311
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

راجع عبدٌ نفْسَه، و نَظَرَ في معايبه و ما هو ملطَّخٌ به من المثالب، لسَكَتَ عن الناس إلاّ أن يتواقح۱.

ثمّ قال عليه‏السلام: «و اخزُنْ لسانَك إلاّ من خير» ؛ أي۲: إن كنت لا بدّ قائلاً، فلا تَقُلْ إلاّ الخيرَ حتّى يكونَ غدا في ميزانك، و لا تَتَهاوَنْ بما تقول ؛ فإنّ /۳۰۴/المتهاون بمعصية اللّه‏ فهو۳ هالك.

ثمّ قال عليه‏السلام: «فإنّك بذلك تَغْلِبُ الشيطانَ» ؛ أي بقول الخير و عصمة اللسان عمّا لا يعنيك.

و فائدة الحديث: الوصيّة بالتقوى، و الجِهاد، و الاشتغالِ بعيب النفس، و الإغضاءِ عن عيب الآخَرين، و كفّ اللسان عن أعراض الناس، و إعلامُ أنّ الشيطان يُقهَر بذلك.

و راوي الحديث: أبو ذرّ الغفاريّ رضى‏الله‏عنه.

۴۹۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِقرَإِ القُرآنَ مَا نَهاكَ، فَإِذا لَم يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اقرإِ القرآن آخِذا بأوامره و نواهيه، مرتسما لما فيه، فإن فعلت ذلك فأنت قارئ للقرآن، و إلاّ فأنت لاغٍ، و عملُك كلا عمل.

و مَثَلُ القرآن مَثَلُ كتابٍ يَكتبه مَلِكٌ إلى رعيّته يَأمرهم فيه و ينهاهم و يُرغِّبهم و يُرهِّبهم، فعليهم أن يَقرؤوه و يتدبّروه و يأخذوا به، لا أن يكرِّروا قراءَته فَحَسْبُ، فإن لم تَكُن قراءةُ القرآن للعلم به و الأخذِ بما فيه فكأنّه لم يَقرأه ؛ من حيثُ إنّ فائدة القراءة

1.. تَواقَحَ تواقُحا : تَظاهَرَ بالوقاحة . انظر : فرهنگ أبجدي ، ص ۲۷۱ تواقح .

2.. «ألف» : ـ أي .

3.. «ب» : ـ فهو .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ ، ح ۷۴۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۲ ، ص ۲۸۲ ، ح ۱۳۴۵ ؛الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۹۸ ، ح ۱۳۳۳ ؛ و ج ۲ ، ص ۹ ، ح ۴۴۰۹ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۳ ، ص ۴۱۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۶۰۶ ، ح ۲۷۷۶ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۱۹۱ ، ح ۲۹۰۰۴ . نهج السعادة ، ج ۸ ، ص ۴۰۷ مع اختلاف يسير فيه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
310

و عن جابر بن عبد اللّه‏: قال رجُلٌ يوم اُحد للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۱: أ رأيتَ۲ إن قُتِلتُ في سبيل اللّه‏۳ فأين أنا؟ قال: في الجنّة. فألقى تَمَراتٍ كُنّ۴ في يده، ثمّ۵ قاتَلَ حتّى قُتِلَ.۶

و قال عليه‏السلام: الشهيد لا يَجِدُ مَسَّ القتل إلاّ كما يجد أحدُكم القَرْصَةَ يَقْرُصُها۷.۸

و قال عليه‏السلام: لا يَجتمع غبارٌ في سبيل اللّه‏ و دخانُ جهنّم في مَنخِرِ /۳۲۶/ عبدٍ أبدا.۹

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الجهاد هو ترهُّب اُمّتي، لا ما كان النصارى تتكلّفه من الرهبانيّة ؛ و هي: لزوم صوامعهم، و ترك أكل اللحم، و التقزُّز۱۰ من الناس، و الاختصاء۱۱، و طرح السلاسل في الأعناق... إلى أمثال ذلك ؛ أي الجهاد في ديني بإزاء الرهبانيّة في دينهم، فهو رهبانيّة الإسلام. ثمّ قال: و ليَرُدَّك عن تمزيق فِراء۱۲ الناس ما تَعرفه مِن عيوب نفسك ؛ فإنّه لو

1.. في صحيح البخاري : + «يوم اُحد» .

2.. في مسند أبي يعلى : «يا رسول اللّه‏» بدل «أرأيت» .

3.. في صحيح البخاري و مسند أبي يعلى : ـ «في سبيل اللّه‏» .

4.. في المصادر : ـ «كنّ» .

5.. «ألف» : و .

6.. صحيح البخاري ، ج ۵ ، ص ۳۰ ؛ سنن النسائي ، ح ۶ ، ص ۳۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۳ ، ص ۴۶۵ ، ح ۱۹۷۲ .

7.. في المصادر : ـ «القرضة يقرضها» .
و قَرَصَه قَرْصا : قَبَضَه على الجلد بإصبعين حتّى يؤلم ، و القَرْص : التجميش و الغَمْز بالإصبع . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ،ص ۷۰ قرص .

8.. السنن الكبرى للنسائي ، ج ۳ ، ص ۲۵ ، ح ۴۳۶۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۳۹۸ ، ح ۱۱۱۰۲ .

9.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۴ ، ص ۵۷۰ ، ح ۶۲ .

10.. «ألف» : التفرّر .
و التقزُّز : التنطُّس و التباعد من الدنَس ، و يقال : رجُل متقزّز من المعاصي و المعايب . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۹۴ قزز .

11.. «ألف» : الاحتصاء .
و خَصَى الفحلَ من الناس و الدوابّ و الغنم : سَلَّ خُصيَيه ، و العرب تقول : كان جوادا فخُصي ؛ أي غنيّا فافتقر . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۱ خصي .

12.. الفَرو و الفروة معروف الّذي يُلبَس ، و جمعه فِراء فإذا كان الفَرو ذا الجبّة فاسمها الفَروة . و فَروة الرأس أعلاه ، و قيل : هو جلدته بما عليه من الشعر يكون للإنسان وغيره . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۵۱ فرو .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2398
صفحه از 488
پرینت  ارسال به