۵۳۳.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطٌّ إِلاَّ بِجَنبَتَيْها مَلَكانِ يَقولاَنِ: اللّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنفِقٍ خَلَفاً، وَ عَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفاً.۱
/۳۲۲/ «قَطُّ» عبارة عن الزمان المقطوع به، و هو مِن القَطِّ القطع عَرْضا۲، و يقال قُطُّ بضمّ القاف، و في خلافه «أبدا» ؛ لأنّه لا يتبعّض و لا يتقطّع۳، تقول: رَأَيتُه زمانَ كذا، و لا تقول: رأيته أبَدَ كذا، و يُجمَع آبادا تقريبا و مبالغةً، و إلاّ فما لا يَنتهي لا يُثنَّى و لا يُجمَع.
و «جَنَبَتا الشيءِ» بفتح النون: جانِباهُ، يقال: سار بجَنَبَتيه و جَنابَيه و جانبتَيه، و رأيت بعض المتأخّرين يُنكِر فتحَ النون في الجَنبة و يقول: هي ساكنة، و ذلك وهمٌ منه ؛ فإنّ السماع هي فتح النون في الكلمة، و لا أعرِفُ الجَنْبَة إلاّ القطعة /۳۴۹/ من جلدِ جَنب۴ البعير، و النبْت الّذي يَخضَرُّ في آخِر القَيْظ مِن غير ماء مطر، بلى يقال: جَلَسَ فلانٌ جَنْبَةً ؛ أي ناحيَةً معتزلاً عن الناس، و اللغةُ سماع و ليس بقياس۵.
و «الخَلَف»: ما يقوم مَقام الشيء فيُخْلِفه. و «التلَف» الهلاك، و قد تَلِفَ يَتلَف و أتلفتُه.
يقول صلىاللهعليهوآله: ما طلعتْ شمسُ نهارٍ إلاّ و مَلَكان يَبتدّانِها۶ يَدعوان للمنفق في سبيل الخير، و على المُمْسِك المُتَربِّص البخيل.
و روى عبد اللّه بن ضَمْرَة عن كَعبٍ، قال: ما مِن صباح إلاّ و مَلَكان يناديان: يا باغيَ الخير
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵ ، ح ۸۱۰ . مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۹۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۴۵ ؛ مسند أبي داودالطيالسي ، ص ۱۳۱ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۷ ، ص ۲۳۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۷۴ ، ح ۱۶۱۲۲ . روض الجنان، ج ۱۶، ص ۷۹؛ و ج ۲۰، ص ۳۱۰؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۳۱ ، ح ۷۵۶۸ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۳ ، ص ۶۰۹ ، ح ۱۸۴۸ في الأخيرين عن روض الجنان (تفسير أبي الفتوح الرازي ، مع اختلاف يسير في كلّ المصادر غير الأوّل) .
2.. «ألف» : هو من لفظ القطع عوضا .
3.. «ألف» : لا ينقطع .
4.. «ألف» : جنب جلد .
5.. هذا خلاف ما عليه المحقِّقون من اللغويِّين المتأخِّرين . و ما قطَع به الشارح ـ طابَ ثَراه ـ هو تحجير للغة العرب و منافٍلسُنَّة «التطوُّر» ، و على رأيه لا يصحُّ أن يقال «مشاهير» في جمع «مشهور» بدعوى أنَّه لم يَرد به سماع ، و هكذا جَمَهَرةٌ كبيرةٌ من الكلمات المبنيَّة على القياس . و للتفصيل موضع غير هذا . عبد الستّار .
6.. السبُعان يبتدّانِ الرجُل : أتياه من جانبيه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۷۹ بدد .