و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: خَطَبَنا رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله في يوم جمعة فقال ذلك.
۴۷۵.قوله صلىاللهعليهوآله: تَجافَوا عَن عُقوبَةِ ذَوي المُرُوَّةِ ما لَم تَكُنْ حَدّاً.۱
«التجافي»: النُّبوء۲ و التباعد و الارتفاع.
يقول صلىاللهعليهوآله: سامِحوا ذوي المروءات، و احترِموهم حتّى في العقوبات ما لم تَكُنِ العقوبةُ حَدّا من حدود اللّه تعالى يُعَطَّل و واجبا يُهمَل.
و هو إعلام بحسن المعايشة، و سهولةِ المعاملة، و التجاوزِ و التجافي و الإعراض عن بعض الاُمور إذا أوجَبَت الصورةُ ذلك، و كان الحريف ذا مروّة و سخاء ؛ فإنّ اللّه تعالى سخيٌّ يحبّ /۳۱۶/ السخيَّ إلاّ أن يَتعطّل حدّ أو يتبطّل واجب، فحينئذٍ لا بدّ من إقامته، و للإمام أن يَزيد و يَنقص في التعزير و هو دون الحدّ، و له أن يَترك ذلك على مَا يَرى.
و قيل: ذوو المروّات مَن لم تَظهر منهم رِيبةٌ. و هو حسن، و هذا الجنس من الناس يُحافِظون على أنفسهم، و يَربؤون۳ بها عن الدنايا و الريب، فإذا۴ اُهينوا بالتعزير۵ كان هَدْما لمروّتهم و خَدْشا في وجه فتوّتهم، و لا تنسَ حديثَ جَبَلَةَ بنِ الأيْهَم الغَسّاني مع عمر بن الخطّاب و خروجَه إلى الروم و ارتدادَه عن عار لَطمة.۶
و قال عُمَرُ لبعض عُمّاله: عليك بالسويّة بين الرعيّة، و لا تَرفَعِ المزيّةَ.۷
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۲ ، ح ۷۲۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۳۹۷ ، ح ۵۷ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۶ ،ص ۲۴۱ ، ح ۴ و في الأخيرين عن لبّ اللباب للراوندي .
2.. نَبَأَ الشيءُ نُبوءا : ارتفع . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۶۴ نبأ .
3.. رَبَأَت الأرضُ : زَكَتْ و ارتفعتْ ، و رَبَأه : حَفَظَه . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۸۲ ربأ .
4.. «ألف» : لم .
5.. «ألف» : التعذير . أصل التعزير : التأديب ، و لهذا يسمّى الضرب دون الحدّ تعزيرا ؛ إنّما هو أدب . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۶۲ عزر .
6.. راجع : الطبقات الكبرى ، ج ۱ ، ص ۲۶۵ .
7.. لم نعثر عليه .