335
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و إنّ الرحمةَ لا تُنْزَع إلاّ مِن شَقِيٍّ.۱

و عن عليّ عليه‏السلام: قُبلةُ الرجُل امرأتَه شهوةٌ، و قُبلة الوالد عبادةٌ، و قبلة الأخ أخاه دِينٌ، و قبلة الوَلَدِ رحمة.۲

و فائدة الحديث: الأمر بالرحمة و الرقّة /۳۳۶/ و الشفقة و الرأفة و التعطّف و التحنّن.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۱۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا شَقِيَ عَبدٌ بِمَشُورَةٍ قَطُّ، وَ لا سَعِدَ بِاستِغناءٍ بِرَأيٍ.۳

«المَشُورَة» وزنُها مَفْعُلَة من «ش و ر» كالمَعُونة و المَغُوثة و المَضُوفة، و المشاوَرَة وزنُها۴ مفاوَضَة لاستخراج الرأي الصائب، و لا يبعد أن يكون أصله مِن شُرْتُ العَسَلَ من الخَلِيَّة۵، و المَشاوِر: خَشَباتٌ مع العاسل يَستخرج بها العَسَلَ، الواحد مِشْوَرٌ، و المَشارُ: الخَلِيَّة، و كان الأصمعيُّ يُنْكِرُ على مَن رَوى۶ قولَ عَدِيّ بنِ زيدٍ العباديّ:

في سَمَاعٍ يَأذَن الشيخُ له

و حديثٍ مِثلِ ماذِيِّ۷ مَشارٍ

1.. صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۲۰۹ .

2.. لم نعثر عليه ، فلعلّه نقل بالمعنى ؛ فإنّه نقل الشيخ الطبرسي قدس‏سره عن أمير المؤمنين عليه‏السلام أنّه قال : «قبلة الولد رحمة ، و قبلةالمرأة شهوة ، و قبلة الوالدين عبادة ، و قبلة الرجل أخاه دين» .
و نقل أبو حيّان الأندلسي عنه عليه‏السلام أنّه قال : «قبلة الولد رحمة ، و قبلة المرأة شهوة ، و قبلة الوالدين برّ ، و قبلة الأخ دين ، و قبلة الإمام العادل طاعة ، و قبلة العالم إجلال اللّه‏ تعالى» .
راجع : مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ۲۲۰ ؛ البحر المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۲۳ ، ذيل الآية ۲۹ من سورة الفتح ۴۸ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶ ، ح ۷۷۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۴۲۲ ؛ تفسير السمرقندي ، ج ۱ ، ص ۲۸۵ ؛ تفسير الثعلبي ،ج ۳ ، ص ۱۹۱ .

4.. «ألف» : ـ وزنها .

5.. «ألف» : «الخلبة» ، و كذلك المورد الآتي .
و الخَليّة و الخَليّ : ما تُعَسِّل فيه النحلُ من غير أن يُعالَج لها من العَسّالات ، و قيل : الخَليّة : ما تعسِّل فيه النحلُ مِن راقود أو طين أو خشبة منقورة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۴۰ خلو .

6.. العقد الفريد ، ج ۶ ، ص ۲۶۳ ؛ صحاح اللغة ، ج ۲ ، ص ۷۰۴ شور .

7.. الماذيّ : العسل الأبيض . لسان العرب ، ج ، ص شور .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
334

يُعلَم أنّه أراد عليه‏السلام بالجهل هاهنا وَضْعَ الشيء في غير موضعه، لا الجهلَ الّذي يُكنى به عن ارتفاع العلم.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يُعِزّ العبدَ بالحلمِ و الاحتمالِ و التواضع و السكينة و الوقار و التثبّت، و يُذِلّ بالجهل و التسرّع إلى الاُمور من غير رَويّةٍ فيها و النظر في مطاويها.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۵۱۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا نُزِعَتِ الرَّحمَةُ إِلاَّ مِن شَقِيٍّ.۱

«الرَّحمة» هاهنا: الرقّة و الرأفة و۲ التعطّف، فإذا اُضيف إلى اللّه‏ تعالى فهي الإحسان و الإنعام. و «الشَّقاوة»: التَّعَب في الأصل. و طَلَبَ بعضُ العرب منّي شيئا فقُمتُ لآتِيَه به، فقال: تَشْقى ! و هو مِن فصيح الكلام. و منه۳ قوله تعالى: «طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى»، و معناه يَؤول إلى التعب و تكليف النفس فوقَ ما تطيق، و المشاقاة المعاناة في الاُمور من ذلك، فكأنّ الشَّقيَّ المجهود بسوء اختياره.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَنزل۴ عن الرحمة /۳۱۲/ و الرقّة إلاّ شقيٌّ خائبٌ خاسر، و كان صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِن أرحَمِ الناس و أشفَقِهم.

و روي: أنّ عُيَينة بن حِصْنٍ الفزاريَّ رأى النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقبِّل الحسنَ و الحسينَ عليهماالسلام، فقال: إنّ لي عشرةً ذُكورا ما قَبَّلتُ واحدا منهم قَطُّ! فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّما هي الرحمةُ نَزَعَها اللّه‏ُ عنك۵،

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶ ، ح ۷۷۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۴۹ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۰۴ ، ح ۲۸۳ ؛مسند أبي يعلى ، ج ۱۲ ، ص ۷ ، ح ۶۶۵۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۹۴ ، ح ۲۲۵۲ .

2.. «ألف» : ـ و .

3.. «ألف» : ـ منه .

4.. «ألف» : تنزل .

5.. راجع : مناقب آل أبي طالب ، ج ۳ ، ص ۱۵۵ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1966
صفحه از 488
پرینت  ارسال به