365
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الغَنَم. و حكى ابنُ السِّكّيت: زِرْبٌ ـ بالكسر ـ عن بعضهم،۱ و قد زَرَبتُ للغَنَم أزرُبُ زَرْبا. و «الشرف»: العلوّ و الرِّفعة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما ذئبان جَشِعان باتا في زَريبةِ غَنَمٍ ـ يَقتُلان ما قَتلا، و يَجرَحان ما جَرَحا ـ بأسرَعَ إفسادا و إهلاكا مِن حبّ الشرف و المال في دين الرجل المسلم. و ذَكَرَ الزريبة لأنّها إذا كانت مجتمعةً فيها كان الذئبُ عليها أقدَرَ و لها أقهر ؛ و إنّما قال عليه‏السلام ذلك لأنّه إذا عَلَّقَ قلبَه بالترفّع و طلب الرئاسة و كثرةِ المال لم يَتفرّغ إلى عبادة اللّه‏ تعالى، فتَنهدم قواعدُ دينه، و يَتباعَد من اللّه‏ تعالى، و يَتعطّل عمّا خُلق له ؛ و ذلك لأنّ الدينَ و الدنيا على طَرَفَي نقيض، و لذلك شَبّه أميرُ المؤمنين عليه‏السلام الدنيا و الآخرة بالضرّتين ؛ لأنّ في رضى هذه سَخَطَ تلك، فقال عليه‏السلام: إنّ الدنيا و الآخرة عدوّان متفاوتان و سبيلان مختلفان، فمَن أحَبَّ الدنيا و تولاّها أبغَضَ الآخرةَ و عاداها، و هما بمنزلة المشرق و المغرب، و ماشٍ بينهما كُلَّما قَرُبَ مِن واحدةٍ بَعُدَ مِن الآخَر، و هما بَعدُ ضَرَّتان.۲ و ما أنقَدَه۳ عليه‏السلام لها.

و قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أصبَحَ و أمسى و هَمُّه الدنيا و الدرهمُ تكاثرا،۴ حُشِرَ يومَ القيامة۵مع اليهود و النصارى و مع الّذين قالوا: «ما هي إلاّ حياتنا۶ الدنيا۷ نموت /۳۵۰/ و نحيى»۸.۹

1.. راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۴۲ زرب .

2.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۰۳ .

3.. «ألف» : أنفده .

4.. في المصدر : مكاثرا .

5.. في المصدر: ـ يوم القيامة.

6.. «ألف» : إنما هي الحياة .

7.. في المصدر : قالوا : و ما هي إلاّ حياتنا الدنيا .

8.. الجاثية ۴۵ : ۲۴ .

9.. روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۱۷۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
364

هَلُمَّ، و يا باغي الشرّ اقصِر!۱ و ملكان يناديان: اللهم أعْطِ مُنفِقا خَلَفا، و أعطِ مُمْسِكا تَلَفا! و ملكانِ يناديان۲ يقولان: سبحانَ الملِك القدّوس! و ملكان موكَّلان بالصُّور۳ متى يؤمَران فينفُخان۴.۵

و فائدة الحديث: مدحُ السخاء و ذمّ البخل، و إعلامُ أنّ الملائكةَ تَدْعُوْ للسخيّ و على البخيل.

و راوي الحديث: أبو الدرداء رضى‏الله‏عنه.

۵۳۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا ذِئبَانِ ضَاريَانِ في زَرِيبَةِ غَنَمٍ بِأَسرَعَ فيها مِن حُبِّ الشَّرَفِ وَ المالِ في دِينِ المَرءِ المُسلِمِ.۶

«الضاري»: المتعوِّد۷ للصيد، الحريصُ المستمِرّ عليه المارِنُ۸، يقال: ضَرَى الكلبُ بالصيد۹ ضَراوةً، و كَلبٌ ضارٍ و كلبةٌ ضارية. و «الزَّريبة» و الزَّرَب: حَظيرةٌ۱۰ تَأوي إليها

1.. إلى هنا نقل ابن عساكر عن عبد اللّه‏ بن ضحرة عن كعب .

2.. «ألف» : ـ اللهم أعط . . . يناديان .

3.. في المصادر : + فينتظران .

4.. في المصادر : ـ فينفحان .

5.. فقرات من حديث رواه غير ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري ، قطّعها المصنّف قدس‏سرهو قدّم بعضها على بعض و أخّر . راجع :سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۵ ، ح ۳۹۹۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۵۵۹ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۰ ، ص ۸۰ ، الرقم ۷۵۹۶ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۱۰ ، ص ۳۳۱ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۳ ، ص ۲۳ ، ذيل الآية ۷۳ من سورة الأنعام ۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۷۴ ، ح ۱۶۱۲۳ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۲۸۷ ، ح ۴۴۵۰۵ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵ و ۲۶ ، ح ۸۱۱ ـ ۸۱۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۵۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۵۰ ؛ الزهدلابن المبارك ، ص ۱۸۱ مع اختلاف يسير فيهما ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۳ ، ص ۲۹۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۲۳۵ .

7.. تعوَّدَ الشيءَ و عادَه و عاوَدَه و اعتاده و استعاده و أعاده أي صار عادةً له . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۱۷ عود .

8.. مَرَنَ الشيءُ يَمرُن مُرونا : إذا استمرّ ، و هو لَيِّنٌ في صلابة . و مَرَنَت يدُ فلان على العمل أي صَلُبَتْ و استمرَّت . و مَرَنَ على الشيء : تَعَوَّده و استمرّ عليه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۰۳ مرن .

9.. «ألف» : للصيد .

10.. «ألف» : الحظيرة .
الحَظيرة : ما أحاط بالشيء و هي تكون من قَصَب و خشب . و الحِظار : الحَظيرة تُعمَل للإبل من شجر لتقيها البرد و الريح . و حظيرة القدس : الجنَّة ، و هي في الأصل : الموضع الّذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنَم و الإبل يقيها البرد و الريح . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۰۴ حظر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2419
صفحه از 488
پرینت  ارسال به