«و إذا استعنتَ فاستعِنْ به» ؛ فهو القادر على قضاء مَآربك و دفع البلاء عنك.
«و اعلم أنّ النصر مع الصبر».
يقول: لا تستعجل۱ اللّه تعالى فيما تستنصره فيه ؛ فإنّه عالم بالمصالح، و إن أخّر مرادك فلصواب يَعلمه و يَخفى عليك، فاستعن في ذلك بالصبر و لا تُضيقنّ ذَرْعا بكَرْبٍ يصيبك في دار الدنيا ؛ فإنّه۲ لا شكّ يتعقّبه الفَرَج ؛ فإنّ وضع الاُمور الدنيويّة على ذلك لا يَبقى على حال واحدة خَلَقَها اللّه تعالى بحكمته كذلك، فالكربُ يَتلوه الفَرَج، و العُسرُ يَعقُبه اليُسر ؛ قال تعالى: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا»۳.
ثمّ قال عليهالسلام: «و اعلم أنّ القلم قد جرى بما هو كائن» إلى يوم القيامة، هو كناية عن علم اللّه تعالى بجميع المعلومات، و يجوز أن يكون حقيقةً في اللوح المحفوظ و القَلَم.
و فائدة الحديث: الوعظ بهذه الخصال الّتي ذكرها عليهالسلام.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عبّاس رضىاللهعنه قال: قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله: يا غلام، احفَظِ اللّهَ يَحفَظْك... إلى آخره.
۴۹۴.قوله صلىاللهعليهوآله: عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَ أَحبِبْ مَن أَحْبَبتَ /۳۰۶/فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَ اعْمَلْ مَا شِئتَ فَإِنَّكَ مَجزيٌّ بِهِ.۴
«ما شئت» ما مصدريّة، و التقدير: عِشْ مدّةَ مشيّتك.
يقول صلىاللهعليهوآله: عش مقدار ما تتمنّاه و تشاؤه، فالعاقبة لا شكّ الموت ؛ لأنّ هذه الدنيا دار قُلعة ينقلع أهلُها عنها، و أحبِبْ مَن شئت فلا بدّ مِن فراقه ؛ و ذلك لسرعة انقلاب أحوال