و فائدة الحديث: تعريفُ عِظَمِ دعوة المظلوم، و إعلامُ سرعة إجابتها عاجلاً أو آجلاً.
و راوي الحديث: خُزَيمةُ بن ثابتٍ ذو الشهادتين.
۴۸۴.قوله صلىاللهعليهوآله: اِرحَمُوا ثَلاثةً: غَنِّيُّ قَومٍ افتَقَرَ، وَ عَزيزُ قَومٍ ذَلَّ، وَ عَالِمٌ۱ يَلعَبُ بِهِ الحَمقى وَ الجُهَّالُ.۲
«الحُمق»: قلّة العقل، و قد حَمُقَ حَماقةً فهو أحمَق، و حَمِقَ حُمْقا فهو حَمِقٌ، و الحَمقى كالمَرضى و الهَلكى و هو بناءٌ لا يجيء إلاّ لِمن تَجاوَزَتْهم السلامةُ، و مِن حيث الحقيقة، فأيّ مرضٍ أمرَضُ و أدهى من الحَماقة و قلّة العقل؟! و الرواية «غنيٌّ» بالرفع۳، و كذلك ما بعده، و هو خبر مبتدأ مقدَّر، كأنّه سُئِلَ؟ فقيل: مَن هؤلاء الثلاثة؟ فقال: غنيُّ قوم... إلى آخره.
يقول صلىاللهعليهوآله: الغنيُّ الّذي حافَ عليه الزمانُ و سَلَبَ۴ ما كان يَتنعّم به من نعمةٍ و مال، فاحتاجَ إلى التكفّف۵ بعد الكفاف، و التطلّب بعد العفاف ؛ و العزيز: المحترم الّذي ذَلَّ بَعد عزّته، و هُضِمَ بعد حرمته، و وُطِئ بالمَناسم۶ و الأقدام بعد العزّة و الاحترام ؛ و العالم الّذي أطال يومَه، و أطارَ نومَه، و سَهَرَ و الناسُ نيام، و دَوَّخَ مَناكِبَ البُلدانِ تحت قَدَمَيه، و كَفَّ۷
1.. في المصادر : «عالما» أو «فقيها» .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۷ ، ح ۷۳۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۳ ، ص ۱۸۸ ؛ جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ،ص ۱۳۱ ؛ نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ، ص ۳۳ ، ح ۱۰۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۳۰ ، ح ۴۳۲۹۹ مع اختلاف في الجميع عدا الأوّل . معدن الجواهر ، ص ۳۱ ؛ الدرّة الباهرة ، ص ۲ ؛ الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ (مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة) ؛ بحار الأنوار ، ج ۲ ، ص ۴۴ ، ح ۱۶ (و فيه عن الدرّة الباهرة) .
3.. خلافا لمقتضى العبارات في المصادر .
4.. «ألف» : سَلَبَه .
5.. تكفَّفَ الشيءَ : طَلَبه بكفِّه . و قال ابن الأثير : يقال : استكفَّ و تكفَّفَ إذا أخذ ببطن كفّه ، أو سأل كفّا من الطعام أو ما يكفّ الجوع . انظر : النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۹۰ ؛ لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۳۰۳ كفف . العِبء بالكسر : الحِمل و الثِّقل من أيّ شيء كان ، و الجمع الأعباء و هي الأحمال و الأثقال . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۱۷ (عبأ) .
6.. المَنسِم : طرف خُفّ البعير و النعامة و الفيل و الحافر . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۷۴ نسم .
7.. «ألف» : كشف .