فقالُوا: «وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ»۱ فابتلاهم بالسجدة، و كذلك موسى عليهالسلام قال: «إِنِّي لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَ أَخِي»۲ فابتلاه بأن تاهَ في الأرض أربعينَ سنةً ؛ أي: إن كنتَ تَملِك نفسَك فأخرِجْها مِن التيه. و هذا كلّه تذكير.
و قيل لبزرجمهر: أيُّ مَرْكبٍ أكثَرُ عِثارا؟ قال: العُجب ؛ لأنّ صاحبه لا يَملك زِماما، و لا يَحذو إماما، و لا يُبصِر أماما.۳
و أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليهالسلام: قُلْ للعالِم: لا يُعْجِبْك عِلمُك، فإنْ أعجَبَك فقُلْ لي: متى أجَلُك؟! و قل للقَويّ: لا تُعجبْك قُوَّتُك، فإن أعجَبَتْك فامنَعْ مَلَكَ الموت إذا جاءك ؛ و قل للغنيّ: لا يعجبْك غناك ؛ فإنّ أهل الدنيا يَرِدون فُرادى.۴
و قال مطرِّف بن عبد اللّه: لَأنْ أبيتَ نائما و اُصبِحَ نادما أحَبُّ إليّ مِن أن أبيتَ قائما و اُصبِحَ مُعجِبا۵.۶
و قال الحسن: لو كان كلامُ ابنِ آدمَ كلّه صدقا و عمله حَسَنا لكان يُجَنّ۷. قيل: و كيف يُجَنّ؟ قال: يُعجَب بنفْسه.۸
و قال الفضَيل: إن قَدَرتَ أن لا تكون محدِّثا و لا قارئا فافعل فهو أسلم لك۹ ؛ لأنّك إن قالوا: ما أحفَظَك و أبلَغَك و أحسَنَ صوتَك! أهلَكَك العُجبُ، /۳۵۸/ و إن قالوا: لَستَ
1.. البقرة ۲ : ۳۰ .
2.. المائدة ۵ : ۲۵ .
3.. لم نعثر عليه .
4.. سراج الطالبين على منهاج العابدين ، ج ۲ ، ص ۳۸۲ .
5.. فى المشكاة : «متعجّبا» . و في شرح النهج : «نادما» .
6.. راجع : مشكاة الأنوار ، ص ۵۴۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۹ ، ص ۳۴ .
7.. جُنَّ الرجُلُ جُنونا ، و أجنَّه اللّه ، فهو مجنون . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۹۵ جنن .
8.. لم نعثر عليه بعينه ، نعم نقل مضمونه عنه . راجع : الحيوان للجاحظ ، ج ۵ ، ص ۳۱۱ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۲ ،ص ۲۷۰ ، ح ۷ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۴ ، ص ۱۸۱ ، الرقم ۲۷ .
9.. «ألف» : ـ لك .