355
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الآخرة۱ فاللّه‏ تعالى أعلم /۳۱۹/بما۲ الّذي يُثيبه و يعطيه على ذلك. و هذا الكلام مقصور على مشايخ المسلمين دونَ غيرِهم بدليل الحال ؛ و قد رُوي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اقتلوا شيوخَ المشركين!۳ فلو كان مجرَّدُ الشَّيخوخة موجِبا للإكرام لكان ذلك قائما فيما عدا المسلمين.

و فائدة الحديث: الأمر بإكرام المشايخ و توقيرهم و احترامهم و تقديمهم و احتشامهم.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.۴

۵۲۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا امتَلأَتْ دَارٌ حَبْرَةً إِلاَّ امتَلأَتْ عَبْرَةً، وَ مَا كَانَتْ فَرْحَةٌ إِلاَّ تَبِعَتْها /۳۴۵/ تَرْحَةٌ.۵

«الحَبْر» و «الحُبور»: السُّرور الّذي يَظهر تزيينُه و تحسينه، و التحبير: التحسين، تقول: شِعرٌ مُحبَّر. و كان يقال لطُفَيلٍ الغَنَويّ: «محبِّر» لحسن شِعره ؛۶ أو الّذي۷ يَظهر أثرُه على الحِبْر، و الحِبر و السِّبر۸: الجمال و البهاء، و قيل: اللون و الهيئة،۹ و قد حَبَرتُه، و الحَبرة: الغفلة منه۱۰، و قال تعالى: «فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ»۱۱ أي يَسُرّون و ينعَّمون. و العَبرة: الدَّمع.

و قال امرؤ القيس:

1.. «ب» : فأمّا في الآخرة .

2.. «ألف» : ما . «ب» : أمّا .

3.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۶۰۳ ، ح ۲۶۷۰ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۷۲ ، ح ۱۶۳۲ ؛ الخلاف ،ج ۵ ، ص ۵۲۰ ، المسألة ۴ .

4.. «ب» : ـ بن مالك .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱ ، ح ۸۰۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۵ ، ص ۲۳۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۰۱ ، ح ۷۱۴۵ معاختلاف يسير في الأخيرين .

6.. راجع : الشعر و الشعراء ، ج ۱ ، ص ۴۴۴ ، الرقم ۸۶۸ .

7.. في حاشية «ب» : عطف على «الَّذي» المتقدّم .

8.. في «ألف» : «الستر» بدل «و السبر» .
و الحَبْر و السَّبر و الحِبر و السِّبر كُلّ ذلك الحُسنُ و البهاء . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۵۸ حبر .

9.. قاله الفرّاء ، راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۲۰ حبر .

10.. «ألف» : ـ و الحبرة الغفلة منه .

11.. الروم ۳۰ : ۱۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
354

وفور رأفته.

و تقدير اللفظ: فهو يعيّره. و إنّما لم يَنتصبْ لأنّه ليس بجوابٍ و لا جزاءٍ للنفي، بل هو عطف على جملةٍ متقدّمة.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى إذا سَتَرَ على عبده العاجز في الدنيا ذنبا فلم يُفْضِحْه على رؤوس الخلائق، و لم يُشهِره بذَنْبه، كان ذلك منه دليلاً على أنّه لا يَهتِك سِترَه في ذلك المشهد المشهود و اليوم الموعود.

و راوي الحديث: أبو موسى الأشعريّ.

۵۲۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا أَكرَمَ شَابٌّ شَيخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ اللّه‏ُ لَهُ عندَ سِنِّهِ مَنْ يُكرِمُهُ.۱

«السِّنّ»: واحد أسنان الفم، و قد يُعبَّر به عن العمر ؛ و ذلك لِتَدَرُّجه على نسبة أحوال الأسنان، و لذلك قالوا: لا آتيك سِنَّ الحِسْلِ۲ أبدا ؛ و ذلك لأنّ الحِسل لا يَسقُط له سِنٌّ أبدا۳، و التقييض الإتاحة۴ و المجيء بالشيء.

و هذا الكلام منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حثٌّ على إكرام المشايخ و تعظيمهم و تبجيلهم و تفخيم أمرهم و التواضع لهم و التخفّف في حاجاتهم و التوقير لهم، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يُكرِمُ شابٌّ شيخا لمكان سنّه إلاّ و يُتيحُ اللّه‏ُ تعالى عند طعنه في السنّ و ضعفه عن النهوض بالأعمال مَن يَكفيه حَرَّ السعي و يوقِّرُه۵ و يعظِّمه جزاءً لما سَلَفَ منه، و هذا في الدار الدنيا ؛ و أمّا في الدار

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹ و ۲۰ ، ح ۸۰۱ فيه : عند شيبه و ۸۰۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۵۱ ، ح ۲۰۹۱ ؛ تحفةالأحوذي ، ج ۶ ، ص ۱۴۰ ؛ كتاب العمر و الشيب لابن أبي الدنيا ، ص ۵۳ ، ح ۱۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۹۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۸۵ ، ح ۷۸۳۱ . مشكاة الأنوار ، ص ۲۹۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۴ (عن جامع الأخبار مع الاختلاف) ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۳۹۳ ، ذيل ح ۹۷۷۲ .

2.. الحِسْل : وَلَدُ الضبّ ، و الضبّ يكنى أبا حِسل و أبا الحِسل و أبا الحُسَيل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۵۱ حسل .

3.. «ب» : ـ أبدا .

4.. «ألف» : الإباحة .
و أتاحَه : هَيَّأَه ، و أتاحه له : قَدَّره له . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۱۸ تيح .

5.. «ألف» : توقيره .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1948
صفحه از 488
پرینت  ارسال به