343
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

المصدَّق أنّه لا فتنةَ أصعَبُ منهنّ ؛ فإنّ مَن نَظَر إليهنّ افتَتَنَ، و مَن تَبِعَهنّ افتتن، و من أحبَّهنّ افتتن، و من عرفهنّ افتتن، و من تزوّج شيئا منهنّ افتتن، فكُلُّهنّ فتنة.

و في كلامٍ لعبد اللّه‏ بن المبارك معناه: ليس على۱ ما يذهبون إليهِ مِن فتنة الشهوة ؛ و لكنّه لِما يُدخِلن على الأزواج من القَطيعات في القَرابات و ما يُبتلى به الرجُلُ مِن أجلِ النساء.۲

و قال معاذ: إذا رأيت المرأة و قد حَمِيَتْ فقَبِّلْها لتُطفَأَ حَميَّتُها.۳

و في كلام أمير المؤمنين عليه‏السلام يَأمر بمداراة النساء: إنّ المرأة خُلقتْ مِن ضِلعٍ عَوْجاء ؛ فإن أردتَ أن تُقوِّمها كَسَرتَها، و إن استَمتعتَ بها استَمتعتَ بها و فيها عِوَجٌ.۴

و قال بعض الحكماء: المرأة حَيّةٌ تَسعى، ما دامتْ حيّةً تَسعى !۵ و ذلك لضيق أخلاقهنّ، و نقصان عقولهنّ، و سرعة ملالهنّ، و تنوّع أهوائهنّ، و حمل أزواجهنّ على ما لا يَحلّ و لا يَجمُل ؛ إلاّ مَن عَصَمَها۶ اللّه‏، و تلك أعَزُّ مِن الغُراب الأعصم۷

1.. «ب» : ـ على .

2.. تنبيه المغترّين ، ص ۵۵ .

3.. لم نعثر عليه .

4.. وجدناه مع اختلاف أو ما يقرب من هذا عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله . راجع : مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۸ ؛ بغية الباحث ، ص ۱۶۰ ،ح ۱۳ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ ، ح ۸۰۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۷۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۲۳ ، ح ۲۱۱۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۲۹۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۱۹۹ . التبيان ، ج ۳ ، ص ۱۰۰ ، ذيل الآية ۱ من سورة النساء ۴ .

5.. لم نعثر عليه ، نعم روي أنّه سئل رجل من العرب عن حالة امرأته ، فقالت : ما دامت حيّة تسعى ، فهي حيّة تسعى! راجع : روض الأخيار ، ص ۲۹۰ .

6.. «ألف» : عصمه .

7.. غُرابٌ أعصَم : هو الّذي في أحد جناحيه ريشة بيضاء ، أو إحدى رجليه بياض ، أو هو الأبيض . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۰۶ عصم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
342

عَلَى اللّه‏ِ»۱ ـ و مَن استغفر لظالمه۲ فقد هَزَمَ الشيطانَ.۳

و عن أبي صالحٍ الحنفيِّ۴ قال: جاء رجُلٌ إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يشكو مَظلِمةً، فقال عليه‏السلام: إنّ المظلومين هم المفلحون يوم القيامة.۵ قال: فدعا الرجُلَ إلى مظلمته فأبى أن يأخذها.۶

و كفاك حثّا على مكارم الأخلاق قوله تعالى: «خُذْ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ»۷.

و فائدة الحديث: الحثّ على الصدقة على من يَستحقّه و العفو عن الظالم ؛ فلا /۳۱۵/المالُ يَنقُص عن الصدقة، و لا العفوُ عن الظالم يَألوك۸ عزّا.

و راوية الحديث: اُمّ سلمةَ رضي اللّه‏ عنها.

۵۱۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا تَرَكتُ بَعدي فِتنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ.

أصل۹ «الفتنة»: الامتحان، يقول: فَتَنتُ الذهبَ بالنار، و قد صَدَقَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و هو الصادق

1.. الشورى ۴۲ : ۴۰ .

2.«ألف» : لظلمه .

3.. في تهذيب الكمال ، ج ۵ ، ص ۴۴۹ : «قال عبد اللّه‏ بن المبارك : أخبرنا محمّد بن مطرف عن الحجّاج بن فرافصة ، قال : بلغنا في بعض الكتب : من عمل بغير مشورة فذلك باطل يتعنّى ، و من لم ينتصر لظالمه بيد و لا بلسان و لا حقد فذلك علمه بيقين ، و من استغفر لظالمه فقد هزم الشيطان» .

4.. منسوب إلى بني حنيفة بن لُجيمٍ ، و هم بَطنٌ مِن بَكرِ بن وائِل ، من ربيعة المُضَريَّة . عبد الستّار .

5.. إلى هنا نقل عن أبي صالح الحنفي . راجع : الإصابة ، ج ۴ ، ص ۲۹۷ ، الرقم ۵۲۰۳ .

6.. نقل ما يقرب من هذا في إحياء علوم الدين ، ج ۹ ، ص ۱۲۰ بدون الإسناد إلى أبي صالح الحنفي ؛ إتحاف السادة المتّقين ،ج ۹ ، ص ۴۵۹ ؛ المحجّة البيضاء ، ج ۵ ، ص ۳۱۹ .

7.. الأعراف ۷ : ۱۹۹ .

8.. ألا يَألو : قَصَّر و أبطأ ، و فتر و ضعُف . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۹ و ۴۰ ألو .

9.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۱ و ۱۲ ، ح ۷۸۴ ـ ۷۸۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۰۰ و ۲۱۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۲۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۸۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۵ ، ح ۳۹۹۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۹۲ ، ح ۲۹۳۰ . تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۲۵۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۶ ، ح ۱۶۷۹۲ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۲۰ ، ص ۲۵۴ ، ح ۸۰۳ و في الأخيرين عن لبّ اللباب للراوندي .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2473
صفحه از 488
پرینت  ارسال به