و إلى السفَه أقرب،۱ انتهى كلامه.
و هذا الّذي قاله الخَطّابيُّ وجهٌ إلاّ أنّه كان يَتمشّى له على الإطلاق۲ لو قال عليهالسلام: «لا حليم إلاّ ذو عثرات»، فلمّا قَلّل منه العِثار، و ذَكر العثرةَ الّتي هي دليل على المرّة الواحدة، فكان أدلَّ على الوجه الّذي قدّمناه، و لو حملناه على الجنس لكان يؤدّي ما قال، و الخَطّابيُّ كبير.
و قوله عليهالسلام: «و لا حكيم إلاّ ذو تجربة» ؛ يعني أنّ الحكيم لا تزال له تجاربُ فيما يُقدِم عليه، فلا يَقتحم الأمرَ بغتةً مِن غير فكر من عواقبه و نظرٍ في مَغَبَّته.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ الحليَم۳ قد يَعْثُرُ، و لا يخلو من ذلك، أو يكون مطّلعا على الاُمور، أو يكون قد تأدّب و جرّب ؛ و الحكيم /۳۲۸/لا يخلو من التجربة في أمره.
و راوي الحديث: أبو سعيدٍ الخُدريّ.
۵۴۵.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ فَقرَ أَشَدُّ مِنَ الجَهلِ، وَلاَ مَالَ أَعوَدُ مِنَ العَقلِ، وَ لاَ وَحدَةَ أَوحَشَ مِنَ العُجبِ، وَ لاَ مُظاهَرَةَ أَوثَقُ مِنَ المُشاوَرَةَ، وَ لاَ عَقلَ كَالتَّدبيرِ، وَ لا حَسَبَ كَحُسنِ الخُلُقِ، وَ لاَ وَرَعَ كَالكَفِّ، وَ لاَ عِبادَةَ كَالتَّفَكُّرِ، وَ لاَ إِيمانَ كَالحَياءِ وَ الصَّبرِ.۴
محصول هذه الكلمات تَرجع إلى أنّ الجهل فقر، و العقل غنى۵، و العُجبَ وحدة، و المشاورةَ مظاهَرة، و التدبيرَ عقل، و حسنَ الخُلق حسب، و الكفّ ورع، و التفكّرَ /۳۵۷/ عبادة، و الحياءَ۶ و الصبر إيمان ؛ و إنّما صار الجهلُ أشدَّ الفقر لأنّ الفقر فقدان المال،