۵۲۵.قوله صلىاللهعليهوآله: ما عَظُمَتْ نِعمَةُ اللّهِ عَلَى عَبدٍ إِلاَّ عَظُمَتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيهِ.۱
«المَؤونة»: ثقلُ الأمر تحتمله، و وزنه فَعولة مِن «م ء ن».
و قال الفَرّاء: هي مَفعَلة مِن الأين و هو التَّعَب،۲ و هي تُهمَز و لا تُهمَز، و مَأَنتُه أمْأَنُه مَأْنا: احتَمَلتُ مَؤونَتَه، و مُنْتُه أمُونُه على ترك الهمز. و أظُنُّني ذَكرتُه بأشرَحَ مِن ذلك فيما سبق.
يقول صلىاللهعليهوآله: لا تَعظُم نِعَمُ اللّه على عبد في ماله أو جاهه أو نطقه أو قُوَّته أو قيامه بالاُمور إلاّ لَزِمَه احتمالُ أثقال عباد اللّه تعالى، و عليه الصبرُ لذلك ؛ ليكون قد قضى حقَّ تلك النعم، و يَلزَمُه شكرُ اللّه ـ عَزَّ و علا ـ عَلى أنّه أحوَجَ غَيرَه إليه، و لم يُحوِجْه إلى غيره، و فيه حَثٌّ لأصحاب النِّعَم على المُؤَن الّتي تَلزَمُهم في نِعَمِهم الّتي اُعطوها من القيام بمصالح الناس و مواساتهم بأموالهم و النُّهوض بأعبائهم /۳۴۴/ و إطعام المساكين و إيواء الإخوان و إعطاء الجيران، إلى غير ذلك من أبواب الخير.
و فائدة الحديث: الحثّ على تحمّل الأثقال شكرا لنِعَم اللّه تعالى.
و راوي الحديث: معاذ بن جبل.
۵۲۶.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا سَتَرَ اللّهُ عَلَى عَبدِهِ فِي الدُّنيا ذَنْباً فيُعَيِّرَهُ بِهِ يَومَ القيامَةِ.۳
يقول صلىاللهعليهوآله: سَتْرُ اللّهِ القبائحَ على عبادِه في دار الدنيا دليلٌ قاطعٌ على أنّ اللّه تعالى يَستتمّ النعمةَ عليهم، و يَستكمل الصنيعةَ لديهم، فلا يعيِّرهم بها يوم القيامة ؛ و ذلك لسعة رحمته و