285
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

بينهم فاسكُتْ عنه ؛ فإنّه لا يَضُرّك.

و قد روي عنه عليه‏السلام: إيّاكم و ما شَجَرَ بين أصحابي.۱ و كذلك أزواجه اُمّهات المؤمنين ـ رضي اللّه‏ عنهنّ ـ فإنّهنّ أصحَبُ صاحبٍ.

و فائدة الحديث: الحثّ على حبّ الصحابة، و إعلام أنّهم خيرُ الاُمّة.

و راوي الحديث: المطّلب بن عمر.

۴۷۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: استَشيرُوا ذَوي العُقُولِ تَرشُدُوا، وَ لاَ تَعصُوهُم فَتَندَمُوا.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: استعينوا في اُموركم بالألباب الجامّة۳ الّتي لم يَكُدَّها التردُّدُ، و لم يكدِّرها الترجّح ؛ و لا تَعصُوهم /۳۱۵/ فإنّ عصيانهم يوجب الندامة. و إنّما أمر عليه‏السلام بالمشورة لأنّ رأي الإنسان مدخول بالأهواء الّتي تَزِلّ عن الجادّة، و تَصُدُّ عن الاهتداء إلى المَحَجّة، و تدعو إلى ما يَقرُب من المحبّة، فإذا شاوَرَ غيرَه كان رأيُه بعيدا عن ذلك، سالما من هواه و محبّته، غير مشغول بأفكاره، فارغا عن إرادته، قارّا عن حركاته، فيضيء له الحقّ من شاكلة الصواب، فيشير به عليه، و لو استبَدّ برأيه لقَادَه هواه إلى ضدّ الصواب.

و فائدة الحديث: الأمر بمشاورة العقلاء و الأخذِ بإرشادهم، و إعلام أنّه إذا لم يَمتثل ما يُشير العقلاءُ به نَدِمَ.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. الإيضاح لفضل بن شاذان ، ص ۵۰۷ ؛ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، ج ۲۰ ، ص ۱۱ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۲ ، ص ۴۴۶ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۹۶ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۹ ، ح ۷۲۲ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۶۲۸ ، ح ۵۱۰۰ ؛ لسان الميزان ، ج ۴ ، ص ۳۱ ، ح ۸۰ ؛كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۱۰ ، ح ۷۱۸۶ ؛ فيض القدير ، ج ۱ ، ص ۶۲۶ .

3.. «ألف» : الجليَّة .
و جَمَّ الشيءُ : كثُر . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۰۵ جمم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
284

و أفراخ، و صَحْبٌ جمعُ صاحب مثل رَكْب و راكب۱، و يُجمَع الأصحابُ أصاحيب، و يُجمع الصاحب صُحْبَة مثل فارِه و فُرْهَة، و صِحابا مثل جائع و جِياع، و صُحْبانا مثل شابٍّ و شُبّان، و يجوز أن تَكون صُحْبةٌ اسمَ مصدر ؛ لأنّك تقول: صَحِبتُه أصحَبُه صُحْبةً و صَحابةً بالفتح، و الصَّحابة كالأصحاب أيضا مصدرٌ سُمّي۲ به. و «الخيار»: اسم من الاختيار. و «الاُمّة»: الجماعة يَجمعهم أمر من الاُمور إمّا دِين أو زمان أو مكان أو شغل، و اُمّة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مَن آمَنَ به و صَدَّقه، و أصحابه هم الّذين صَحِبوه و خَدَموه و فَدَوه بأموالهم و أنفسهم۳، و فارقوا أقرَبيهم في نصرته، و عادَوا أهليهم في إقامة دعوته ؛ و لو لا اُولئك لم يَقُم للدين عَمود، و لا اخضَرَّ للإسلام عود، رَضِيَ اللّه‏ُ عنهم و أرضاهم و أحسَنَ مُنقَلَبَهم و مَثواهم.

و قد دعا عليه‏السلام الاُمّة بقوله هذا إلى حُبّهم و ذِكرِهم بالجميل، و قال عليه‏السلام: خيرُ الناس قَرْني، ثمّ الّذين يَلُونُهم، ثمّ الّذين يَلونهم.۴

و قال عليه‏السلام: أصحابي كالنجوم، بأيِّهِمْ اقتَدَيتم اهتَدَيتم.۵

و أنا اُوصيك ـ أيّها القارئ لكتابي هذا ـ أن لا تَذْكُر الأصحابَ الراشدين ـ رضي اللّه‏ عنهم ـ إلاّ بخيرِ ما تَقْدِر عليه مِن الثناء ؛ مراعاةً لحقوقهم، و حذرا من عقوقهم، و نظرا إلى الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، الّذين۶ هم خَدَمُه و أصحابه و أخِلاّؤه /۲۹۳/ و أحبّاؤه، و إن سمعتَ خلافا فيما۷

1.. «ب» : راكب و ركب .

2.«ألف» : ـ لأنّك تقول . . . أيضا مصدر .

3.. «ب» : بأنفسهم و أموالهم .

4.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۷۸ و ۴۴۲ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۶۷ و ۲۷۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۵۱ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۸۹ ؛ وج ۷ ، ص ۱۷۴ .

5.. نك : دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۸۶ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۹۳ ؛ الإفصاح للشيخ المفيد ، ص ۴۹ .

6.. «ب» : الّذي .

7.. «ألف» : ـ فيما .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2199
صفحه از 488
پرینت  ارسال به