373
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

كفى بالسلامة داءً؟۱ أو موتا يُجْهِزُ عليك فيُسرِعُ إليك، و يُزعِجك۲ مِن القَصر إلى القبر، و يبغِّض۳ عليك المَسرّات، و يُفيتك۴ الشهوات، كما قال عليه‏السلام: أكثِروا ذِكرَ هادمِ اللذَّات؟!۵

و هذا كلّه ترغيب عن الدار الفانية إلى الدار الباقية و تقبيحُ صورتها.

و فائدة الحديث: إعلام عاقبة الدنيا و اُمورها.

و تمام الحديث: أو الدَّجّالَ، و الدَّجّالُ شرّ غائب ؛ أو الساعةَ، «وَ السَّاعَةُ أَدْهَى وَ أَمَرُّ»۶.۷

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۳۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا يُصيبُ المُؤمِنَ وَصَبٌ وَ لاَ نَصَبٌ وَ لاَ سَقَمٌ وَلاَ أَذًى وَ لاَ حُزْنٌ حَتَّى الهَمُّ يُهِمُّهُ إِلاَّ كَفَّرَ اللّه‏ُ بِهِ خَطايَاهُ.۸

«الوَصَب»: المرض اللازم، و قد وَصِبَ الرجُلُ يوصَب فهو وَصِبٌ، و أوصَبَه۹ اللّه‏، و المُوَصَّب: الكثير /۳۵۳/ الأوجاع، و وَصَبَ الشيءُ إذا دام ـ بالفتح ـ يَصِبُ وُصوبا، و هذا برقٌ واصب، و قال تعالى: «وَ لَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ»۱۰.

1.. المجازات النبويّة ، ص ۴۳۰ ، ح ۳۴۹ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۰۲ ، ح ۱۴۰۹ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۱۲۱ ، ح ۲۹۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۷۱ ، ح ۶۲۳۴ .

2.. الإزعاج : نقيض الإقرار ، تقول : أزعجه من بلاده فشَخَصَ . و قال ابن دريد : يقال : زَعَجَه و أزعجَهَ إذا أقلَقَه ، و الزَّعَج : القَلَق . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ زعج .

3.. «ألف» : ينغص .

4.. «ألف» : يُفنيك .

5.. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۷۶ ، ح ۳۲۵ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۱ ـ ۳۹۳ ، ح ۶۶۸ ـ ۶۷۰ ؛ الدعواتللراوندي ، ص ۲۳۸ ، ح ۶۶۵ .

6.. «ألف» : و الساعة إذ هي دار مرّ .

7.القمر ۵۴ : ۴۶ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲ ، ح ۸۲۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۶ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۷۳ ؛ المصنّفلابن أبي شيبة ، ج ۳ ، ص ۱۱۸ ، ح ۷ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۴۰۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۴ ، ص ۳۴ . الدعوات للراوندي ، ص ۱۷۱ ، ح ۴۸۰ ؛ تحف العقول ، ص ۳۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۴۲ ، ح ۲۹ مع الاختلاف في الجميع .

9.. «ألف» : و قد وَصَبَه .

10.. الصافّات ۳۷ : ۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
372

كلامُه، و أفنَدَه الكِبَرُ، يقال: اُهتِر۱ الرجُلُ فهو مُهْتَرٌ۲ إذا سقط في كلامه من الكبَر۳. و لا يقال: عَجوزٌ مُفْنِدةٌ ؛ لأنّها لم يكن لها في الشباب أيضا۴ رأي فيَضعُفَ۵ في الشيخوخة. و «التفنيد»: نسبة الرأي إلى الضَّعف. و «المُجْهِز»: السريع، يقال: أجهزتُ على الجَريح: إذا قتلته.۶

أشار صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى تنغيص۷ الدنيا و خِسّتها و تغيُّرها و انقلابها بأهلها، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أيّها الراغب في الدنيا و حياتها، ماذا۸ تَنتظر منها؟! و هل هي إلاّ غِنًى يَتأدّى بك إلى الطغيان و العصيان و سَخط الرحمن ؛ قال اللّه‏۹ تعالى: «انّ الاْءِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى»۱۰؟! أو فقرا يُنسيك جميعَ لذّاتها و شهواتها، و يُلهيك۱۱ عن العبادة المفروضة عليك، و يَهجُم بك على التروك الواجبة، كما قال عليه‏السلام: كاد الفقرُ أن يكون كفرا؟!۱۲ أو هَرَما يَحمِلك على كثرة الهذيان و المُحال إن لم تُحتضَر۱۳ و أمهَلَك الزمان فيصيرُ ما كنتَ تَرغب فيه داءً۱۴ دَويّا ؛ و لذلك قال عليه‏السلام: /۳۲۵/

1.. «ألف» : اهتزّ .

2.«ألف» : مهتزٌّ .

3.. «ألف» : . . . كلامه الكثير .

4.. «ب» : ـ أيضا .

5.«ألف» : فضعف .

6.. «ألف» : أقبلته .

7.. نَغِصَ نَغَصا : لم تَتِمَّ له هَناءتُه ، و نَغِصَ الرجُلُ : لم يَتِمَّ مرادُه ، و النَّغَص : كَدَرُ العَيش ، و قد نَغَّصَ عليه عَيشَه تنغيصا : كدَّره . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۹۹ نغص .

8.. «ألف» : ـ ذا .

9.. «ب» : ـ اللّه‏ .

10.. العلق ۹۶ : ۶ و ۷ .

11.. «ب» : يغفلك .

12.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۷ ، ح ۴ ؛ الخصال ، ص ۱۲ ، ح ۴۰ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ و ۳۴۳ ، ح ۵۸۵ و ۵۸۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ ، ح ۶۱۹۹ .

13.. «ألف» : يختصر .
و حُضِرَ المريضُ و احتضُر : نَزَل به الموت . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۹۹ (حضر) .

14.. في الدعوات : دارا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2369
صفحه از 488
پرینت  ارسال به