البابُ الخامسُ
۵۰۸.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا عَالَ مَنِ اقتَصَدَ.۱
«العَيل» و «العالة»: الفاقة، و قد عالَ يَعيلُ عَيْلَةً و عُيولاً، قال اللّه تعالى: «وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللّهُ مِن فَضْلِهِ۲»۳، و قال الراجز۴: مَن عالَ مِنّا بَعدَها فلا اجتَبَر۵.
و «الاقتصاد»: لزوم القصد و هو استقامة الطريق، و القصد هو ما بين الإسراف و التقتير، و القصد: العدل، و كلّ ذلك مِن وادٍ واحد، و قال اللّه تعالى: «فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ»۶ فجَعَلَ المقتصِدَ مِن النمطِ۷ الأوسط.
يقول صلىاللهعليهوآله: ما افتقر مَن لَزِمَ القصدَ فلم يُسرِفْ و لم يُقَتِّرْ ؛ و ذلك لأنَّ الإسرافَ داعية الفقرِ، و الجزافَ طريق /۳۱۱/الإنقاض، و قد مَدَحَ اللّهُ تعالى المقتصِدَ في أمرِ إنفاقه۸ فقال: «وَ الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما»۹، و قال تعالى في ذلك: «وَ لاَ