وفور رأفته.
و تقدير اللفظ: فهو يعيّره. و إنّما لم يَنتصبْ لأنّه ليس بجوابٍ و لا جزاءٍ للنفي، بل هو عطف على جملةٍ متقدّمة.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى إذا سَتَرَ على عبده العاجز في الدنيا ذنبا فلم يُفْضِحْه على رؤوس الخلائق، و لم يُشهِره بذَنْبه، كان ذلك منه دليلاً على أنّه لا يَهتِك سِترَه في ذلك المشهد المشهود و اليوم الموعود.
و راوي الحديث: أبو موسى الأشعريّ.
۵۲۷.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا أَكرَمَ شَابٌّ شَيخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ اللّهُ لَهُ عندَ سِنِّهِ مَنْ يُكرِمُهُ.۱
«السِّنّ»: واحد أسنان الفم، و قد يُعبَّر به عن العمر ؛ و ذلك لِتَدَرُّجه على نسبة أحوال الأسنان، و لذلك قالوا: لا آتيك سِنَّ الحِسْلِ۲ أبدا ؛ و ذلك لأنّ الحِسل لا يَسقُط له سِنٌّ أبدا۳، و التقييض الإتاحة۴ و المجيء بالشيء.
و هذا الكلام منه صلىاللهعليهوآله حثٌّ على إكرام المشايخ و تعظيمهم و تبجيلهم و تفخيم أمرهم و التواضع لهم و التخفّف في حاجاتهم و التوقير لهم، فيقول صلىاللهعليهوآله: لا يُكرِمُ شابٌّ شيخا لمكان سنّه إلاّ و يُتيحُ اللّهُ تعالى عند طعنه في السنّ و ضعفه عن النهوض بالأعمال مَن يَكفيه حَرَّ السعي و يوقِّرُه۵ و يعظِّمه جزاءً لما سَلَفَ منه، و هذا في الدار الدنيا ؛ و أمّا في الدار
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹ و ۲۰ ، ح ۸۰۱ فيه : عند شيبه و ۸۰۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۵۱ ، ح ۲۰۹۱ ؛ تحفةالأحوذي ، ج ۶ ، ص ۱۴۰ ؛ كتاب العمر و الشيب لابن أبي الدنيا ، ص ۵۳ ، ح ۱۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۹۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۸۵ ، ح ۷۸۳۱ . مشكاة الأنوار ، ص ۲۹۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۴ (عن جامع الأخبار مع الاختلاف) ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۳۹۳ ، ذيل ح ۹۷۷۲ .
2.. الحِسْل : وَلَدُ الضبّ ، و الضبّ يكنى أبا حِسل و أبا الحِسل و أبا الحُسَيل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۵۱ حسل .
3.. «ب» : ـ أبدا .
4.. «ألف» : الإباحة .
و أتاحَه : هَيَّأَه ، و أتاحه له : قَدَّره له . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۱۸ تيح .
5.. «ألف» : توقيره .