يَغْمَطْ۱ نعمةَ /۳۵۵/ الآدميِّ يوشِكْ أن يَكفُر نعمةَ اللّه تعالى.
و في كلامٍ لعَمرو بن بحرٍ الجاحظ: ۲ أنّ هذا المعنى موجود۳ في الفطرة قائمٌ في العقل ؛ و ذلك أنّ مَن كَفَرَ نعمةَ الخَلق كان لنِعَم اللّه أكفَرَ ؛ لأنّ الخَلق يُنْعِم۴ بعضُهم على بعض۵ بالكُلفة و المَشَقَّة و مجاهدة النفس،۶ و اللّهُ تعالى يُعطي بلا كلفة، فلهذه۷ العلّة جَمَعَ بين الشكر له و الشكرِ لذَوي النعم من الخَلق۸.۹
و وجه آخر: و هو أنّ شكر النعمة متعارَف من الحيوانات فضلاً عن العقلاء، حتّى أنّ السباع لتَبصبَصُ لمُطعِمها، و خاصّةً الكلب۱۰ بذلك القدر من الإلهام۱۱ الّذي جعله اللّه لها، و نعمةُ ابنِ آدمَ ظاهرةٌ بين المُنعِم و المنعَم عليه، و نِعَمُ اللّه تعالى تُعرَف بالفكر و الدليل، فإذا قَعَدَ عن نعمةِ الآدميّ الظاهرة كان أقعَدَ عن النِّعَم المستدَلّ عليها المستخرَج وجهُها بالفكر و النظر.
و فائدة الحديث: إيجاب شكر النعمة الصادرة من الآدميّين، و إعلام أنّ مَن يَتقاعد عن شكرهم يَتقاعد عن شكر اللّه تعالى.
و راوي الحديث: أبو هريرة و الأشعث بن قيس.
۵۴۳.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ يَرُدُّ القَضاءَ إِلاَّ الدُّعاءُ، وَ لا يَزيدُ /۳۲۷/ في العُمُرِ إلاَّ البِرُّ.
«۱۲البِرّ» هاهنا: الطاعة و أعمال الخير و الإحسان.
1.. غَمِطَ النعمةَ و العافيةَ يَغمَطها غَمْطا : لم يشكرها . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ غمط .
2.. في المصدر : + لعمري .
3.في المصدر : لموجود .
4.. في المصدر : يعطي .
5.في المصدر : «بعضا» بدل «على بعض» .
6.. في المصدر : «و ثقل العطيّة على القلوب» بدل «و مجاهدة النفس» .
7.. في المصدر : «و لهذه» .
8.في المصدر : «لخلقه» .
9.. الرسائل السياسيّة ، ص ۶۷ .
10.«ألف» : الكلاب .
11.. «ب» : الهام .
12.۱۲ . مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۵ و ۳۶ ، ح ۸۳۱ ـ ۸۳۳ . مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۷۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ ،ح ۲۲۲۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۲۵۱ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۱ ، ح ۲۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۲۶۸ و ۳۸۹ ؛ بحارالأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۲۹۴ .