام العبد في الحسنة مع رؤية الحسنة فهو في ميدان الدَّلال۵ و الافتخار، و ما دام العبد في۶ السيّئة مع رؤية السيّئة فهو في ميدان الإنكار و الافتقار، و الافتقار أولى به من الافتخار،۷ انتهى كلامه.

و صارت المشاورة أوثقَ المُظاهرات لأنّ العُقول السليمة من الأهواء إذا اجتمعتْ على استخراج الصواب كانت أقدَرَ عليه و أقرَبَ منه مِن عقل ينازِعه الهوى و يجاذبه الغرض، و المشاورة تزداد۸ نورا على نور و قوّةً إلى قوّة و رشدا إلى رشد، و إذا اجتمعَتِ الأنوارُ و تظاهرت كان أمكَنَ مِن جلاء الظلمة و إيضاح الشبهة و كشف الغمّة.

و صار التدبيرُ عقلاً لأنّ التدبير هو إحاطة العلم بأدبار۹ الاُمور أو النظر فيها، و لذلك۱۰ الناظر في العواقب قلّما يزلّ.

و صار حُسن الخُلق حَسَبا لمكان أنّ الحسب يُستعمل في الفَعال الحُسنى، و هو مشتقٌّ

1.. إحياء علوم الدين ، ج ۱۰ ، ص ۸۳ ؛ التواضع والخمول لابن أبي الدنيا ، ص ۴۳ ؛ حلية الأولياء ، ج ۸ ، ص ۸۸ .

2.. جواهر التصوّف ليحيى بن معاذ ، ص ۷۴ .

3.. «ألف» : سبب .

4.. لم نعثر عليه .

5.. دَلَّ : افتخَرَ ، و دَلَّ علَيَّ قومي : جَرَّأهم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۴۸ دلل .

6.. «ب» : ـ الحسنة مع رؤية . . . و ما دام العبد في .

7.. «ب» : و المشاور يزداد .

8.. «ألف» : في أدبار .

9.. «ألف» : كذلك .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
384

فقالُوا: «وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ»۱ فابتلاهم بالسجدة، و كذلك موسى عليه‏السلام قال: «إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَ أَخِي»۲ فابتلاه بأن تاهَ في الأرض أربعينَ سنةً ؛ أي: إن كنتَ تَملِك نفسَك فأخرِجْها مِن التيه. و هذا كلّه تذكير.

و قيل لبزرجمهر: أيُّ مَرْكبٍ أكثَرُ عِثارا؟ قال: العُجب ؛ لأنّ صاحبه لا يَملك زِماما، و لا يَحذو إماما، و لا يُبصِر أماما.۳

و أوحى اللّه‏ تعالى إلى موسى عليه‏السلام: قُلْ للعالِم: لا يُعْجِبْك عِلمُك، فإنْ أعجَبَك فقُلْ لي: متى أجَلُك؟! و قل للقَويّ: لا تُعجبْك قُوَّتُك، فإن أعجَبَتْك فامنَعْ مَلَكَ الموت إذا جاءك ؛ و قل للغنيّ: لا يعجبْك غناك ؛ فإنّ أهل الدنيا يَرِدون فُرادى.۴

و قال مطرِّف بن عبد اللّه‏: لَأنْ أبيتَ نائما و اُصبِحَ نادما أحَبُّ إليّ مِن أن أبيتَ قائما و اُصبِحَ مُعجِبا۵.۶

و قال الحسن: لو كان كلامُ ابنِ آدمَ كلّه صدقا و عمله حَسَنا لكان يُجَنّ۷. قيل: و كيف يُجَنّ؟ قال: يُعجَب بنفْسه.۸

و قال الفضَيل: إن قَدَرتَ أن لا تكون محدِّثا و لا قارئا فافعل فهو أسلم لك۹ ؛ لأنّك إن قالوا: ما أحفَظَك و أبلَغَك و أحسَنَ صوتَك! أهلَكَك العُجبُ، /۳۵۸/ و إن قالوا: لَستَ

1.. البقرة ۲ : ۳۰ .

2.. المائدة ۵ : ۲۵ .

3.. لم نعثر عليه .

4.. سراج الطالبين على منهاج العابدين ، ج ۲ ، ص ۳۸۲ .

5.. فى المشكاة : «متعجّبا» . و في شرح النهج : «نادما» .

6.. راجع : مشكاة الأنوار ، ص ۵۴۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۹ ، ص ۳۴ .

7.. جُنَّ الرجُلُ جُنونا ، و أجنَّه اللّه‏ ، فهو مجنون . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۹۵ جنن .

8.. لم نعثر عليه بعينه ، نعم نقل مضمونه عنه . راجع : الحيوان للجاحظ ، ج ۵ ، ص ۳۱۱ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۲ ،ص ۲۷۰ ، ح ۷ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۴ ، ص ۱۸۱ ، الرقم ۲۷ .

9.. «ألف» : ـ لك .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2318
صفحه از 488
پرینت  ارسال به