289
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و أوحى اللّه‏ُ تعالى /۲۹۵/ إلى موسى عليه‏السلام: لا تَقتُلِ السامريَّ ؛ فإنّه سخيٌّ.۱

و قال حذيفةُ بنُ اليمان: رُبَّ رجُلٍ فاجرٍ في دينه، سَمْح في معيشته، دخل بسَماحته الجنّةَ.۲

و قال عليه‏السلام: يقول إبليسُ: الناسُ ثلاثةٌ: صِنفٌ قد فَرغتُ منهم و هم الفاسقون، و صنف أرجوهم و هم البخلاءُ يموتون على بخلهم، و صنف قتلوني و كَسَروا ظَهري و هم الأسخياء يموتون على سخاوتهم فيدخلون الجنّة.۳

و فائدة الحديث: الإمساك عن معاجَلة السخيّ و مؤاخذته بالصغائر و ما يوجب التأديب، و إعلامُ أنّ اللّه‏ ناصره.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس.

۴۷۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عُودُوا المَريضَ، وَ اتَّبِعُوا /۳۱۷/ الجَنائِزَ، تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَفَقَّدوا مَرضى المسلمين، تَشكروا اللّه‏ على ما رَبَطَ عندكم من السلامة، و ينبِّهْكم مرضُهم من الغفلة ؛ و اتَّبِعوا جنائزَهم يَخطُرْ ببالكم أنّكم محمولون غدا أو بعدَ غدٍ عليها، فتكونوا على حذر من أحوال المعاد، و تَكُنِ الآخرةُ منكم على ذُكرٍ، و تَبرُدِ الدنيا و زينتُها و شهواتها على قلوبكم.

و «الجِنازة» بكسر الجيم: ما يُحمَل الميّتُ عليه، و إلاّ فهو نعشٌ و سَرير. و قرأت في بعض الكتب أنّ الجَنازة بالفتح هو الميّت.۵

1.. الكافي ، ج ۴ ، ص ۴۱ ، ح ۱۳ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۶۱ ، ح ۱۷۰۹ .

2.. لم نعثر عليه ؛ و لكن روي في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .

3.. لم نعثر عليه في المصادر الروائيّة ؛ و لكن روي في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۳ ، ح ۷۲۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ؛ و ج ۳ ، ص ۲۳ و ۴۸ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ،ص ۳۶۴ ، ح ۱۴۵ ؛ المصنّف ، ج ۳ ، ص ۱۲۳ ، ح ۲ . دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۲۲۰ مع الاختلاف فيه ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۸۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۲ ، ص ۳۶۲ ، ح ۲۱۹۳ (و فيه عن دعائم الإسلام) .

5.. راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۲۴ جنز .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
288

و رُوي: «ما لم يكن» بالياء المنقوطة مِن تحتُ باثنتين، و حينئذٍ تكون «ما» بدَلاً من العقوبة، و الفعلُ الّذي هو۱ يكن لما، و على الوجه الأوّل يكون «ما» مصدريّةً دالّةً على المدّة.

و فائدة الحديث: الأمر۲ باحترام ذوي المروّة و مسامحتهم فيما دون الحدّ.

و راوي الحديث: أبو بكر، و هو قليل الحديث جدّا.

۴۷۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَجافَوا عَن ذَنبِ السَّخيِّ ؛ فَإِنَّ اللّه‏َ آخِذٌ بِيَدِ السَّخِيِّ كُلَّما عَثَرَ.۳

و يُروى: بيده.

هذا الحديث قريب من الّذي قبله، يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: سامِحوا السخيَّ، و ارتفِعوا عن عقوبته، و اغفروا ما زَلَّ منه و بَدَرَ۴ ؛ فإنّ اللّه‏ تعالى ناصره، و الأولى بمَن اللّه‏ُ ناصرُه أن يُتجاوز عن زَلَّتِه۵، و لا يؤاخَذَ ببديهةِ بادِرَته۶.

و رُوي: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله اُتي بسبعةٍ مِن الاُسارى، فقال لأمير المؤمنين عليه‏السلام: قُمْ فاضربْ أعناقَهم. فهَبَطَ جبرئيلُ كطرفة العين فقال: يا محمّد، اضرب أعناقَ۷ هؤلاء الستّة، و لا تضرب عنق هذا. فقال عليه‏السلام: يا۸ جبرئيل، ما بالُ هذا مِن بينهم؟ قال: لأنّه حَسَنُ الخُلق سخيٌّ على الطعام سَمْحُ الكفّ، فعفا عنه.۹

1.. «ألف» : لم .

2.«ألف» : الاُمور .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۳ ، ح ۷۲۶ ؛ حلية الأولياء ، ج ۱۰ ، ص ۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۳۳ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۸ ،ص ۳۳۰ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۱۷ ، ص ۲۶۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۳۱۱ ، ح ۱۲۹۸۲ ؛ و ج ۶ ، ص ۳۹۲ ، ح ۱۶۲۱۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۹۷ ، ح ۹۴۹ . في الكلِّ «بِيَدِه» بدل «بيد السَّخيِّ» .

4.. بَدَرَتْ منه بَوادرُ غضبٍ أي خَطَأٌ و سَقَطاتٌ عندما احتَدَّ . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۸ بدر .

5.. «ألف» : ذنبه .

6.. البادرة : الحدّة ، و هو ما يبدر من حدّة الرجُل عند غضبه مِن قول أو فعل . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۸ بدر .

7.. «ألف» : رقاب .

8.. «ب» : ـ عليه‏السلام يا .

9.. دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۰۵ ، ح ۳۳۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۴۴۲ ، ح ۹۹۳۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2227
صفحه از 488
پرینت  ارسال به