331
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

البابُ الخامسُ

۵۰۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا عَالَ مَنِ اقتَصَدَ.۱

«العَيل» و «العالة»: الفاقة، و قد عالَ يَعيلُ عَيْلَةً و عُيولاً، قال اللّه‏ تعالى: «وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللّه‏ُ مِن فَضْلِهِ۲»۳، و قال الراجز۴: مَن عالَ مِنّا بَعدَها فلا اجتَبَر۵.

و «الاقتصاد»: لزوم القصد و هو استقامة الطريق، و القصد هو ما بين الإسراف و التقتير، و القصد: العدل، و كلّ ذلك مِن وادٍ واحد، و قال اللّه‏ تعالى: «فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ»۶ فجَعَلَ المقتصِدَ مِن النمطِ۷ الأوسط.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما افتقر مَن لَزِمَ القصدَ فلم يُسرِفْ و لم يُقَتِّرْ ؛ و ذلك لأنَّ الإسرافَ داعية الفقرِ، و الجزافَ طريق /۳۱۱/الإنقاض، و قد مَدَحَ اللّه‏ُ تعالى المقتصِدَ في أمرِ إنفاقه۸ فقال: «وَ الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما»۹، و قال تعالى في ذلك: «وَ لاَ

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵ ، ح ۷۶۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۴۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۵۲ ؛ المصنّف لابن أبيشيبة ، ج ۶ ، ص ۲۵۲ ، ح ۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۲۰۶ . عدّة الداعي ، ص ۷۴ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۳۳۸ .

2.. «ألف» : ـ من فضله .

3.التوبة ۹ : ۲۸ .

4.. «ألف» : الزاجر .

5.«ألف» : فلا اختبر .

6.. فاطر ۳۵ : ۳۲ .

7.«ألف» : نمط .

8.. «ألف» : ـ و ذلك لأنّ الإسراف ... أمر إنفاقه .

9.. الفرقان ۲۵ : ۶۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
330

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا تَمنّى أحدُكم شيئا فليَتَمنّ الممكنَ الصالحَ المؤدّي إلى الصلاح و الفلاح۱ القريب مِن رضى اللّه‏ تعالى، و۲ لا يَتمنّى الباطلَ الّذي ربّما يَأثَمُ فيه ؛ لأنّه على الجملة فِعل، سواءٌ كان مِن أفعال القلب أو أفعال اللسان ؛ فإن كان خيرا، اُثيب عليه ؛ و إن كان شرّا، عوقب له ؛ فيقول: لا تَتمنّ إلاّ الصلاحَ، و لا تتمنّ۳ الباطلَ الّذي عَلِمَ اللّه‏ُ تعالى أنّه لا يكون، فإنَّ تَمَنّيه۴ لا يُجدي عليك.

و «ما كُتِبَ له مِن اُمنيَّته» أي ما يَعْلَم اللّه‏ُ تعالى أنّه يَصِلُ إليه، و «ما» في قوله عليه‏السلام: «ما كُتِبَ»۵ يَجوز أن يكون استفهاما، و يجوز أن يكون بمعنى «الّذي»، و الأوّل أقوى، و محلّه رفعٌ وَقَعَ الفعلُ على جملته۶، و الاُمنيَّة: اُفعولةٌ مِن التمنّي، و الجمع الأمانيُّ.

و فائدة الحديث: الأمر بتمنّي الخير المُمْكن دون ما لا يَناله.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. «ألف» : الصلاح .

2.. «ألف» : ـ و .

3.. «ب» : لا يَتمنَّ إلاّ الصالح ، و لا يَتمنَّ .

4.. «ألف» : فإنْ تَمَنَّيتَه .

5.. «ألف» : + لك .

6.. ألف» : جملة .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2364
صفحه از 488
پرینت  ارسال به