337
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الرأي و المشورة، فإن أشار عليه نَزَلَ عند رأيه.۱

و قال رَوْحُ ابنُ زِنْباعٍ۲: إن استشارني رجُلٌ فلم اُشِرْ عليه بالرأي، لم آمَنْ أن اُسلَبَ عقلي.۳

و فائدة الحديث: الحثّ على المشاورة و الاستعانة بالآراء الخارجة، و الاستغاثةِ بالعقول السليمة، و النهيُ عن الاستبداد /۳۱۳/بالرأي النفسي.

و راوي الحديث: سهل بن سعدٍ الساعديّ، و قرأ بَعد الحديث: «وَ شَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ»«وَ أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ».

۵۱۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا خَابَ مَنِ استَخارَ، /۳۳۷/ وَ لا نَدِمَ مَنِ استَشارَ.۴

«الاستخارة»: طلب الخير، يقال: استخارَ اللّه‏َ العبدُ فخارَ له، و منه صلاة الاستخارة.

و هذا الحديث كالذي قبله، يقول: ما خاب عبدٌ استخارَ في أمره فنظر فيه فتَحَرَّى الخيرَ و تَجنَّبَ الشرّ، و لا نَدِمَ عبدٌ استشار فيما عَرَضَ له مِن الشغل، فإن اُشيرَ عليه بخيرٍ و صواب فذاكَ، و إن كان بالعكس فاللائمة۵ راجعةٌ إلى المشير، و يكون هو قد أعذَرَ.

و فائدة الحديث: الحثّ على الاستخارة، و التحرّي للخير في الاُمور، و الاستعانة على المشاورة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

1.. نقل بالمعنى . راجع : كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۲۶۳ ، ح ۴۴۳۷۳ .

2.. روح بن زنباع الجذامي أمير فلسطين و سيّد اليمانية في الشام و قائدها و خطيبها و شجاعها ، توفِّي سنة ۸۴ هـ . الأعلام للزرّكلي ، ج ۳ ، ص ۳۴ .

3.. لم نعثر عليه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷ ، ح ۷۷۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۲ ، ص ۲۸۰ ؛ عمدة القاري ، ج ۷ ، ص ۲۲۳ ؛ المعجم الاُوسط ، ج ۶ ،ص ۳۶۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۹۴ ، ح ۷۸۹۵ . روض الجنان، ج ۵، ص ۱۲۷؛ و ج ۱۵، ص ۳۸؛ المصباح للكفعمي ، ص ۳۹۳ ؛ نهج السعادة ، ج ۷ ، ص ۲۷۵ نقلاً عن روض الجنان .

5.. اللائمة : الملامة . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۵۸ لوم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
336

فيقول: هو ماذيُّ مَشارٍ بالإضافة إلى المَشار، و يقال: مَشُورة بضمّ الشين، و مَشْوَرَة بسكون الشين و فتح الواو، و الأوّل أفصح و أعلى.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما شَقِيَ المستشيرُ في أمره العقلاءَ۱، و بالعكس من ذلك: ما سَعِدَ مَن استغنى برأيه، و لذلك علّة صحيحة و برهان قاطع ؛ و ذلك أنّ الآراء المختلفةَ و العقول المتعاوِنة إذا أنعمتَ النظرَ في أمرٍ مِن الاُمور كانت أعرَفَ بها و أشَدَّ استشفافا۲ لها. ثمّ إنّ الإنسان إذا عَرَضَ له أمر تَنزَعُ نفْسُه إليه و تَحُثُّه دواعيه إليه، فاستشار غيرَه فيه، فقدِ استعانَ بعقولٍ سليمةٍ مِن الدواعي و الصوارف، لا غَرَضَ لها فيه، فبأدنى فِكرةٍ يَصرفها إليه يَلوح له الصوابُ، بخلاف صاحب الواقعة الّذي تُغَطّي شوائبُ الحرص على وجه عقله ؛ فيَعمى عن معايبه، و يَصَمُّ عن مَثالبه، و لقد قال عليه‏السلام: حُبُّك الشيءَ يُعمِي و يُصِمّ.۳ و لذلك أمر اللّه‏ تعالى بالمشاورة فقال: «وَ شَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ»۴.

و قال الحسن البصريّ: لم يَأمر اللّه‏ُ تعالى نبيَّه عليه‏السلام بالمَشُورة لحاجته إليها ؛ و لكنّه أحَبَّ أن تكون سُنّةً بَعده.۵

و قال سفيان: إنّما أمَرَ بذلك لضعف عقول أهل آخر الزمان.۶

و قال عليه‏السلام: مَن أشارَ على أخيه بأمرٍ يَعلَم أنّ الرشد في غيره فَقَدْ خانَه.۷

و قال عمر: الرجال ثلاثة: فمنهم العفيف المسلم، و منهم الهَيِّنُ الّذي لا يَعرف الاُمور إذا أقبلتْ فيوردَها مواردَها و يُصدِرَها مصادرَها، و منهم مَن إذا نَزَلَ به أمرٌ استشارَ ذا

1.. «ألف» : بالعقلاء .

2.. استشفّه : رأى ما وراءه . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۸۰ شفف .

3.. أخبار القضاة لابن حيّان ، ج ۳ ، ص ۲۰۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۳ ، ص ۳۳۳ ؛ المحرّر الوجيز ، ج ۲ ، ص ۲۲۰ .

4.. آل عمران ۳ : ۱۵۹ .

5.. أدب الدنيا والدين للماوردي ، ص ۳۰۸ ؛ بهجة المجالس و اُنس المجالس ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ .

6.. اُنظر : المستطرف في كلّ فنّ مستطرف ، ص ۸۴ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج ۳ ، ص ۲۹۸ .

7.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۷۹ ، ح ۳۶۵۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2422
صفحه از 488
پرینت  ارسال به