369
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

البغيُ بمعنى التكبّر.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما من طاعةٍ أعجَلَ ثوابا من صلة الرحم ؛ و ذلك لما فيها من التعاطف و التراحم و إصلاح ذات البين، و قد وَصّى عليه‏السلام بالرحِم فقال: بُلوّا أرحامَكم و لو بالسلام.۱ و ما من معصيةٍ أعجَلَ عقوبةً من البغي و التعدّي و الظلم، و لذلك قال تعالى: «وَ مَنْ [عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ۲] بُغِىَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللّه‏ُ»۳، و الّذي اختُصّ بنصرة اللّه‏ لا بدّ مِن أن يُعجَّل عقوبةَ الباغي عليه، و قد۴ قيل: البغي مَرتعه وخيم.۵

و فائدة الحديث: الأمر بصلة الرحم، و الترغيب فيها، و النهي عن البغي، /۳۲۴/و الترهيب۶ منه.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۳۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا فَتَحَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللّه‏ُ عَلَيهِ بَابَ فَقْرٍ.۷

هذا تَوَعُّدٌ لِمَن سَأل الناسَ عن ظَهر غنًى تكسُّبا من غير احتياج و ضُرٍّ مُدْقِعٍ۸ ؛ فأمّا

1.. مسند ابن المبارك ، ص ۱۴۶ ، ح ۱۱۷ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۷۲ ، ح ۲۰۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۹ ، ح ۶۵۳ و ۶۵۴ ؛ الاستيعاب ، ج ۲ ، ص ۶۷۸ ، ح ۱۱۱۸ .

2.. ما بين المعقوفتين لم يرد في المخطوطتين .

3.. الحجّ ۲۲ : ۶۰ .

4.. «ألف» : ـ قد .

5.. قطعة من بيت شعر قاله قيس بن زهير ، و هو قوله :

على أنّ الفتى حمل بن بدر بغى ، و البغي مرتعه وخيم
راجع : السيرة النبوية لابن هشام ، ج ۱ ، ص ۱۸۵ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى قدس‏سره ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ .

6.. «ألف» : الترغيب .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸ ـ ۳۱ ، ح ۸۱۶ ـ ۸۲۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۳ ، ص ۱۰۵ ؛ مسند ابن المبارك ، ص ۱۸۷ ،ح ۳۰۱ ؛ الكامل ، ج ۵ ، ص ۱۳۲ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۳۷۴ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۴ . عدّة الداعي ، ص ۸۹ و فيه عن الإمام الباقر عليه‏السلام . و عنه في وسائل الشيعة ، ج ۹ ، ص ۴۳۸ ، ح ۱۲۴۳۰ ؛ و بحار الأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۱۵۶ ، ح ۲۹ .

8.. يقال: فقرٌ مُدقِع؛ أي مُلصِق بالدَّقعاء و هي التراب . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۸۹ دقع .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
368

على سُرورها۱.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۳۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا عُبِدَ اللّه‏ُ بِشَيءٍ أَفضَلَ مِن فِقهٍ في دِينٍ.۲

«الفِقه»: أصله الفهم، و قد فَقِهَ يَفْقَهُ، و۳ صارَ في العرف اسما لمعرفة الشرائع، و قد فقُه الرجُلُ: صار فقيها، و أفقَهَه اللّه‏ُ، و تَفَقَّهَ: تَخَصَّصَ به، و فاقَهْتُه: باحَثتُه في الفقه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما عُبِد اللّه‏ُ بكالفقه الّذي يَفصل۴ بين الحلال و الحرام، و به تُعرَف الفرائضُ و الأحكام، و لولا الفقهاءُ لتَعَطَّلَت الامورُ الدينيّة و لارتَفَعَ الأمرُ بالمعروف و النهي عن المنكر ؛ لأنّ في ذلك ما لا يُهتدى إليه بالعقل، و لذلك قال عليه‏السلام: و لَفقيهٌ۵ واحدٌ أشَدُّ على الشيطانِ مِن ألفِ وَرِعٍ.۶ و ذلك لأنّ الورَع يحتاج إلى الفقه، و الفقهُ في نفْسه مستغنٍ عنه، و الورِع إذا لم يَكُن /۳۵۱/ فقيها لم يُعبأ بعبادته و ورَعه.

و فائدة الحديث: تعظيم أمر الفقه و حسن غنائه۷ في الدين.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۳۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا مِن شَيءٍ اُطيعَ اللّه‏ُ۸ فيه بِأَعجَلَ ثَواباً مِن صِلَةِ الرَّحِمِ، وَ ما مِنْ عَمَلٍ يُعصَى اللّه‏ُ فيه بِأَعجَلَ عُقُوبَةً مِن بَغيٍ.۹

«البَغي» في اللغة: التعدّي و الظلم، و في العرف: طلب تجاوز القصد، و قد يُستعمل

1.. «ألف» : شرورها .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷ ، ح ۸۱۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۲۱ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۱۹۴ ؛ سنن الدارقطني ،ج ۳ ، ص ۶۵ ، ح ۳۰۶۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۴۷۴ ، ح ۲ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۲۱۳ ، ح ۸ .

3.. «ألف» : ـ و .

4.«ب» : يفضل .

5.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۸۹ ؛ شعب الإيمان ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ ، ح ۱۷۱۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۲۲۲ في بعض المصادر : «فقيه» بدون الواو و اللام .

6.. في المصادر كلّها : عابد .

7.«ألف» : عناية .

8.«ألف» : ـ اللّه‏ .

9.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۷ ، ح ۸۱۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۳۵ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۰ ، ح ۲۰۲۳۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۵۵ ، ح ۷۶۰۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۶۵ ، ح ۶۹۶۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۵ ، ص ۳۹۲ مع اختلاف يسير في الجميع غير الأوّل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2257
صفحه از 488
پرینت  ارسال به