و «النَّصَب»: التعَب، و كذلك النُّصْب كقولك: البُخْل و البَخَل، و قد نَصِبَ يَنصَب نَصَبا، و أنصَبَه غيرُه.
و «السَّقَم»: مَرَضُ البدن خاصّةً، و قد سَقِمَ يَسْقَم سَقَما فهو سَقيم، و السُّقْم الاسم، و السَّقَم أيضا مثل حُزْن و حَزَنٍ، و كذلك السِّقام. و «الأذى»: الضرر يُصيب الإنسانَ في نفْسه أو ماله، و قد آذاه غيرُه، و تَأذّى بذلك.
و «الحُزْن»: خُشونة النفْس لِما تَلقاه مِن الغمّ، و كذلك الحَزَن، و يقال: حَزِنَ يَحزَن، و حَزَنتُه و أحزَنْتُه، و الاُولى لغة قريش، و الثانية لغة تميم.۱
و «الهَمّ»: الحُزن الذي يُذيب الإنسانَ، تقول: هَمَمتُ الشَّحمَ إذا أذَبتَه، و أهَمَّه الشيءُ: أقلَقَه و حَزَنَه. و المُهِمُّ: الأمرُ الشديد.
يقول صلىاللهعليهوآله: ما يُصيب الإنسانَ شيءٌ ممّا ذَكَرَه عليهالسلام إلاّ صار كَفّارةً لذنوبه و خطاياه، و يعوّضه عنه أعواضا تُرضيه.
و قال عليهالسلام: حُمّى يومٍ كَفّارةُ سَنَة.۲
و في الحديث: ما مِن مؤمن يَمرَض مَرضةً إلاّ تَحاتَّتْ ذُنوبُه كما يَتحاتُّ الورقُ مِن الشجر.۳ أوْ كما قال عليهالسلام. و هذا إذا صَبَرَ العبدُ و رَضِي و لم يَجزَعْ و عَلِم أنّ الّذي اختاره اللّه تعالى له خير ممّا يختاره لنفسه. و إنّما يكون له الأعواضُ من اللّه تعالى و التكفير إذا كانت هذه الأشياءُ مِن قِبل اللّه تعالى ؛ فأمّا إذا كانت مِن قِبل غيره فهو يَستوفي ـ عزّ و علا ـ من المولم العِوَض لمكان تمكينه منه.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى كريم، إذا أمرَضَ العبدَ أو نزل به أذًى يَسلُبه صِحّتَه، اقتضى كرمُه أن يعفو عنه، و يكفِّرَ به خطاياه، و يعوّضه ما يرضاه.