37
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

تعالى عليه و إحسانه إليه، و لا يَركُم بعضَه على بعض ؛ ظانّا أنّه يعيش الأبَد۱، و يُفني۲ المُدَد، فيبقى عنه، و يسعد به غيره، و يلحقه ضَيره، كما قال عليه‏السلام: لك في مالك شريكان: الحادث و الوارث، فلا تكن أخسّ الثلاثة نصيبا.۳

و فائدة الحديث: الأمر بالإحسانِ ممّا أحسن اللّه‏ تعالى به إليك و الإنفاقِ منه، و النهيُ عن التقتير و التضييق و حبسه عن وجوهه.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏.

۲۷۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسلَمَ فَليَلزَمِ الصَّمتَ.۴

«السَّلامة»: التجرّد من الآفات.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من أراد أن يَسلم من الغوائل و التبعات فعليه بالصمت ؛ لأنّ أكثر الآفات و النوازل مَنشؤها من الكلام. و في مَثَل لهم: رُبَّ كلمة تقول: دَعْني.۵

و روي أنّ أبا بكر لمّا احتُضر جَعَلَ يُنصنص۶ /۱۹۵/ لسانه و يقول۷: هذا أورَدَني المواردَ!۸ و روي أنّه كان يضع حَصاةً في فيه لا يخرجها إلاّ عند الصلاة و الطعام ؛ لئلاّ

1.. «ألف» : أنّه لا يعيش إلاّ به . «ب» :أنّه يعيش الأند .

2.. «ألف» : يغني .

3.. نهج السعادة ، ج ۸ ، ص ۲۴۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۶ ، ص ۲۱۱ ، مع اختلاف فيهما .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۶ ، ح ۳۷۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۶ ، ص ۲۹۰ ، ح ۳۶۰۷ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ؛تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۳۹۸ ، ح ۱۷۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۰۹ ، ح ۸۷۴۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۵۱ ، ح ۶۸۸۹ .

5.. راجع : نهج السعادة ، ج ۷ ، ص ۳۸۳ ؛ تاج العروس ، ج ۲ ، ص ۷۶ .

6.. «ألف» : ينضنض .
و نَصنَصَ لسانَه : حرّكه ، كنَضنَضَه ، غير أنّ الصاد فيه أصل و ليست بدلاً من ضاد نَضنَضَه كما زعمه قوم ؛ لأنَّهما لَيستا اُختين فتبدل إحداهما من صاحبتها . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۹۸ نصص .

7.. «ألف» : ـ و يقول .

8.. النهاية في غريب الحديث ، ج ۵ ، ص ۷۲ ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۳۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
36

يَستوجب المدح و الثواب، و خاصّةً۱ إذا نازعَتْه نفسه إليه، و تقاضته الشهوات۲، و حَفزتْه۳ الدواعي، و تقدّم عزمه عليه ؛ فالنزوع عمّا سبيله ذلك أشدّ عليه، و تجنّبه أسدّ، و للصلاح أعدّ، و لحبل۴ الرجاء أمدّ. /۱۸۰/و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى غَفَرَ لاُمّتي ما حَدّثت بهْ أنفُسُها ما لم تفعله أو تتكلّم۵ به.۶ أو كما قال عليه‏السلام.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الإنسان إذا همّ بقبيح، غَفَرَ اللّه‏ له ذلك الهَمَّ ما لم يَدخل في الوجود، و كَتَبَ مكانه حسنةً لتركه القبيح الّذي عزم عليه.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمرو.

۲۷۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن آتاهُ اللّه‏ُ خَيراً فَليُرَ عَلَيهِ.۷

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من اختصّه اللّه‏ تعالى بنعمته۸، و ألبَسَه ثوبَ ثروته، و أعطاه من خزانته، أحَبَّ أن يُرى أثر تلك النعمة عليه ظاهرا ؛ فإنّ إظهار النعمة نوع مِن شكر المنعم و إن لم ينطق به، و يَدخل تحت ذلك صَنيع۹ الخير فيما يؤتيه اللّه‏ تعالى العبد ؛ مِن إطعام الطعام، و كسوة اُولي الإعدام۱۰، و بذل ما تحتوي إليه اليد، فليجتهد۱۱ حتّى يكون قاضيا حقّ نعمة اللّه‏

1.. «ألف» : خاصّا .

2.«ألف» : الشهوة .

3.. حَفَزَه : دَفَعَه مِن خَلْفه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۷ (حفز) .

4.. «ألف» : و تجنّبه أشدّ ، و الصلاح أعدّ ، و بحبل .

5.. «ألف» : حدّثت به نفسها ما لم يفعله أو يتكلّم .

6.. لم نعثر عليه ، و وجدناه هكذا : إنّ اللّه‏ تجاوز لي عن اُمّتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تتكلّم أو تعمل به . راجع : تفسير ابنكثير ، ج ۱ ، ص ۳۴۷ ؛ الدر المنثور ، ج ۱ ، ص ۳۷۵ ؛ فتح القدير ، ج ۱ ، ص ۳۰۶ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۳۱۰ ، تاريخ بغداد ، ج ۱۱ ، ص ۲۴۱ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۵ ، ح ۳۷۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۴ ، ص ۱۹۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۷ ، ص ۲۷۴ ؛ كنز العمّال ،ج ۶ ، ص ۵۱۱ ، ح ۱۶۷۶۸ و في الثلاثة الأخيرة : «أعطاه» بدل «آتاه» .

8.«ألف» : ـ بنعمته .

9.«ألف» : صنع .

10.. أعدَمَ إعداما و عُدْما : افتَقَر و صار ذا عُدم ، فهو عَديم و مُعدِم لا مال له ، و نظيره : أخضرَ و أيسَرَ و أعسَرَ و أنذَرَ و أقبل و أدبر . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۹۳ عدم .

11.. «ألف» : ـ و بذل ما تحتوي إليه اليد ، فليجتهد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2240
صفحه از 488
پرینت  ارسال به