347
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و هذا إشارةٌ منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى أنّ العبد إنّما يَبخَل في الحقوق الواجبة عليه إبقاءً على ماله و ما سيَصير تركةً و مالاً للورثة، فيقول عليه‏السلام: ما أحسَنَ عبدٌ الصدقةَ ـ أي أخرجها على حسب ما تجب عليه ـ إلاّ أحسَنَ اللّه‏ُ الخِلافة على ماله الّذي هو تَرَكةٌ بالقوّة، و هذا تسميةٌ للشيء۱ بما سيَؤول إليه كقوله تعالى: «إِنِّي أَرَانِي /۳۴۱/ أَعْصِرُ خَمْرا»۲ و «إِنَّكَ مَيِّتٌ»۳.

و هو كقوله عليه‏السلام: ما نَقَصَ مالٌ مِن صدقة.۴ يعني أنّ اللّه‏ تعالى إذا تَصدّق العبدُ بالواجب مِن ماله أنماه و زاد فيه و حَفَظَه، فحُسْنُ الخلافة عبارة عن ذلك.

و فائدة الحديث: الترغيب في الصدقة، و وَعدُ حُسن الخلافة على المال المتصدَّق منه.

و راوي الحديث: الزُّهريُّ.

۵۲۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا رَأَيتُ مِثلَ النَّارِ نامَ هَارِبُها، وَ لاَ مِثلَ الجَنَّةِ نامَ طالِبُها.۵

هذا تعظيمُ أمر النار و الجنّة، فيقول: ما رأيتُ مِثل النار في۶ هَولِها و عِظَمِ أمرها، و العاقل يَعلم أنّها توقَد للمكلَّفين الّذين قَصّروا فيما اُوجِبَ عليهم، ثمّ يَغفل عن أمرها، و يَستهين بشأنها، عمل مَن لا يصدِّق بها ؛ و بالعكس من ذلك الجنّة مع ما فيها من الراحة و الدعة و الكرامة و اللذَّة ينام طالبها، فيَركن إلى الطمأنينة، و يغفل عمّا يؤدّي إليها من الطاعات الّتي

1.. «ألف» : الشيء .

2.. يوسف ۱۲ : ۳۶ .

3.. الزمر ۳۹ : ۳۰ .

4.. روى عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله . راجع : المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۲ ، ص ۳۷۵ ؛ المعجم الصغير للطبراني ، ج ۱ ، ص ۵۴ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۱ ، ح ۵۸۲۷ ؛ مجمع البيان ، ج ۸ ، ص ۶۴ ، ذيل الآية ۳۹ من سورة الروم ۳۰ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۴ و ۱۵ ، ح ۷۹۱ و ۷۹۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۱۵ ، ح ۲۷۲۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ،ص ۲۳۰ ؛ الزهد لابن المبارك ، ص ۲۷ ؛ الحلية ، ج ۸ ، ص ۱۷۸ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۰۳ ، ح ۷۵ ، و ص ۲۸۴ ، ح ۳۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۱۷۷ . بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۴۱۷ مع اختلاف يسير في الأخيرين .

6.. «ألف» : و .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
346

اليوم سبعينَ مَرَّةً قَبْلَ أن تَغرِبَ الشمسُ۱،۲ يُغفَر لك ذَنْبُ سبعين عاما. قال: يا رسول اللّه‏، ليس لي ذنب سبعين عاما؟ قال: فلاُمّك.۳ قال: ليس لاُمّي. قال: لأبيك. قال: ليس لأبي. قال: لأهلك.۴ قال: ليس لي أهل.۵ قال: فلجيرانك.۶

و عن ابن جُرَيج۷ قال: قال رجل في مجلس عطاء: أستغفر اللّه‏َ ربّي. قال عطاء: إن عقلتَ ما قُلْتَ، و۸ إلاّ كُنتَ عند اللّه‏ كذّابا!۹

و هذا مأخوذ من كلام أمير المؤمنين عليه‏السلام حين سَمِعَ قائلاً بحضرته يقول: أستغفر اللّه‏،۱۰ و قد تقدّم هذا /۳۱۶/الحديث فيما مضى.

و فائدة الحديث: الحثّ على الاستغفار بشرطه، و إعلامُ أنّ اللّه‏ تعالى يَقبل التوبة على كلّ حال إذا كانت نَصوحا.

و راوي الحديث: أبو بكر.

۵۱۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا أَحسَنَ عَبدٌ الصَّدقَةَ إِلاَّ أَحسَنَ اللّه‏ُ الخِلاَفَةَ عَلَى تَرَكَتِهِ.

أصل۱۱ «التركة»: ما يَتركه الرجُلُ إرثا لورثته.

1.. في المصدر : + قال : زدنى . قال : لا تغضب و لك الجنّة .

2.. في المصدر : «قبل أن تغيب الشمس سبعين مرّة» .

3.. في المصدر : «لاُمّك» .

4.. في المصدر : لأهل بيتك .

5.. في المصدر : «ليس لأهل بيتي» .

6.. كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۵۱ ، ح ۴۳۳۸۴ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ .

7.. عبد الملك بن عبد العزيز المكي المعروف بإبن جُريج ، من جهابذة الحديث و الفقه ، توفّى سنه ۱۵۰ هـ . راجع : لسان الميزان ، ج ۷ ، ص ۲۹۲ .

8.. «ألف» : ـ و .

9.. لم نعثر عليه .

10.. نهج البلاغة ، الحكمة ۴۱۷ .

11.۱۱ . مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۴ ، ح ۷۸۹ و ۷۹۰ ؛ مسند ابن المبارك ، ص ۱۹۵ ، ح ۳۴۲ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ص ۲۳ ،ح ۱۷۴ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۲۲ ، ح ۵۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۸۱ ، ح ۷۷۹۳ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۰ ، ح ۵ ؛ عدّة الداعي ، ص ۶۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۹ ، ص ۳۶۷ ، ح ۱۲۲۵۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۱۳۵ و في الأربعة الأخيرة عن الإمام الصادق عليه‏السلام مع اختلاف يسير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2168
صفحه از 488
پرینت  ارسال به