353
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۵۲۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما عَظُمَتْ نِعمَةُ اللّه‏ِ عَلَى عَبدٍ إِلاَّ عَظُمَتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيهِ.۱

«المَؤونة»: ثقلُ الأمر تحتمله، و وزنه فَعولة مِن «م ء ن».

و قال الفَرّاء: هي مَفعَلة مِن الأين و هو التَّعَب،۲ و هي تُهمَز و لا تُهمَز، و مَأَنتُه أمْأَنُه مَأْنا: احتَمَلتُ مَؤونَتَه، و مُنْتُه أمُونُه على ترك الهمز. و أظُنُّني ذَكرتُه بأشرَحَ مِن ذلك فيما سبق.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَعظُم نِعَمُ اللّه‏ على عبد في ماله أو جاهه أو نطقه أو قُوَّته أو قيامه بالاُمور إلاّ لَزِمَه احتمالُ أثقال عباد اللّه‏ تعالى، و عليه الصبرُ لذلك ؛ ليكون قد قضى حقَّ تلك النعم، و يَلزَمُه شكرُ اللّه‏ ـ عَزَّ و علا ـ عَلى أنّه أحوَجَ غَيرَه إليه، و لم يُحوِجْه إلى غيره، و فيه حَثٌّ لأصحاب النِّعَم على المُؤَن الّتي تَلزَمُهم في نِعَمِهم الّتي اُعطوها من القيام بمصالح الناس و مواساتهم بأموالهم و النُّهوض بأعبائهم /۳۴۴/ و إطعام المساكين و إيواء الإخوان و إعطاء الجيران، إلى غير ذلك من أبواب الخير.

و فائدة الحديث: الحثّ على تحمّل الأثقال شكرا لنِعَم اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: معاذ بن جبل.

۵۲۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا سَتَرَ اللّه‏ُ عَلَى عَبدِهِ فِي الدُّنيا ذَنْباً فيُعَيِّرَهُ بِهِ يَومَ القيامَةِ.۳

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: سَتْرُ اللّه‏ِ القبائحَ على عبادِه في دار الدنيا دليلٌ قاطعٌ على أنّ اللّه‏ تعالى يَستتمّ النعمةَ عليهم، و يَستكمل الصنيعةَ لديهم، فلا يعيِّرهم بها يوم القيامة ؛ و ذلك لسعة رحمته و

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸ و ۱۹ ، ح ۷۹۸ و ۷۹۹ ؛ قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ، ص ۴۷ ، ح ۴۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ،ص ۵۰۰ ، ح ۷۹۴۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۴۷ ، ح ۱۵۹۹۴ ؛ و ج ۶ ، ص ۵۸۸ ، ح ۱۷۰۱۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ ، ح ۲۲۲۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۳۰۶ ، ح ۶۲ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۷۵ (و فيه عن الإمام الباقر عليه‏السلاممع الاختلاف) ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۲۶ ، ح ۲۱۶۷۲ .

2.. راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۹۸ مأن .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹ ، ح ۸۰۰ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۲ ، ص ۳۳۷ ، ح ۸۶۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۲۴۴ معاختلاف في الأخيرين .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
352

۵۲۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا زَانَ اللّه‏ُ عَبداً بِزينَةٍ۱ أَفضَلَ مِن عَفافٍ في دِينِه وَ فَرجِهِ.۲

«العِفّة»: حالةٌ توجِبُ للإنسانِ غلبةَ الشهوة و قَهْرَها، و كان أصلُها مِن العُفافَة و العُفَّة و هي بقيّةُ اللَّبَن في الضرع، فكأنّ العَفيف قَنَعَ بذلك و مِثلِه، ثمّ استُعمِل في كَفّ النفس عمّا لا يَحِلّ، /۳۱۸/و قد عَفَّ يَعِفُّ عَفّا و عِفّةً و عَفافةً فهو عَفٌّ و عَفيف، و العَفاف كأنّه اسمٌ مِن العفّة، و استَعَفَّ عن المسألة أي عَفّ عنها، و تَعَفَّفَ تَكلَّف ذلك.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما تَزَيَّنَ العبدُ بزينةٍ۳ بأزيَنَ مِن العفاف في الاُمور الدينيّة، و هو أن يَتمسّك بأوامر اللّه‏ تعالى و نواهيه، فيَفعل ما أمَرَ اللّه‏ُ تعالى به، و يَنتهي عمّا نهاه اللّه‏ تعالى عنه ؛ و في فرجه، فلا يَتجاوَز المرخَّصَ إلى المحظورِ عليه.

و أمّا إضافةُ الزينة إلى اللّه‏ تعالى فلأنّ الخالقَ و البارئ هو، و الأشياءُ تُرَدّ إلى الاُصول، فهذا أدبٌ نبويٌّ، ثمّ هو تعالى المُغَرِّزُ للغرائز و الموفِّقُ لأنواع۴ التوفيق ؛۵ مِن حيثُ نَصَبَ الأدلّةَ، و أمَرَ بالعفّة، و حَثَّ عليها، و وَعَدَ عليها الثوابَ الكثير، و أوعَدَ مَن تَخطّاها، فلذلك۶ اُضيفت الزينةُ بها إليه عزّ و علا.

و فائدة الحديث: التنويه بذِكر العفاف، و ظَلْفِ النفْس و كفِّها عن المحارم، و إقناعِها بالقليل الحلال.

و راوي الحديث: محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه عليهم‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

1.. «ألف» : زينة .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸ ، ح ۷۹۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۷۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۵ ، ص ۸۴ مع اختلاف فيالأخيرين .

3.. «ب» : ـ بزينة .

4.. «ب» : أنواع .

5.. «ألف» : + و .

6.. «ألف» : فكذلك .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2256
صفحه از 488
پرینت  ارسال به