363
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۵۳۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطٌّ إِلاَّ بِجَنبَتَيْها مَلَكانِ يَقولاَنِ: اللّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنفِقٍ خَلَفاً، وَ عَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفاً.۱

/۳۲۲/ «قَطُّ» عبارة عن الزمان المقطوع به، و هو مِن القَطِّ القطع عَرْضا۲، و يقال قُطُّ بضمّ القاف، و في خلافه «أبدا» ؛ لأنّه لا يتبعّض و لا يتقطّع۳، تقول: رَأَيتُه زمانَ كذا، و لا تقول: رأيته أبَدَ كذا، و يُجمَع آبادا تقريبا و مبالغةً، و إلاّ فما لا يَنتهي لا يُثنَّى و لا يُجمَع.

و «جَنَبَتا الشيءِ» بفتح النون: جانِباهُ، يقال: سار بجَنَبَتيه و جَنابَيه و جانبتَيه، و رأيت بعض المتأخّرين يُنكِر فتحَ النون في الجَنبة و يقول: هي ساكنة، و ذلك وهمٌ منه ؛ فإنّ السماع هي فتح النون في الكلمة، و لا أعرِفُ الجَنْبَة إلاّ القطعة /۳۴۹/ من جلدِ جَنب۴ البعير، و النبْت الّذي يَخضَرُّ في آخِر القَيْظ مِن غير ماء مطر، بلى يقال: جَلَسَ فلانٌ جَنْبَةً ؛ أي ناحيَةً معتزلاً عن الناس، و اللغةُ سماع و ليس بقياس۵.

و «الخَلَف»: ما يقوم مَقام الشيء فيُخْلِفه. و «التلَف» الهلاك، و قد تَلِفَ يَتلَف و أتلفتُه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما طلعتْ شمسُ نهارٍ إلاّ و مَلَكان يَبتدّانِها۶ يَدعوان للمنفق في سبيل الخير، و على المُمْسِك المُتَربِّص البخيل.

و روى عبد اللّه‏ بن ضَمْرَة عن كَعبٍ، قال: ما مِن صباح إلاّ و مَلَكان يناديان: يا باغيَ الخير

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵ ، ح ۸۱۰ . مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۹۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۴۵ ؛ مسند أبي داودالطيالسي ، ص ۱۳۱ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۷ ، ص ۲۳۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۷۴ ، ح ۱۶۱۲۲ . روض الجنان، ج ۱۶، ص ۷۹؛ و ج ۲۰، ص ۳۱۰؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۳۱ ، ح ۷۵۶۸ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۳ ، ص ۶۰۹ ، ح ۱۸۴۸ في الأخيرين عن روض الجنان (تفسير أبي الفتوح الرازي ، مع اختلاف يسير في كلّ المصادر غير الأوّل) .

2.. «ألف» : هو من لفظ القطع عوضا .

3.. «ألف» : لا ينقطع .

4.. «ألف» : جنب جلد .

5.. هذا خلاف ما عليه المحقِّقون من اللغويِّين المتأخِّرين . و ما قطَع به الشارح ـ طابَ ثَراه ـ هو تحجير للغة العرب و منافٍلسُنَّة «التطوُّر» ، و على رأيه لا يصحُّ أن يقال «مشاهير» في جمع «مشهور» بدعوى أنَّه لم يَرد به سماع ، و هكذا جَمَهَرةٌ كبيرةٌ من الكلمات المبنيَّة على القياس . و للتفصيل موضع غير هذا . عبد الستّار .

6.. السبُعان يبتدّانِ الرجُل : أتياه من جانبيه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۷۹ بدد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
362

و يقال: أرى فلانا في الفَيْنة و في الفَرْط۱ و في النَّدْرَة و النَّدَرى۲ و عن عُفْرٍ، تقول: لقيتُه عن عُفْرٍ ؛ أي بعد خمسةَ عَشَرَ يوما فصاعدا، و يعني بالعفر الليالي البيض.

و معنى الحديث: أنّ المؤمن لا يخلو من زَلَّة يرتكبها و خطيئة يَخطو إليها الحينَ بعد الحين و الساعةَ بعد الساعة، و يَمتدّ له ذلك حتّى يفارِق الدنيا ؛ و ذلك لأنّه فيما بين الخلق يُعامِلهم و يبايعهم و يشاريهم فيَسمع ما يَكره فيقول ما لا يُرتضى۳، و ربّما يُظلَم۴ فيَحتمل أو لا يحتمل، و لو تَفرّدَ في لَحْفِ جبل أو سواءِ باديةٍ لم يَخْلُ أيضا مِن خطراتٍ هي على الجُملة أفعالٌ، و ما كُلّ خَطْرة مرضيّةً، هؤلاء الأنبياء المؤيَّدون بالعصمة و إن لم تقع منهم الذنوبُ ؛ فإنّهم ربّما يَتركون الأولى فيعاتبهم اللّه‏ تعالى عليه، و مع ذلك فإنّا نجوّز أن يكون في الدنيا مَن يعصمه اللّه‏ تعالى فلا يواقِع الذنب، فيكون قوله عليه‏السلام: «ما من مؤمن» حُكما أكثريّا. و قد روي على هذا الوجه: ما من مؤمن إلاّ و له ذنب قد اعتاده الفينة بعد الفينة ثمّ يتوب.۵ و هو مثل الحديث الآخر: إنّ المؤمن خُلق مُفتَنّا ممتحَنا يُمتحَن بالذنب ثمّ يتوب۶، ثمّ يعود في الأحانين ثمّ يتوب.۷

و فائدة الحديث: إعلام۸ أنّ المؤمن يقع له في الأحايين الزلاّتُ إلاّ المعصومينَ الّذين يَعصِمهم اللّه‏.

و راوي الحديث: ابن عبّاس، و في آخره: و۹ إنّ المؤمن خُلق نَسّاءً، إذا ذُكِّر ذَكَرَ.۱۰

1.. الفَرْط : الحين ، و اليوم بعد اليومين ، و أن تَلقى الرجُل بعد أيّام . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۷۰ (فرط) .

2.. في النَّدْرَة و النَّدَرى أي فيما بين الأيام . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۹۹ ندر .

3.. «ألف» : يرضى .

4.«ألف» : ظلم .

5.. قريب منه في نهج الفصاحة ، ص ۶۸۹ / ۲۵۸۵ ؛ شعب الإيمان ، ج ۵ ، ص ۴۱۹ / ۷۱۲۴ ؛ الفائق ، ج ۳ ، ص ۵۹ ذيل مادّة «فين» ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۴۵۶ ، ذيل مادّه «فيل» .

6.. «ب» : ـ و هو مثل الحديث الآخر . . . ثمّ يتوب .

7.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۲ ، ح ۱۰۶۶۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۲۰ ، ح ۸۰۷۷ .

8.. «ألف» : ـ إعلام .

9.. «ألف» : ـ و .

10.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴ ، ح ۸۰۸ و ۸۰۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2344
صفحه از 488
پرینت  ارسال به