دليلاً عليه. هذا معنى كلام أبي الفتح عثمان بن جنّي رحمهالله، قرأتُه بخطّ أبي أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه البصريّ رحمهاللهقال: أملاه علينا.
و فائدة الحديث: الأمر بإفشاء السلام اتّباعا لحكم الإسلام.
و راوي الحديث: البَراء بن عازِب.
۴۷۰.قوله صلىاللهعليهوآله: أَفشَوُا السَّلامَ، وَ أَطعِمُوا الطَّعَامَ، وَ صِلُوا الأَرحَامَ، وَ صَلُّوا بِاللَّيلِ وَ النَّاسُ نِيَامٌ، تَدخُلوا /۳۱۳/ الجَنَّةَ بِسَلامٍ.۱
معنى «إفشاء السلام» أن يسلِّم كلُّ مسلم على صاحبه، و لا يَنتظرَ حتّى يسلِّمَ صاحبُه عليه ؛ فإنّ الفضل للمسلِّم المبتدِئِ بالسلام. و معنى «إطعام الطعام» أن يقدِّم ما وَجد إلى من۲ وجد مِن المُسْلمين. و «صلة الأرحام»: أن يؤثِرَ ذا الرَّحِمِ الفقيرَ على الغريب الغنيّ، و يُواصلَه و يوادَّه و يجالسه و يُحسِن إليه و يَختصّه بمعروفه. و «صلاة الليل» عبادة الصدّيقين، و قد ورد في الكلام المأثور عن اللّه عزّ و علا۳ و تقدّست أسماؤه: كَذَبَ مَن زَعَمَ أنّه يُحبّني، فإذا جَنَّه الليلُ نام عنّي! أ ليس كُلُّ حبيب يُحبّ خلوةَ حبيبه؟!۴
و قال عليهالسلام: ركعتان يَركعهما العبدُ في جَوفِ الليل الأخير خير من الدنيا و ما فيها، و لو لا أن أشُقَّ على اُمّتي لفَرَضتُها عليهم.۵
و كان النبيّ صلىاللهعليهوآله صلّى بالليل حتّى انتَفَختْ قدماه، فأوحى اللّه تعالى إليه: «طه * مَا أَنْزَلْنَا
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۸ ، ح ۷۱۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۴۵۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۴۱ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۷۵ وفيه مع اختلاف يسير ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۱۳ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۴۵ ، ح ۷ ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۳۸۷ ، ح ۳ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۲۱۱ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ ، ح ۷۱ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۴۵ مع اختلاف يسير و في المخطوطة : «بالسلام» ، و ما اُثبت من المصادر .
2.. «ألف» : ما .
3.. «ب» : عزَّ و جلَّ . و في هامش «ب» : جلَّ جلاله .
4.. الأمالي للصدوق ، ص ۴۳۸ ، ح ۵۷۷ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۲۹ ؛ تفسير السلمي ، ج ۲ ، ص ۲۷۳ .
5.. تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۳۶۸ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ .