317
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: سهل بن سعد الساعديّ، قال: جاء جبرئيل إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: يا محمّد۱، عِش ما شئت... إلى آخره.

قال القضاعي۲: و روي في آخره:۳شرفُ المؤمن قيامه بالليل، و عزّه استغناؤه عن الناس.۴

۴۹۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِصنَعِ المَعرُوفَ إِلَى مَن هُوَ أَهلُهُ، وَ إلَى مَن لَيسَ أَهلَهُ، فَإِنْ أَصَبتَ أَهلَهُ فَهُوَ أَهلُهُ، وَ إِنْ لَم تُصِبْ أَهلَهُ فَأَنتَ مِن أَهلِهِ.۵

هذا أمر باصطناع المعروف مِن غير تمييز على ما تقتضيه فتوى الكرم و دِين المروّة، فيقول عليه‏السلام: لا يَخلو اصطناعُك مِن أحدِ وجهين: إمّا أن يكون إلى مَن هو أهلُه، فقد وصل إلى مستحِقّه، و اختَصَّ بمستوجبه ؛ و إمّا أن لا يكون من أهل الصنيعة۶ فاحتسِبْها عند اللّه‏ تعالى ؛ فإنّ نيّتَك في ذلك كانت متوجِّهةً إليه، و هو يجازي على النيّة، ثمّ إنّك أهل لأن تُحْسِنَ، فإن التَبَسَ عليك الوجهُ فأنت على ثوابك.

و فائدة الحديث: الأمر باصطناع المعروف و الخير إلى كلّ أحد من غير تمييز، و إثباتُ الأهليّة للمصطنِع، و إن كان المصطَنَع إليه غيرَ أهل.

و راوي الحديث: جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه عليهم‏السلام.

۴۹۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اشتَدِّي أَزْمَةُ تَنْفَرِجي.

أصل۷ «أ ز م»: العَضّ، يقال: أَزَمَه أي عَضَّه، و أَزَمَ عنه أي أمسَكَ عنه، و الأَزْمَة: الشدّة ؛

1.. «ب» : ـ يا محمّد .

2.«ب» : ـ قال القضاعي .

3.. «ألف» : + يا محمّد .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۵ ، ذيل ح ۷۴۶ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۶ ، ح ۷۴۷ ؛ العلل للدارقطني ، ج ۳ ، ص ۱۰۷ ؛ لسان الميزان ، ج ۲ ، ص ۳۵ ، ح ۱۲۱ ؛ كشفالخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، ح ۳۸۴ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۲۷ ، ح ۶ ؛ الزهد للحسين بن سعيد ، ص ۳۲ ، ح ۸۳ ؛ الاختصاص ، ص ۲۴۰ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۷۱ و في الأربعة الأخيرة عن الإمام الصادق عليه‏السلام مع اختلاف يسير .

6.. «ب» : الصنعة .

7.۷ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۶ ، ح ۷۴۸ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۱ ، ص ۵۳۹ ، ح ۲۰۱۳ ؛ الإصابة ، ج ۸ ، ص ۱۰ ، ح ۱۰۷۹۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۵۸ ، ح ۱۰۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۷۴ ، ح ۶۵۱۷ ؛ و ج ۳ ، ص ۷۵۲ ، ح ۸۶۵۶ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ، ح ۳۶۶ . الفرج بعد الشدّة للتنوخي ، ج ۱ ، ص ۴۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
316

الدنيا و هجوم الحوادث فيها، و قال الشاعر:۱

و كُلُّ أخٍ مُفارِقُه أخوهُ

لَعَمرُ أبيك إلاّ الفَرقَدانِ۲

و أصدَقُ منه قولُ لَبيد:

ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّه‏َ باطلُ

و كُلُّ نَعيمٍ لا مَحالةَ زائلُ

و كلُّ اُناسٍ سوف يَدخُل بينهم

خُوَيخية۳ تَصفَرُّ منها الأناملُ۴

خُوَيخِيَةٌ أي داهية، و يُروى: دُوَيهية۵. صُفر الأنامل كناية عن الموت.

قال عوف بن محلَّم۶:

فَقَرِّباني بأبي أنتما

مِن وطني قبل اصفرار البَنان۷

و اعمل ما شئت من الخير و الشرّ فالجزاء على الرَّصَد، كما قال تعالى: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرا يَرَه * وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّا يَرَه»۸.

و فائدة الحديث: التحذير من الدنيا الخدّاعة الغرّارة، و إعلام أنّها لا تدوم و أنّه /۳۲۹/ لا بدّ فيها من انقطاع الحياة، و إعلامُ أنّ كلّ مودّةٍ منقطعةٌ فيها، و كلّ عَمَلٍ مَجزيٌّ به.

1.. هو عمرو بن معدي كرب .

2.. راجع : جامع البيان ، ج ۵ ، ص ۲۲۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۳ ، ص ۳۴۱ ، ذيل الآية ۶۶ من سورة النساء ۴ ؛ مجمع البيان ،ج ۵ ، ص ۳۳۴ ، ذيل الآية ۱۰۷ من سورة هود (۱۱) . و هذا البيت من شواهد النُّحاة على مجيء «إلاّ» بمعنى «غير» ، و إلاَّ كان الواجب «النصب» ، و هو من باب ما جاء في قوله تعالى : «لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا» (الأنبياء (۲۱) : ۲۲) . (عبد الستّار) .

3.. «ألف» : حويحية . و في هامش «ألف» : دُوَيحية خ م . و في المصادر : «دويهية» ، و هو المحفوظ .

4.. ربيع الأبرار ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ ؛ المستطرف ، ص ۱۲ .

5.. «ب» : دُويهيميه .

6.. عوف بن محلَّم الشيباني كان من سادة قومه ، و كانت تضرب له قبَّة في عكاظ . انظر : أمثال الميداني ، ج ۲ ، ص ۱۸۷ .

7.. «ألف» : ـ خويخية أي داهية . . . اصفرار البنان . البصائر و الذخائر لأبي حيّان التوحيدي ، ج ۶ ، ص ۸۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۹ ، ص ۲۲۶ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ،ج ۱۵ ، ص ۳۳۰ .

8.. الزلزلة ۹۹ : ۷ و ۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2341
صفحه از 488
پرینت  ارسال به