371
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: التحذير عن السؤال و إراقة ماء الوجه لِتافِهٍ۱ يسيرٍ يَنالُه السائلُ مِن المسؤول۲، و إعلام۳ أنّه /۳۵۲/ إذا شَرَعَ فيه حَبَسَ اللّه‏ُ عنه التوفيقَ، فتَفتقر نفسُه، و يَظنّ أنّه سيموت ضُرّا و جوعا.

و راوي الحديث: ابن عبّاس. و في آخر الحديث: فاستغنوا.۴

۵۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا يَنتَظِرُ أَحَدُكُم مِنَ الدُّنيا إِلاَّ غِنًى مُطغِياً، أَوْ فَقراً مُنسِياً، أَو مَرَضاً مُفسِداً، أَو هَرَماً مُفَنِّداً، أَو مَوتاً مُجْهِزاً۵.۶

«الطُّغيان»: تجاوُز الحدّ في الشرّ، يقال: طَغَيتُ طُغيانا و طَغَوتُ طُغوانا تَطْغَى و تَطْغُو، و أطغاه المالُ: حَمَلَه على الطغيان، و قال اللّه‏ تعالى: «اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى»۷، و قال تعالى: «إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ»۸ أي هاجَتْ أمواجُه. و طَغَى الدمُ تَبَيَّغَ۹، و كُلُّ متجاوِزٍ للحدّ طاغٍ. و «الفَنَدُ»: ضَعفُ الرأي مِن الهَرَم، و قد أفنَدَ الرجُلُ: إذا اُهْتِرَ۱۰ و كثُر

1.. التافِه : الحقير اليسير ، و الخسيس القليل . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۸۰ تفه .

2.. «ب» : ـ و إراقة ماء الوجه . . . المسؤول .

3.. في حاشية «ألف» : + مِن .

4.. «ألف» : فاستعطوا .

5.. أجهزتُ على الجريح : أسرعت قتله و قد تمَّمت عليه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۲۵ جهز .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱ و ۳۲ ، ح ۸۲۳ و ۸۲۴ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۲۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۱ ،ص ۴۲۱ ، ح ۶۵۴۲ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۴ ، ص ۱۹۲ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۴ ، ص ۲۳۰ ، ح ۱۸۲۲ . جامع أحاديث الشيعة ، ج ۳ ، ص ۹۰ ، ح ۳۴۱۵ مع اختلاف في الجميع عدا الأوّل .

7.. طه ۲۰ : ۴۳ .

8.. الحاقّة ۶۹ : ۱۱ .

9.. في «ألف» بدون النقطة ، و في «ب» : تَببَّغ . و تَبَيَّغَ به الدمُ : هاج به ، و ذلك حين تَظهر حمرته في البدن ، و البَيْغ توقُّد الدم حتّى يظهر في العروق ، و أيضا هو في الشفة خاصَّةً : البَيغ . و قال أبو زيد : تبيَّغَ به النومُ إذا غَلَبَه ، و تبيَّغ به الدم غلبه ، و تبيَّغ به المرض غلبه . و قال ابن الأعرابي : تبيَّغَ و تبوَّغ بالواو و الياء ، و أصله من البَوغاء و هو التراب إذا ثار ، فمعناه لا يَثُرْ بأحدكم الدمُ . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۲ بيغ ؛ و ج ۱۵ ، ص ۸ (طغي) .

10.. «ألف» : اهتزّ .
و أهتَرَ و اُهتِرَ الرجُل إذا فقد عقله من الكبَر و صار خَرِفا ، و اُهتِر الرجُلُ فهو مُهتَر : اُولِع بالقول في الشيء . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۵۰ هتر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
370

المضطرّ فلا بأس أن يَسأل. و قيل: مَن طَلب۱ القوتَ ما تَعدّى،۲ و إذا انتهى ضُرّ الإنسان و جوعُه فإنّه يَحلّ له قدرُ ما يُمْسِك رَمَقَه من الميتة، فكذلك السؤال ينبغي أن يُقْدِم عليه الإنسانُ إذا عجز عن جميع الوجوه، و كاد الجوعُ يُتلِفه، فله حينئذٍ أن يَسأل ما يَسُدُّ جَوعَتَه ؛ فأمّا الّذي يُلِحّ و يُلحِف و يؤذي الناسَ، و غَرَضُه أن يَركُم بعضَه على بعض تكبّرا، فإنّ اللّه‏ تعالى يسلِّط عليه فقر النفس، فلا يَشبع أبدا، و يموت و يَتركه لمن يَتمرّغ۳ فيه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن فَتَحَ على نفسه باب مسألةٍ و انتجاعٍ۴ مِن غير حاجة فإنّه يَفتح على نفسه باب فقر. و هذا مِن أحسن الكلام و ألطَفِه، و يَتضمّن الأمرَ بالقناعة كما قال عليه‏السلام: القناعة مالٌ لا يَنفَد.۵ و ما دام بابُ رحمة اللّه‏ تعالى مفتوحا فليسَ للعبد أن يَسأل غيرَه. و قال:

اللّه‏ يَغضِبُ إن تَركتَ سؤالَه

و بُنَيُّ آدمَ حين يُسأل يَغضِب۶

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا سألتَ فاسأَلِ اللّه‏.۷

و قال الشاعر۸:

تُكلِّفني إذلالَ نفسي لعزّها

و هانَ عليها أن اُهانَ لِتُكْرَما

تقول سَلِ المعروف يحيى بنَ أكثَمٍ

فقلتُ سَليه رَبَّ۹ يحيى بنِ أكثما۱۰

1.. في المصدر : «طالب» بدل «من طلب» .

2.. من الأمثال السائرة . راجع : كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۷ ، الرقم ۱۶۴۹ .

3.. التمرُّغ : التقلُّب في التراب . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۵۰ مرغ .

4.. انتَجعنا فلانا : أتيناه نَطلب معروفه . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۴۷ نجع .

5.. نهج البلاغة ، الحكمة ۵۷ و ۳۴۹ و ۴۷۵ .

6.. من ذكره لم يسمّ باسم الشاعر ، إلاّ أنّ القرطبي نقله عن بعض الشعراء تارة ، و عن بعض العلماء اُخرى . راجع : تفسيرالثعلبي ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱ ، ص ۱۰۶ ، ذيل الآية من سورة الفاتحة ۱ ؛ و ج ۵ ، ص ۱۶۴ ، ذيل الآية من سورة النساء (۴) ؛ المستطرف ، ص ۳۰۳ .

7.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۰۳ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۷۶ ، ح ۲۶۳۵ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۳ ، ح ۵۹۰۰ .

8.. هو عبد الصمد بن أبي مروة بن المعدِّل العبديُّ البصريُّ الشاعر المشهور .

9.. في المصادر : «سلي المفضال» بدل «سليه ربّ» .

10.. عيون الأخبار لابن قتيبة ، ج ۳ ، ص ۲۰۹ ؛ وفيات الأعيان ، ج ۶ ، ص ۱۶۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2063
صفحه از 488
پرینت  ارسال به