299
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

ذلك أنّه يؤمَن بمكانهم الإنكار و بزّ۱ الحقوق و سلب الأموال و اغتصابها، فالظلْم يَندفع بهم، و الجِزاف يُرفع بمكانهم، و الشهادة رُكنٌ مِن أركان المعاملات و المعايَشات و الأحكام الدينيّة، و لو لا الشهادةُ لَتَغالَبَ الناسُ، و لَتَداولوا۲ الدنيا هَرْجا و مرجا، و لبطل كثيرٌ من الأحكام.

و فائدة الحديث: الأمر بإعزاز الشهود و احترامهم، و الإنباء عن عُظْم۳ مَوقِعهم.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس.

۴۸۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتَّقُوا دَعوَةَ المَظلومِ ؛ فَإِنَّها تُحمَلُ عَلَى الغَمامِ ؛ يَقُولُ اللّه‏ُ تَعالَى: وَ عِزَّتي وَ جَلالي لَأَنصُرَنَّكَ بَعدَ الحِينِ.۴

«الغَمام»: الغَيْم الأبيَض ؛ سُمِّيتْ بذلك لأنّها تَغُمُّ السماءَ أي تَستُرُها، و الواحدة غَمامة كسَحابٍ و سَحابة. و «الحين»: القطعة من الدهر، و يَصلُح لجميع الأزمان طالتْ أم قصُرتْ، و الحينُ يومُ القيامة قال اللّه‏۵ تعالى: «وَ مَتَاعا إِلَى /۳۰۰/حِينٍ»، و الحين أيضا يُكْنى به عن تصرُّم الآجال، و الحديث يَحتمل يومَ القيامة و امتدادَ الزمان كليهما ؛ لأنّ اللّه‏ تعالى ربما۶ يوم القيامة على ما يَرى مِن المصلحة.

1.. «ب» : بَرّ .
و البَزّ : السلب ، و منه قولهم في المثل : مَن عَزَّ بَزَّ ؛ معناه : من غَلَبَ سَلَبَ . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۱۲ بزز .

2.. «ب» : لتداول .
و تَداوَلنا الأمرَ: أخذناه بالدُّوَل ، و تَداولَتْه الأيدي : أخذَتْه هذه مرّةً و هذه مَرَّةً . انظر: لسان العرب ، ج۱۱، ص۲۵۲ دول.

3.. عُظمُ الشيء و مُعظَمه : جُلُّه و أكثره ، و عُظْمُ الشيء : أكبره . لسان العرب ، ج ۱۲ . ص ۴۱۱ عظم .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۶ ، ح ۷۳۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۴۵ ؛ و ج ۸ ،ص ۱۶۲ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۸۸ ؛ مسند أبي داود الطيالسي ، ص ۳۳۷ ؛ صحيح ابن حبان ، ج ۳ ، ص ۱۵۸ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۳۹۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۴ ، ص ۸۴ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۳۹۲ ، ح ۱۳۱۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۸ ، ح ۱۴۸ .

5.. «ب» : ـ اللّه‏ .

6.. «ألف» : ـ ربما .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
298

تَضاعَفوا۱ و تَرَقَّقوا۲ و اكسِروا قلوبَكم عن سَورَة الشهوات۳ و التسارع إلى اللذّات.

ثمّ قال عليه‏السلام: «و أكثِروا التفكّرَ و البكاء» ؛ هو هاهنا أمرٌ بالتفكّر في العاقبة و ما يؤول إليه الأمرُ من الموت، و السؤال في القبر، و الحشر، و النشر، و الوقوفِ بين يَدَيِ اللّه‏ تعالى في عرصةِ القيامة، و إجازة الصراط، إلى غير ذلك من الأهوال الّتي هي قُدّامَنا و لا بُدَّ لنا منها.

ثمّ قال: «و البكاء» ؛ و ذلك لأنّه لا شيء أحَبُّ۴ إلى اللّه‏ تعالى مِن عينٍ تَبكي من خشية اللّه‏. و قال: إنّ القطرةَ من الدمع تُطفِئُ بُحورا من النار.۵

ثمّ قال: «لا تَختلفَنّ بكم الأهواءُ» عقيبَ وَعظِه ؛ يعني: عليكم بالعبادة /۳۲۱/ و قطعِ العلائق الدنيويّة، و لزومِ المتعبَّدات، و ترقيقِ ۶القلوب، و كثرةِ التفكّر في المآل، و البكاءِ على الذنوب و من خشية اللّه‏ تعالى ؛ و إيّاكم و الضلالَ في الأهواء الفاسدة و المذاهب المُرْدِيَة و الآراء المُهْلِكة، و عليكم بالدِّين السويِّ و الاعتقاد القويّ.

و فائدة الحديث: الأمرُ بإصلاح الأحوال، و النهيُ عن الجدال.

و راوي الحديث: الحَكَم بن عُمَير.

۴۸۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَكرِمُوا الشُّهودَ ؛ فَإِنَّ اللّه‏َ يَستَخرِجُ بِهِمُ الحُقُوقَ، و يَدفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۷: أعِزُّوا الشهودَ و بَجِّلوهم و لا تَستهينوا بهم ؛ فإنّ لهم قَدَمَ صدق في الدين ؛ و

1.. في هامش «ب» : من الضَّعف لا من الضِّعف .

2.«ألف» : ترفّقوا .

3.. سارَ يَسور سَورا و سُؤورا : وَثَبَ و ثارَ ، و سار الشراب في رأسه : دارَ و ارتفع ، و سَورة الخمر حُمَيّا : دبيبها في شاربها . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۸۵ .

4.. «ألف» : و ذلك أنّه لا أحبّ .

5.. التخويف من النار لابن رجب الحنبلي ، ص ۶۳ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۲۰۶ ؛ فيض القدير شرح الجامع الصغير ، ج ۵ ،ص ۶۲۶ مع اختلاف يسير في كلّها.

6.التعبّدات و ترفيق .

7.۷ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۶ ، ح ۷۳۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۵ ، ص ۹۴ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۳۶ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۲۹۹ ؛ الضعفاء للعقيلي ، ج ۱ ، ص ۶۵ ؛ و ج ۳ ، ص ۸۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۲۱۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ، ح ۱۴۳۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۱۲ ، ح ۱۷۷۳۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۷۱ ، ح ۵۰۹ ، الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1998
صفحه از 488
پرینت  ارسال به