نُشير إلى لَمحةٍ دالّة.
فيقول صلىاللهعليهوآله: ما مِن رجُل مِن أهل الإسلام أفضلَ و أكثرَ ثوابا مِن وزيرٍ صالح يرتِّب أمرَ ذي سلطانٍ عادل قد اعتَمد عليه و جرّبه و تبرّك بهدايته، فالسلطان يَعتمد على استصوابه، و هو يَتحرّى۱ فيما يقدّمه إليه رضا اللّه تعالى ؛ و إنّما قال عليهالسلام ذلك لأنّ الإمام العادل يَجري حُكمُه على عامَّة المسلمين، فصَلاحهم۲ مربوط بصلاحه ؛ و إذا كان له وزير يَعتمد عليه، و هو يراعي جانبَ اللّه تعالى، فلا يحسِّن له قبيحا، و لا يقبِّح له حسنا، و لا يحقِّق باطلاً، و لا يُبطِل حقّا، بل يَتكلّم إعانةً للحقّ و قَمعا للباطل، كان شريكَه في كلّ خير يَفعله، و لا يَكاد يَعلم قدرَ ثوابه إلاّ اللّه تعالى، فكذلك حالُ الوزير الّذي يظافِره و يظاهره.
و فائدة الحديث: إعلام عِظَمِ أجر الوزير الصالح إذا ناصَحَ الإمامَ العادل، و قَدَّمَ إلى رأيه الصلاحَ و الفلاح.
و راوية الحديث: عائشة.
۵۳۲.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا مِنْ مُؤمِنٍ إِلاَّ وَ لَهُ ذَنْبٌ يُصيبُهُ الفَينَةَ بَعدَ الفَينَةِ لاَ يُفارِقُهُ حَتَّى يُفارِقَ الدُّنيا.۳
/۳۴۸/ «الذَّنْب»: الجُرم، و كأنّه مِن ذَنَبَه إذا أصاب ذَنَبَه، فكأنّ للجُرْم ذَنَبا تَسُوق إصابتُه إلى مرتكِبه الكراهةَ، و لذلك سُمِّيَ تَبِعَةً لما يَتْبعه مِن سوء العاقبة. و «الفَيْنَةُ»: الساعة، و يُجْمَع فَيْناتٍ، و الفَينةَ بعد الفَينة أي الحِينَ بعد الحين، قال الشاعر:
لكِ البيتُ إلاّ فَينةً تُحْسِنينَها۴
إذا حانَ مِن ضَيفٍ عَلَيَّ۵ نُزولُ۶
1.. التحرّي : قصد الأولى و الأحقّ ، و القصد و الاجتهاد في الطلب و العزمُ على تخصيص الشيء بالفعل و القول . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۷۳ و ۱۷۴ حري .
2.. «ب» : فصلاحه .
3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴ ، ح ۸۰۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۸۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۴۴ .
4.. «ألف» : تحسنتها .
5.. في المصدر : ـ «عليّ» .
6.. نقل في كتاب الأزمنة و الأمكنة ، ص ۲۲۱ بدون تسمية الشاعر .