323
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

دعاءَكم و عبادتكم أبدا. فعَلَّقَ ملالَه بما لا يكون و هو ملل بني آدم ؛ فإنّ الحرص فيهم فاشٍ، و الكدّ۱ غالب.

و الثاني: أنّ معنى «لا يملّ» أي۲ لا يَمَلُّكم و لا يَطَّرِحُكم حتّى تَتركوا العبادةَ له، فسَمَّى الفِعلَين جميعا مَلَلاً، و هذا كثير، و يكون المعنى على أنّ الاطِّراح مُنْتَجٌ۳ من الملال، فهو۴ قريب المعنى منه.

و الثالث: أنّ اللّه‏ لا يقطع مادّة الفضل عنكم حتّى تملّوا سؤالَه، و يكون تسميةُ فِعلِ اللّه‏ تعالى مَلَلاً للازدواج و هو كثير في كلامهم، قال تعالى: «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللّه‏ُ وَ اللّه‏ُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»۵«اللّه‏ُ يَسْتَهْزِءُ بِهِمْ»۶«فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ»۷ أي جازوه على اعتدائه، و كما قال الشاعر:۸

ألا لا يَجهَلَن أحدٌ عَلَينا

فنَجهلَ فوقَ جهل الجاهلينا۹

أي فنُجازِيَه على الجهل.

و اختار ابنُ الانباريِّ الوجهَ الثالث،۱۰ و الوجه الثاني أحَبُّ إليّ، و لا خصومة في الشهوات على أنّه قريب المعنى من الثالث.

1.. «ألف» : الكذب .

2.. «ألف» : و .

3.. «ألف» : ينتج .

4.. «ألف» : و هو .

5.. الأنفال ۸ : ۳۰ .

6.. البقرة ۲ : ۱۵ .

7.. البقرة ۲ : ۱۹۴ .

8.. هو عمرو بن كلثوم التغلبي ، شاعر جاهليٌّ من الطبقة الاُولى ، مات نحو سنة ۴۰ هـ . الأعلام للزركلي ، ج ۵ ، ص ۸۴ .

9.. راجع : إعجاز البيان ، ص ۲۷۱ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۴۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۱ ، ص ۱۵۷ ؛ مجمع البيان ،ج ۱ ، ص ۱۰۸ ، ذيل الآية ۱۵ من سورة البقرة ۲ .

10.. لم نعثر عليه ، نعم نقل عن الهروي في بعض المصادر ، و نسب إلى القيل في بعضها الآخر . راجع : النهاية لابن الأثير ، ج ۴ ، ص ۴۶۰ ملل ؛ فتح الباري ، ج ۱ ، ص ۹۵ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۸۵ ؛ شرح سنن النسائي للسيوطي ، ج ۲ ، ص ۶۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
322

فعليك بذات /۳۰۸/الدِّين ؛ فإنّها الضالّة المنشودة۱ و البُغية المفقودة.

و قوله عليه‏السلام: «تربتْ يداك» دعاء عليه بالفقر، و ليس الغرض /۳۳۱/ فيه۲ حقيقة الدعاء، بل هي كلمة جارية على ألسنتهم كقولهم: قاتله اللّه‏! و لا أبا لك! و تُستعمل هذه الكلمات۳ في غير الذمّ.

و فائدة الحديث: الحثّ على اختيار المتديّنة زوجا.

و راوي الحديث: طلق بن حبيب، رواه مختصرا.

۵۰۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عَلَيكُم مِنَ الأَعمالِ بِما تُطيقُونَ ؛ فَإِنَّ اللّه‏َ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عليكم بالتزام ما تُطيقون مِن الأعمال، و لا تَظُنّوا أنّ اللّه‏ تعالى يَمَلُّ كثرةَ عبادتكم ؛ و لكن تملّون أنتم، و تَكْرَهون الطاعةَ و تَجْتَوونها۵ و تُبَغِّضونها إلى أنفسكم، كما قال عليه‏السلام في موضعٍ آخَرَ: و لا تُبغِّضْ إلى نفسِك عبادةَ اللّه‏ تعالى ؛ فإنّ المُنْبَتَّ۶ لا أرضا قَطَعَ و لا ظَهرا أبقى۷.

و قد ذُكِرَ في۸ «لا يَمَلّ حتّى تملّوا» أقوالٌ ثلاثة:

الأوّل: أن يكون المعنى أنّه نَفيُ المَلَل عن اللّه‏ تعالى، فقال: إنّ اللّه‏ تعالى لا يملّ

1.. أي المطلوبة ، و نَشَدَه : طَلَبَه . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۲۳ نشد .

2.. «ب» : ـ فيه .

3.. «ألف» : الكلمة .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴۲ ، ح ۷۵۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۵۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۵۶۸ ؛ فتح الباري ،ج ۱۱ ، ص ۲۵۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۷۶ ، ح ۵۵۸۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۸ ، ح ۵۲۹۹ . الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۴۱ ؛ تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى ، ص ۱۷۹ .

5.. «ألف» : تحبّونها .
و اجتويتُ البلدَ : كرهتُ المقام فيه و إن كنتُ في نعمة . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۵۸ جوو .

6.. المُنبتّ : الّذي أتعَبَ دابَّتَه حتّى عَطِبَ ظَهرُه فبقي مُنقَطَعا به . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۷ بتت .

7.. المجازات النبويّة ، ص ۲۶۰ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۴ ، ح ۱۱۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۰ ، ح ۵۳۷۷ .

8.. «ألف» : ـ في .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2378
صفحه از 488
پرینت  ارسال به