راجع عبدٌ نفْسَه، و نَظَرَ في معايبه و ما هو ملطَّخٌ به من المثالب، لسَكَتَ عن الناس إلاّ أن يتواقح۱.
ثمّ قال عليهالسلام: «و اخزُنْ لسانَك إلاّ من خير» ؛ أي۲: إن كنت لا بدّ قائلاً، فلا تَقُلْ إلاّ الخيرَ حتّى يكونَ غدا في ميزانك، و لا تَتَهاوَنْ بما تقول ؛ فإنّ /۳۰۴/المتهاون بمعصية اللّه فهو۳ هالك.
ثمّ قال عليهالسلام: «فإنّك بذلك تَغْلِبُ الشيطانَ» ؛ أي بقول الخير و عصمة اللسان عمّا لا يعنيك.
و فائدة الحديث: الوصيّة بالتقوى، و الجِهاد، و الاشتغالِ بعيب النفس، و الإغضاءِ عن عيب الآخَرين، و كفّ اللسان عن أعراض الناس، و إعلامُ أنّ الشيطان يُقهَر بذلك.
و راوي الحديث: أبو ذرّ الغفاريّ رضىاللهعنه.
۴۹۰.قوله صلىاللهعليهوآله: اِقرَإِ القُرآنَ مَا نَهاكَ، فَإِذا لَم يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ.۴
يقول صلىاللهعليهوآله: اقرإِ القرآن آخِذا بأوامره و نواهيه، مرتسما لما فيه، فإن فعلت ذلك فأنت قارئ للقرآن، و إلاّ فأنت لاغٍ، و عملُك كلا عمل.
و مَثَلُ القرآن مَثَلُ كتابٍ يَكتبه مَلِكٌ إلى رعيّته يَأمرهم فيه و ينهاهم و يُرغِّبهم و يُرهِّبهم، فعليهم أن يَقرؤوه و يتدبّروه و يأخذوا به، لا أن يكرِّروا قراءَته فَحَسْبُ، فإن لم تَكُن قراءةُ القرآن للعلم به و الأخذِ بما فيه فكأنّه لم يَقرأه ؛ من حيثُ إنّ فائدة القراءة