يقول صلىاللهعليهوآله: الدعاء يَرُدّ القضاءَ النازل، و البِرُّ يَزيد في العمر.
و روي: إنّ البلاءَ و الدعاءَ يَتعالَجان۱ ما بين السماء و الأرض إلى يوم القيامة.۲
و وجهُ ذلك أنّ اللّه تعالى يَقضي على بعضِ العباد قضاءَ سَوءٍ مرضا أو موتا أو غير ذلك، و يَقضي أيضا أنّه إن دعا اللّهَ تعالى و استَدفَعَ بدعائه مَنَعَه ذلك، فهو يَنساق مِن قضاءٍ إلى قضاء، و كذلك حديث زيادة العمر ؛ يكون اللّه تعالى قد كَتَبَ لبعض عباده عمرا و قد سبق أيضا في سابق علمه أنّه إن تصدّق أو فَعَلَ بعض الطاعات زاد في عمره. و أصل هذا أنّ علم اللّه تعالى لا يَجعل الشيءَ على وجهٍ، بلى۳ يَعلمه كما هو، فكأنّ اللّهَ تعالى يَعلم أنّه إن لم يَتصدّق توفّاه، و إن تصدّق وفّاه، و كلاهما علمُ اللّه تعالى، و قد تقدّم مشروحا.
و فائدة الحديث: الحثّ على الدعاء و استدفاع البلاء به۴، و على البِرّ زيادةً لطلب العمر ؛ فإنّ ذلك كُلَّه بيد اللّه ؛ «يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ»۵، و «يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ»۶.
و راوي الحديث: ثوبان مولى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله.
۵۴۴.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ حَليمَ إِلاَّ ذُو عَثرَةٍ۷، وَ لاَ حَكيمَ إِلاَّ ذُو تَجرِبَةٍ.۸
يقول صلىاللهعليهوآله: ما من حليم إلاّ و تَحِين /۳۵۶/ له عثرةٌ ؛ و ذلك لضعف الآدميّ و سَخافةِ قُواه
1.. في الكافي : «ليترافقان» . و في كتاب الدعاء : «اِنَّ الدعاءَ و البلاء ليعتلجان» .
2.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۶۹ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۳۱ ، ح ۳۳ .
3.. هكذا في المخطوطتين .
4.«ألف» : ـ به .
5.. آل عمران ۳ : ۴۰ ؛ الحج (۲۲) : ۱۸ .
6.. المائدة ۵ : ۱ .
7.. «ألف» : عسرة .
8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۷ و ۳۸ ، ح ۸۳۴ و ۸۳۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۸ و ۶۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۵۵ ،ح ۲۱۰۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۹۳ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱ ، ص ۴۲۲ ، ح ۱۹۲ . الأمالي للطوسي ، ص ۵۸۹ ، ح ۱۰ ؛ الخصال ، ص ۳۴ ، ح ۳ ؛ معاني الأخبار ، ص ۳۶۷ ، ح ۱ مع الاختلاف في الأخيرين .