283
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: احفظوا آلي و أولادي لأجلي و لمكاني.

و قد روي عنه عليه‏السلام: أكرِموا أولادي۱ ؛ صالِحَهم للّه‏، و طالِحَهم لي.۲

و قولهُ عليه‏السلام: «احفظوني في عترتي» مِن أفصح الكلام، تقول: حَفِظتُ زيدا في عمرٍو ؛ أي حفظته في حفظ عمرو ؛ أي: إنّي لمّا حَفِظتُه كنتُ أحفَظُ عمرا، و كان هو الغرض في ذلك، و مِن الواجب المتعيِّن موالاتهم و حبّهم، و كيف لا يكون كذلك و مودّتُهم هي الّتي جعلها اللّه‏ تعالى أجرا لجميع ما تَعَنَّى۳ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فيه، و كانوا على شفا حفرةٍ من النار /۳۱۴/ فأنقَذَهم ؛ حيث يقول عَزّ و علا: «قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»۴.

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أعظم من الآخر ؛ كتاب اللّه‏ و عترتي، و إنّهما لن يَفترقا حتّى يَرِدا عَلَيَّ الحوضَ.۵

و فائدة الحديث: الحثّ على موالاة أهل البيت عليهم‏السلام، و الوصيّةُ بحفظهم لمكانه، و إعلامُ أنّهم عليهم‏السلام ودائعه الّتي استَودعها اُمّتَه.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۴۷۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: احفَظُوني في أَصحابي ؛ فَإِنَّهُم خِيارُ اُمَّتي.۶

قد تقدّم الكلام في معنى قوله عليه‏السلام: «احفَظوني». و «الأصحاب»: جمع صَحْب مثل فَرْخٍ

1.. «ب» : وَلَدي .

2.. نك : مستدرك الوسائل ، ج ۱۲ ، ص ۳۷۶ ، ذيل ح ۱۴۳۳۹ ؛ معارج اليقين ، ص ۴۹۳ مع اختلاف يسير في اللفظ .

3.. «ألف» : يعني .
و تَعَنَّى أي نَصِبَ ، و تَعنَّى العَناءَ : تَجَشَّمه . و العَناء : التَّعَب و النَّصَب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۰۵ ؛ مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۳۰۸ عنو .

4.. الشورى ۴۲ : ۲۳ .

5.. كمال الدين ، ص ۲۳۸ ، ح ۵۶ ؛ مسند الرضا عليه‏السلام ، ص ۶۸ ، ح ۸ ؛سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۶۶۲ ، ح ۳۷۸۶ ؛ المستدركللحاكم ، ج ۳ ، ص ۱۰۹ .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۸ ، ح ۷۲۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۹۱ ، ح ۲۳۶۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ ؛ السنن الكبرى ، ج ۵ ، ص ۳۸۹ ، ح ۹۲۲۶ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۳۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۱۰۴ ؛ و ج ۱۷ ، ص ۱۳ و ۳۶۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۵ ، ح ۲۶۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ، ح ۱۰۶۳ و في كلّ المصادر غير الأوّل : ـ «فإنّهم خيار اُمّتي» .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
282

عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى»۱.

و رُئِيَ الخليلُ بن أحمد رضى‏الله‏عنه في المنام فقيل له: ما فَعَلَ اللّه‏ تعالى بك؟ قال: طاحتِ۲ العبارات، و سَقَطَت الإشارات، و لم يَنفعنا إلاّ ركعاتٌ صلّيناها في جوف الليل.۳

ثمّ قال عليه‏السلام: إذا فعلتم ذلك دخلتم الجنّة بسلام ؛ أي بسلامة.

و السلام و السلامة كلاهما قد ورد في اللغة.

و فائدة الحديث: الحثّ على هذه الأفعال الرضيّة و العبادات السنيّة، و إعلام أنّ جزاءها الجنّة.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن /۲۹۲/ سَلاّم، قال: لمّا قَدِمَ رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المدينةَ انجَفَل۴ الناسُ إليه، فكنتُ فيمن أتاه، فلمّا رأيتُ وجهَه عَرفتُ أنّه ليس بوجهٍ كذّاب، فسمعتُه يقول ذلك.

۴۷۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِحفَظُوني في عِترَتي.۵

و في نسخة: فإنّهم وديعتي.

«عترة الرجل»: أولادُه و أولادُ أولاده و نسلُه و رَهْطُه الأدنَون، و العترة أيضا: قِلادة تُجمَع مِن المِسك و الأفاويه۶.

1.. طه ۲۰ : ۱ و ۲ .

2.. طاح : أشرَفَ على الهلاك ، و هلك و سقط أو ذهب . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۳۵ طوح .

3.. هذه الحكاية مرويَّة عن شيخ الصوفيّة أبي القاسم جنيد البغدادي . راجع : إحياء العلوم ، ج ۱۶ ، ص ۲۰ ؛ حلية الأولياء ،ذيل ترجمة جنيد البغدادي .

4.. انجَفَلَ الظِّلُّ : ذهب ، و انجَفلَ الناسُ قِبَلَه : ذَهَبوا مُسرِعين نحوه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۱۴ ؛ مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۳۳۹ جفل .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۹ ، ح ۷۲۱ . الأمالي للطوسي ، ص ۷۰۳ ، ح ۷ ؛ كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۴۲ و فيهما معالاختلاف ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۵۱ ، ح ۲ (و فيه عن الأمالي للطوسي) .

6.. الأفواه : أصناف الشيء و أنواعه ، الواحد فوه ، و جمع الجمع أفاويه ، و الأفواه : ما اُعدّ للطيب من الرياحين . انظر : تاجالعروس ، ج ۱۹ ، ص ۷۸ فوه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2122
صفحه از 488
پرینت  ارسال به