281
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

دليلاً عليه. هذا معنى كلام أبي الفتح عثمان بن جنّي رحمه‏الله، قرأتُه بخطّ أبي أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه‏ البصريّ رحمه‏اللهقال: أملاه علينا.

و فائدة الحديث: الأمر بإفشاء السلام اتّباعا لحكم الإسلام.

و راوي الحديث: البَراء بن عازِب.

۴۷۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفشَوُا السَّلامَ، وَ أَطعِمُوا الطَّعَامَ، وَ صِلُوا الأَرحَامَ، وَ صَلُّوا بِاللَّيلِ وَ النَّاسُ نِيَامٌ، تَدخُلوا /۳۱۳/ الجَنَّةَ بِسَلامٍ.۱

معنى «إفشاء السلام» أن يسلِّم كلُّ مسلم على صاحبه، و لا يَنتظرَ حتّى يسلِّمَ صاحبُه عليه ؛ فإنّ الفضل للمسلِّم المبتدِئِ بالسلام. و معنى «إطعام الطعام» أن يقدِّم ما وَجد إلى من۲ وجد مِن المُسْلمين. و «صلة الأرحام»: أن يؤثِرَ ذا الرَّحِمِ الفقيرَ على الغريب الغنيّ، و يُواصلَه و يوادَّه و يجالسه و يُحسِن إليه و يَختصّه بمعروفه. و «صلاة الليل» عبادة الصدّيقين، و قد ورد في الكلام المأثور عن اللّه‏ عزّ و علا۳ و تقدّست أسماؤه: كَذَبَ مَن زَعَمَ أنّه يُحبّني، فإذا جَنَّه الليلُ نام عنّي! أ ليس كُلُّ حبيب يُحبّ خلوةَ حبيبه؟!۴

و قال عليه‏السلام: ركعتان يَركعهما العبدُ في جَوفِ الليل الأخير خير من الدنيا و ما فيها، و لو لا أن أشُقَّ على اُمّتي لفَرَضتُها عليهم.۵

و كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله صلّى بالليل حتّى انتَفَختْ قدماه، فأوحى اللّه‏ تعالى إليه: «طه * مَا أَنْزَلْنَا

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۸ ، ح ۷۱۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۴۵۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۴۱ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۷۵ وفيه مع اختلاف يسير ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۱۳ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۴۵ ، ح ۷ ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۳۸۷ ، ح ۳ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۲۱۱ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ ، ح ۷۱ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۴۵ مع اختلاف يسير و في المخطوطة : «بالسلام» ، و ما اُثبت من المصادر .

2.. «ألف» : ما .

3.. «ب» : عزَّ و جلَّ . و في هامش «ب» : جلَّ جلاله .

4.. الأمالي للصدوق ، ص ۴۳۸ ، ح ۵۷۷ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۲۹ ؛ تفسير السلمي ، ج ۲ ، ص ۲۷۳ .

5.. تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۳۶۸ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
280

و مِن شُجون الكلام۱ أنّه قيل: إنّ النصيب من الدنيا هو القبر.۲

و روي: أنّ عمر بن الخطّاب رأى قوما قد تَفرّدوا في المسجد، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكّلون! فقال: بل أنتم متآكلون، و المتوكّل مَن طرح حَبّا في الأرض۳، و توكَّلَ على اللّه‏.۴

و فائدة الحديث: الحثّ على استصلاح المعاش من دون إهمال عمل الآخرة.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۴۶۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفْشُوا السَّلامَ تَسْلَموا.۵

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَبْخَلوا بالسلام ؛ فإنّه۶ تحيّة الإسلام، و أنت إذا سَلّمتَ على قوم تَجتاز عليهم بَرّأك ذلك۷ من الكبر و النخوة، و برّأهم من الغِيبة لك، و تمزيق فَروتِك۸، و إضمار الخصومة لك ؛ لأنّه لا شكّ أن يَمقُتوك و ينسبوك /۲۹۱/إلى سوء العشرة، فإذا سَلّمتَ عليهم تخلّصتَ من ذلك كلّه، و نَسبوك إلى الكرم، و أَمِنتَ من غائلتهم، و سَلِمتَ مِن شرّهم. و «السلام» مِن السلامة، فإذا قلت: «سلام عليكم» فكأنّك تقول: سلّمكم اللّه‏ من شرّي. و قولك: «سلامٌ» رفعُ مبتدأ ؛ و إنّما ارتُضِيَ المبتدأ هاهنا نكرةً لأنّه في معنى ما لا يكون إلاّ نكرةً و هو الفعل ؛ لأنّه شائعُ التنكير، و لا يَتعرّف بَتَّةً، فاُقيمَتِ النكرةُ مُقامَ المنكَر ؛ ليكونَ

1.. «ألف» : الحديث .

2.. لم نعثر عليه .

3.. «ألف» : أرض .

4.. فيض القدير ، ج ۲ ، ص ۳۶۸ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۲ ، ص ۱۵۳ ، ح ۲۰۹۱ مع اختلاف في اللفظ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۷ ، ح ۷۱۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۸۶ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۱۷۰ ، ح ۸۰۸ ؛ مسندأبي يعلى ، ج ۳ ، ص ۲۴۷ ، ح ۱۶۸۷ ؛ صحيح ابن حبان ، ج ۲ ، ص ۲۴۵ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۱۶ .

6.. «ب» : فإنّها .

7.. «ألف» : ذاك .

8.. الفَروة : جِلدة الرأس ، و الفَرو و الفَروة : معروف الّذي يُلبَس ، و الأصل في فَروة الرأس جلدته بما عليها من الشَّعر ، و سقطت فروة رأسه أي جلدته . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۵۲ فرو .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2102
صفحه از 488
پرینت  ارسال به