يُعلَم أنّه أراد عليهالسلام بالجهل هاهنا وَضْعَ الشيء في غير موضعه، لا الجهلَ الّذي يُكنى به عن ارتفاع العلم.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى يُعِزّ العبدَ بالحلمِ و الاحتمالِ و التواضع و السكينة و الوقار و التثبّت، و يُذِلّ بالجهل و التسرّع إلى الاُمور من غير رَويّةٍ فيها و النظر في مطاويها.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن مسعود.
۵۱۰.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا نُزِعَتِ الرَّحمَةُ إِلاَّ مِن شَقِيٍّ.۱
«الرَّحمة» هاهنا: الرقّة و الرأفة و۲ التعطّف، فإذا اُضيف إلى اللّه تعالى فهي الإحسان و الإنعام. و «الشَّقاوة»: التَّعَب في الأصل. و طَلَبَ بعضُ العرب منّي شيئا فقُمتُ لآتِيَه به، فقال: تَشْقى ! و هو مِن فصيح الكلام. و منه۳ قوله تعالى: «طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى»، و معناه يَؤول إلى التعب و تكليف النفس فوقَ ما تطيق، و المشاقاة المعاناة في الاُمور من ذلك، فكأنّ الشَّقيَّ المجهود بسوء اختياره.
يقول صلىاللهعليهوآله: لا يَنزل۴ عن الرحمة /۳۱۲/ و الرقّة إلاّ شقيٌّ خائبٌ خاسر، و كان صلىاللهعليهوآله مِن أرحَمِ الناس و أشفَقِهم.
و روي: أنّ عُيَينة بن حِصْنٍ الفزاريَّ رأى النبيَّ صلىاللهعليهوآله يقبِّل الحسنَ و الحسينَ عليهماالسلام، فقال: إنّ لي عشرةً ذُكورا ما قَبَّلتُ واحدا منهم قَطُّ! فقال صلىاللهعليهوآله: إنّما هي الرحمةُ نَزَعَها اللّهُ عنك۵،