327
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتّقوا الغَضَبَ ؛ فإنّه۱ جَمرَةٌ تُوقَدُ في قلب ابن آدمَ ؛ أ لم تَرَوْا إلى انتفاخِ أوداجِه و حُمرةِ عَينَيه؟!۲

و إذا وُصِفَ اللّه‏ُ تعالى به فالمعنى به الانتقام وحده، و تُعتبَر فيه الدرجة ؛ لأنّك تَغْضَب على مَن دونَك.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا غَضبتَ فاحبِسْ عليك لسانَك و لا تتكلّم ؛ و ذلك لأنّ /۳۳۳/ الغَضَبَ يغيِّر رأيَك عليك، فتتكلّمُ بالخطأ و تَظُنُّه صوابا، فحقُّك أن تَسكُتَ حتّى لا يَبدُر منك في تلك الحالة ما إذا استَفَقْتَ۳ نَدِمْتَ عليه و نَظرتَ في أعقابه عاضّا على إصبعك.

و فائدة الحديث: الأمر للغضبان بالسكوت.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رحمه‏الله.

۵۰۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُم أَخاهُ فَليُعْلِمْهُ.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا أحَبَّ الرجُلُ المؤمنُ الديِّن أخاه المؤمنَ لدينه و أمانته فليُعْلِمْه ذلك ؛ ليَفْرَح بمكانه و يَستند إلى مَحبّته و يتكثّر۵ به، فيكونَ ذلك تقوّيا لهما و تظاهرا و تساندا على عدوّهما و مَزجَرةً لِمَن يريد أن يخاصم أحَدَهما.

و روي عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: إذا آخا أحدُكم رجُلاً فليسأله عن اسمه و اسم أبيه و قبيلته و منزله؛

1.. في المصدر : «فإنّها» .

2.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۹۶ ، ح ۷ . و عنه في الدرّ المنثور ، ج ۵ ، ص ۳۶۵ ، ذيل الآية ۳۶ من سورة فصّلت۴۱ .

3.. «ب» : استنمت .
كلُّ مَغشيٍّ عليه أو سكران معتوه إذا انجلى ذلك عنه قيل : قد أفاق و استفاقَ . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۱۸ فوق .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴۶ ، ح ۷۶۵ و ۷۶۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۳۰ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۱۱۹ ،ح ۵۵۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۷۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۵ ، ح ۲۵۰۲ . النوادر للراوندي ، ص ۱۱۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۱۸۲ ، ح ۷ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۳۵۵ ، ح ۳۰ .

5.. «ألف» : يكثر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
326

و فائدة الحديث: الأمر بتوقير۱ الأكابر و الوجوهِ مِن الناس.

و راويا۲ الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر، و عَديّ بن حاتِمٍ الطائيُّ.

۵۰۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا جَاءَكُمُ الزائِرُ فَأَكرِمُوهُ.۳

هذا الحديث كالّذي قبله، و هو أمرٌ بإكرام مَن يَزورك ؛ فإنّه إنّما يزور إمّا لمَساس حاجةٍ، أو تجديد عهد، أو بلّ رحم، أو لاختيار طاعة ؛ و أيّا ما فَعَلَ ذلك فهو بعرض الإكرام، و ربّما يكون الزائر سائلاً، و كانوا في القديم يُسمَّون سُوّالاً، فحُسِّنَتِ العبارةُ عنهم و سُمّوا زُوّارا.

و فائدة الحديث: الأمر بإكرام مَن يزورك و يَقصدك، فلمكان أنّه اختارك مقصدا لنفسه مِن بين الخلق لا تَجْبَهْه۴ و لا تُغَلِّظْ عليه الكلامَ، و لا تُبَلِّمْ۵ عليه، بل آسِهِ و لاطِفْه.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۵۰۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا غَضِبتَ فَاسكُتْ.۶

«الغَضَب»: اهتياج الإنسان للانتقام، و الغَضْبُ: [الأحمَرُ۷] الشديدُ الحُمْرَة، يقال: أحمَرُ غَضْبٌ۸، و لا يَبعُدُ أن يكون منه؛ لأنّ الإنسان إذا غَضِبَ دَرَّتْ أوداجُه و احمرَّتْ وَجْنَتاه.

1.. «ب» : بتوفير .

2.. «ألف» : راوي .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴۵ ، ح ۷۶۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۶ ، ح ۳۴۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۲۶ ، ح ۲۴۷۵۴ .

4.. جَبَهَ الرجُلَ : رَدَّه عن حاجته و استقبله بما يكره . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۸۳ جبه .

5.. التبليم : التقبيح . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۴ بلم .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴۶ ، ح ۷۶۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۸۳ و ۳۶۵ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۸۰ ؛ المعجمالكبير ، ج ۱۱ ، ص ۲۸ ؛ الكامل ، ج ۲ ، ص ۲۲۷ ؛ الفوائد لابن شاهين ، ج ۱ ، ص ۱۱۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۸ ، ح ۵۴۲۸ . بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۲۷۲ ؛ معارج اليقين في اُصول الدين ، ص ۴۵۴ ، ح ۱۲۸۰ .

7.. أضفناه من لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۵۰ حمر .

8.. «ألف» : غَضْبُه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2154
صفحه از 488
پرینت  ارسال به