301
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: تعريفُ عِظَمِ دعوة المظلوم، و إعلامُ سرعة إجابتها عاجلاً أو آجلاً.

و راوي الحديث: خُزَيمةُ بن ثابتٍ ذو الشهادتين.

۴۸۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِرحَمُوا ثَلاثةً: غَنِّيُّ قَومٍ افتَقَرَ، وَ عَزيزُ قَومٍ ذَلَّ، وَ عَالِمٌ۱ يَلعَبُ بِهِ الحَمقى وَ الجُهَّالُ.۲

«الحُمق»: قلّة العقل، و قد حَمُقَ حَماقةً فهو أحمَق، و حَمِقَ حُمْقا فهو حَمِقٌ، و الحَمقى كالمَرضى و الهَلكى و هو بناءٌ لا يجيء إلاّ لِمن تَجاوَزَتْهم السلامةُ، و مِن حيث الحقيقة، فأيّ مرضٍ أمرَضُ و أدهى من الحَماقة و قلّة العقل؟! و الرواية «غنيٌّ» بالرفع۳، و كذلك ما بعده، و هو خبر مبتدأ مقدَّر، كأنّه سُئِلَ؟ فقيل: مَن هؤلاء الثلاثة؟ فقال: غنيُّ قوم... إلى آخره.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الغنيُّ الّذي حافَ عليه الزمانُ و سَلَبَ۴ ما كان يَتنعّم به من نعمةٍ و مال، فاحتاجَ إلى التكفّف۵ بعد الكفاف، و التطلّب بعد العفاف ؛ و العزيز: المحترم الّذي ذَلَّ بَعد عزّته، و هُضِمَ بعد حرمته، و وُطِئ بالمَناسم۶ و الأقدام بعد العزّة و الاحترام ؛ و العالم الّذي أطال يومَه، و أطارَ نومَه، و سَهَرَ و الناسُ نيام، و دَوَّخَ مَناكِبَ البُلدانِ تحت قَدَمَيه، و كَفَّ۷

1.. في المصادر : «عالما» أو «فقيها» .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۷ ، ح ۷۳۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۳ ، ص ۱۸۸ ؛ جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ،ص ۱۳۱ ؛ نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ، ص ۳۳ ، ح ۱۰۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۳۰ ، ح ۴۳۲۹۹ مع اختلاف في الجميع عدا الأوّل . معدن الجواهر ، ص ۳۱ ؛ الدرّة الباهرة ، ص ۲ ؛ الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ (مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة) ؛ بحار الأنوار ، ج ۲ ، ص ۴۴ ، ح ۱۶ (و فيه عن الدرّة الباهرة) .

3.. خلافا لمقتضى العبارات في المصادر .

4.. «ألف» : سَلَبَه .

5.. تكفَّفَ الشيءَ : طَلَبه بكفِّه . و قال ابن الأثير : يقال : استكفَّ و تكفَّفَ إذا أخذ ببطن كفّه ، أو سأل كفّا من الطعام أو ما يكفّ الجوع . انظر : النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۹۰ ؛ لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۳۰۳ كفف . العِب‏ء بالكسر : الحِمل و الثِّقل من أيّ شيء كان ، و الجمع الأعباء و هي الأحمال و الأثقال . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۱۷ (عبأ) .

6.. المَنسِم : طرف خُفّ البعير و النعامة و الفيل و الحافر . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۷۴ نسم .

7.. «ألف» : كشف .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
300

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتّقوا دعاءَ المظلوم ؛ فإنّه كثير الشُّؤْم سريع الإجابة وَحِيُّ۱ الإصابة.

و قوله عليه‏السلام: «تُحمل على الغمام» كنايةٌ عن سرعةِ لحاقها تشبيها۲ بالغمام الّتي تُطَيِّرها الرياحُ، و لا بدّ من إجابته عاجِلاً أو۳ آجلاً كما يَرى۴ اللّه‏ُ تعالى ؛ فإنّه يَعلم ما لا نعلم، و ربّما تَقتضي المصلحةُ إرجاءَ عقوبته إلى القيامة أو تأخيرَها إلى وقتٍ معلوم، و لو أنصَفْنا أنفسَنا، و حكمْنا بالمشاهدة، لأقررنا بذلك ؛ باللّه‏ عليك: كم۵ من ظالمٍ رأيتَه مُعجَبٍ بنفْسه مغترٍّ بماله و خَوَلِه۶، دَعَتْه نفْسُه الأمّارةُ إلى الظلْم، و حَرَّضَتْه شياطينُ الإنس و الجنّ عليه، فمَدَّ يدَه إلى ما حَرَّمَه /۳۲۲/ اللّه‏ُ تعالى عليه مِن أموال الناس، فدَعَوا عليه مِن سِرّ قلوبهم المحترقة و آرائهم المتِّفِقة، فاختَطَفتْه المنايا مِن سريرِ نعمته، و دَلَّتْه خائبا خاسرا إلى۷ قعر هُوَّتِه۸ رهينَ عمله و خدينَ۹ زللّه‏! و لا اعتبار بالإسلام و الكفر في هذا الباب ؛ فإنّ الكافر أيضا عبدٌ مِن عباد۱۰ اللّه‏، و ما أجدَرَ السيّدَ بالغضب لعبده۱۱ سواءٌ كان مطيعا له أو عاصيا، و العبدُ لا يَخلع بكفره لباسَ۱۲ العبوديّة.

1.. الوحيّ : السريع ، و وحيٌّ : عَجِلٌ مُسرِع . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۸۲ وحي .

2.. «ألف» : شبيها .

3.. «ألف» : و .

4.. «ألف» : ترى .

5.. «ب» : ـ كم .

6.. خَوَلُ الرجُل : حَشَمُه ، الواحد خائل ، و قد يكون الخَوَل واحدا ، و هو اسم يقع على العبد و الأمة ، و الخَوَل : النعم ، و العبيد و الإماء . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۴ خول .

7.. «ألف» : ذلّته خائبا إلى .

8.. الهُوَّة : البئر ، و الحفرة البعيدة القعر ، و المَهواة بين الجبلين ، و كلّ وهدة عميقة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۷۴ هوو .

9.. الخَدين : الصَّديق . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۳۹ خدن .

10.. «ألف» : عبيد .

11.. «ألف» : لعبد .

12.. «ألف» : لا خلع لباس .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2215
صفحه از 488
پرینت  ارسال به