359
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و بالضدّ من ذلك إذا أحاطها و ناصحها و تدبّر اُمورها، و جَعَلَ شُغلَهم على ماله.۱

و فائدة الحديث: تعظيم أمر مراعاة الرعيّة، و المحافظةِ عليها، و ملاحظتِها بعين الاحترام، و مكانَفَتها بالنُّصح.

و راوي الحديث: عبد الرحمن بن سَمُرَة.

۵۳۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا مِن عَبدٍ يَستَرْعِيهِ اللّه‏ُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ غَاشّاً۲ لِرَعِيَّتِهِ إلاَّ حَرَّمَ اللّه‏ُ علَيهِ الجَنَّةَ۳.۴

هذا الحديث كالّذي قَبْله، و مضمونُه تعظيمُ شأن الرعيّة، و إيعادُ الإمام الّذي يَغُشّها و لا يُناصِحها، و يَخونها فلا يماحضها۵.

و فائدة الحديث: التشديد على الاُمراء في مراعاة رعاياهم، و إغاثةِ ملهوفهم، و إعانة مضعوفهم، و الإحسان إلى محسنهم، و التجاوز عن مُسيئهم، ما لم يكن فيه تعطيل حدٍّ مِن حدودِ اللّه‏ تعالى، و يَندرج تحت ذلك الوُلاةُ و الحُكّام و كُلُّ مَن يَتعلّق به أمرُ غيرِه حتّى الزوجِ و المولى، كما قال عليه‏السلام: كُلُّكم راعٍ، و كلّكم مسؤول عن رعيّته.۶

و راوي الحديث: مَعقِل بن يَسار. روى الحسنُ: أنّ عُبَيدُ اللّه‏ بنُ زياد ـ عليه لعنة اللّه‏ ـ عاد معقلَ بنَ يسار في مرضه الّذي قُبض فيه، فقال له معقل: إنّي محدِّثك بحديثٍ سَمِعتُه مِن رسولِ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لو عَلِمتُ أنّي حَيٌّ ما حَدّثتُك، سَمِعتُه يقول: ما من عبد... الحديث.

1.. «ألف» : بال .

2.. في المصادر غير مسند الشهاب : و هو غاشّ .

3.. سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۲۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۸۸ ، و ج ۶ ، ص ۹ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۰ ، ص ۳۴۷ ؛ المعجمالكبير للطبراني ، ج ۲۰ ، ص ۲۰۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۲ ، ح ۸۰۴ و ۸۰۵ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱ ، ح ۸۰۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۲۰۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۵ ، ص ۳۷۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۲۲ ، ح ۱۴۷۱۹ مع اختلاف فيه .

5.. «ألف» : و لا يماصحها .

6.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۴ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۲۱۵ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۲ ، ح ۲۰۹ ؛ جامع الأخبار ،ص ۱۱۹ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۶ ؛ إرشاد القلوب ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
358

البصرة /۳۴۶/ إلى بغدادَ، فتَمَنَّى حالَهم و قال: يا۱ ليتني كنت مَدّادا في البَربَند!۲

و فائدة الحديث: إعلام أنّ كلّ نعيم في الدنيا زائل، و ما مِن دارٍ يُحْبَر۳ أهلُها إلاّ و سَيَستعبرون عَقيبَ الحَبرَة، و لا يَفرَحون إلاّ و سيُعقَبون۴ عنها التَّرْحَة۵.

/۳۲۰/ و راوي الحديث: يحيى بنُ أبي كثير، قال۶: قال عليه‏السلام: و الّذي نفْسُ محمّد بيده ما امتلأَت... الحديث.

۵۲۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا استَرعَى اللّه‏ُ عَبداً رَعِيَّةً فَلَم يَحُطْها بِنَصيحَةٍ إِلاَّ حَرَّمَ اللّه‏ُ عَلَيهِ الجَنَّةَ.۷

«الرعيّة»: العامّة و مَن يَلزم الراعيَ سياستُهم و حِفظُهم، و الاسترعاء: طلبُ الرَّعْي، و حُطْتُه أحُوطُه حَوْطا و حِياطةً أي كَلَأتُه۸ و حَفِظتُه و راقَبتُه. و «النصيحة»: الاسم مِن نَصَحتُه نُصْحا و نَصاحةً، و نَصَحتُ له أفصَحُ و هي لغة التنزيل.

يعظِّم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أمرَ الرعيّة الّذين اعتمادُهم على الوالي، فإن صَلَحَ صَلَحوا و فازوا۹، و إن فَسَدَ فَسَدوا و هَلَكوا، فيقول عليه‏السلام: لا يَنصِب اللّه‏ُ عبدا راعيا على رعيّةٍ فيُهمِلُها و يَتركها سُدًى و هَمَلاً، و لا يُناصِحها فيَختارَ لهم ما يَختار لنفسه، و ينزِّهَهم عمّا ينزِّه عنه نفْسَه، إلاّ حَرّم اللّه‏ُ تعالى عليه الجنّةَ، و لم يَجعل له فيها نصيبا، و إنّ عَرْضَها كعرضِ السماواتِ و الأرض،

1.. «ب» : ـ يا .

2.. البربند : ما يستعمله الرجل ليتسلَّق الشجر وما شاكله .

3.. حَبَرَه : سَرَّه ، و يُحْبَرُون : يُنَعَّمون و يُكرَمون . و الحَبرة : المبالغة فيما وُصف بجميل ، و الحَبْرَة : النعمة التامّة . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۵۸ حبر .

4.. «ألف» : يتعقّبون .

5.. التَّرَح : نقيض الفرح ، و هو الهلاك و الانقطاع أيضا ، و التَّرحة : المرّة الواحدة منه . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۱۷ترح .

6.. «ألف» : ـ قال .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱ ، ح ۸۰۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۲۰۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۵ ، ص ۳۷۵ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۲۲ ، ح ۱۴۷۱۹ مع اختلاف فيه .

8.. كَلَأَه يَكلَؤُه : حَرَسه و حفظه . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ كلأ .

9.. «ب» : ـ و فازوا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1932
صفحه از 488
پرینت  ارسال به