على هذه الحالة ـ عبث، جلّ اللّه عنه.
و فائدة الحديث: أنّ اللّه تعالى لا يوفِّق للعلم إلاّ مَن استَصلحه لذلك و كان أهلاً له، و إن استرذله۱ مَنَعَه ذلك و حرّمه عليه، و فيه تعظيم أمر العلماء، و إعلام أنّهم المختصّون بالمزايا الّتي حَرَّمها غيرَهم، و أنّه لا اعتبار بالدنيا و حطامها.
و فائدة الحديث: تعظيم أمر العلم و العلماء، و تشريفهم على من سواهم، و أنّ اللّه تعالى لا يمكِّن منه إلاّ مَن أهَّلَه و استصلحه لذلك.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۵۲۳.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا أَنزَلَ اللّهُ مِن دَاءٍ إِلاَّ أَنزَلَ لَه شِفاءً.۲
«الشِّفاء»: البُرء من الداء، و قد شَفاه اللّه يَشفيه شِفاءً، فهو مصدر سُمِّيَ كماترى، و استَشفيتُ بكذا أي طلبتُ الشفاءَ به۳، و استَشفيتُ به و تَشفّيتُ مِن غيظي، و أشفاه اللّهُ عَسَلاً أي جَعَله يَشفيه.
يقول صلىاللهعليهوآله: كما أنّ الداءَ مِن اللّه تعالى، فكذلك الشفاءُ منه.
بخلافِ ما يَقوله الطبيعيّون مِن أنّ الداءَ مِن الأغذية، و الشفاءَ من الأدوية.
و لئن قيل: إنّ اللّه تعالى قد أجرى العادةَ بأنّه يَستضرّ بعضُ الناس ببعض الأغذية و في بعض الأحوال، فلَعَمري إنّه لصحيح ؛ و لكنّه مِن فِعلِ اللّه تعالى و إن كان تناوُلُ ذلك الطعام السببَ في ذلك!