و قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: اتّقوا الغَضَبَ ؛ فإنّه۱ جَمرَةٌ تُوقَدُ في قلب ابن آدمَ ؛ أ لم تَرَوْا إلى انتفاخِ أوداجِه و حُمرةِ عَينَيه؟!۲
و إذا وُصِفَ اللّهُ تعالى به فالمعنى به الانتقام وحده، و تُعتبَر فيه الدرجة ؛ لأنّك تَغْضَب على مَن دونَك.
يقول صلىاللهعليهوآله: إذا غَضبتَ فاحبِسْ عليك لسانَك و لا تتكلّم ؛ و ذلك لأنّ /۳۳۳/ الغَضَبَ يغيِّر رأيَك عليك، فتتكلّمُ بالخطأ و تَظُنُّه صوابا، فحقُّك أن تَسكُتَ حتّى لا يَبدُر منك في تلك الحالة ما إذا استَفَقْتَ۳ نَدِمْتَ عليه و نَظرتَ في أعقابه عاضّا على إصبعك.
و فائدة الحديث: الأمر للغضبان بالسكوت.
و راوي الحديث: ابن عبّاس رحمهالله.
۵۰۵.قوله صلىاللهعليهوآله: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُم أَخاهُ فَليُعْلِمْهُ.۴
يقول صلىاللهعليهوآله: إذا أحَبَّ الرجُلُ المؤمنُ الديِّن أخاه المؤمنَ لدينه و أمانته فليُعْلِمْه ذلك ؛ ليَفْرَح بمكانه و يَستند إلى مَحبّته و يتكثّر۵ به، فيكونَ ذلك تقوّيا لهما و تظاهرا و تساندا على عدوّهما و مَزجَرةً لِمَن يريد أن يخاصم أحَدَهما.
و روي عنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال: إذا آخا أحدُكم رجُلاً فليسأله عن اسمه و اسم أبيه و قبيلته و منزله؛
1.. في المصدر : «فإنّها» .
2.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۹۶ ، ح ۷ . و عنه في الدرّ المنثور ، ج ۵ ، ص ۳۶۵ ، ذيل الآية ۳۶ من سورة فصّلت۴۱ .
3.. «ب» : استنمت .
كلُّ مَغشيٍّ عليه أو سكران معتوه إذا انجلى ذلك عنه قيل : قد أفاق و استفاقَ . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۱۸ فوق .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴۶ ، ح ۷۶۵ و ۷۶۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۳۰ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۱۱۹ ،ح ۵۵۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۷۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۵ ، ح ۲۵۰۲ . النوادر للراوندي ، ص ۱۱۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۱۸۲ ، ح ۷ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۳۵۵ ، ح ۳۰ .
5.. «ألف» : يكثر .