277
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: أبو سعيد الخُدريّ رضى‏الله‏عنه.

۴۶۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: استَعِيذُوا بِاللّه‏ِ مِن طَمَعٍ يَهدِي إِلَى طَبَعٍ.۱

«الاستعاذة» و التعوّذ و العَوْذ و المَعاذ كلّها: الالتجاء، و مَعاذَ اللّه‏ و معاذةَ اللّه‏ و معاذَ وجه اللّه‏ و معاذةَ وجه اللّه‏۲، و نصبُه مِثل نصب سبحانَ اللّه‏ على المصدر. و «الطَّمَع»: انجلاب النفْس إلى منتهاها، و قد طَمِعَ يَطمَع طَمَعا و طَمَاعةً و طماعيةً فهو طَمِعٌ. و «الطَّبَع»: الدنَس.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَعَوَّذوا باللّه‏ من شرّ طَمَعٍ۳ تَبدو محاسنُه، و تخفى مَقابحُه، و يَطبَع۴ مَن تَلَبَّسَ به، و قد يؤدِّي إلى عواقبَ مُرّةٍ ؛ إمّا بغيبةٍ لا تستطيع النفْسُ تجرُّعَها، و إمّا ندامةً لا تَستقلّ بحَملها ؛ و ربّما أدّتْ إلى الهلاك، و لذلك قيل۵: الطمع يدُقّ الرَّقَبةَ. و قال الشاعر:

لا خَيْرَ في طَمَعٍ يَهْدِيْ إلى طَبَعٍ

وَ غُفَّةٌ۶ مِنْ قِوامِ الْعَيْشِ تَكْفِيْنِيْ۷

و قيل۸: إنّ الخضر عليه‏السلام إنّما قال لموسى عليه‏السلام: «هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ»۹ ؛ لأنّه سَمِعَ منه ذكرَ الطمع حيث قال: «لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرا»۱۰.۱۱

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۵ ، ح ۷۱۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۳۲ و ۲۴۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۵۳۳ ؛ المعجمالأوسط ، ج ۴ ، ص ۸۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۶۹ ؛ و ج ۲۰ ، ص ۹۳ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۴۱۰ ، ح ۱۳۸۷ . المجازات النبويّة ، ص ۲۳۸ ، ح ۱۹۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۵ ، ص ۱۹۸ مع اختلاف يسير فيه ؛ و ج ۷۳ ، ص ۳۴۳ .

2.. «ألف» : معاذة اللّه‏ و معاذَ اللّه‏ وجه اللّه‏ و معاذه اللّه‏ وجه .

3.. «ألف» : طبع .

4.. طَبَعَ الشيءَ و عليه : ختم ، و الطَّبَع : الوَسَخ الشديد على السيف ، و فلان طَبِعٌ طَمِعٌ إذا كان ذا خُلق دنيء ، و الطبيعة : الاسم بمنزلة السجيّة و الخليقة و نحوه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۳۲ طبع .

5.. «ألف» : قال .

6.. «ألف» : عفة .و الغُفّة : البُلغة من العيش ، و الشيء القليل من الربيع ، و الغُفَّة و الغُبَّة : القليل من العيش ، و الفأرة غُفَّة الهِرّأي قوته . انظر : لسانالعرب ، ج ۹ ، ص ۲۷۰ غفف .

7.. نقله الزَّبيدي في تاج العروس ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۸ عن القاضي التنوفي .

8.. «ب» : ـ قيل .

9.الكهف ۱۸ : ۷۸ .

10.. الكهف ۱۸ : ۷۷ .

11.. راجع : تفسير السلمي ، ج ۱ ، ص ۴۱۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
276

و فائدة الحديث: الأمر بإحسان الولاية، و العفو عمّا مَلَكَتِ الأيمانُ.

و راوي الحديث: أبو سعيد رضى‏الله‏عنه.

۴۶۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۲۸۹/ أَطعِمُوا طَعامَكُمُ الأَتقياءَ، وَ أَولُوا مَعرُوفَكُمُ المُؤمِنينَ.۱

«التقيُّ»: المتّقي المتحرِّز من معاصي اللّه‏ عزّ و علا، و التاء فيه متوهَّمةٌ من نفس الكلمة فبقيتْ في تصاريفها على ما تَقَدَّمَ القولُ فيه، و الجمعُ «الأتقياء». و «الإيلاء» هاهنا: الإعطاء. و «المعروف» أصله: ما عُرف حُسنه عُرفا و شرعا، و كذلك العُرْف، و بالعكس منه المُنكَر و النُّكْر، و يقال لما تُعطيه غيرَك على سبيل المبرّة: عُرفٌ و معروف.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا أطعمتم طعامَكم فاختَصُّوا به المتّقين المؤمنين المتورِّعين عن جميع القبائح، و إذا أعطيتم فأعطوا المؤمنين العارفين للّه‏ و رسوله ؛ ليقع إحسانُكم مَوقِعَه و معروفُكم في محلّه، و لا تُضيِّعوا الصنيعةَ عند من لا /۳۱۱/ يَستحقّها، و قد قال بعض الحكماء: الصنعة إلى غير أهلها كالسراج في الشمس! أي إنّه لا يشكرها فلا يَبين أثرُها.

و قال الشاعر:

و من يَضَعِ المعروفَ في۲ غير أهله

يُلاقِ الّذي لاقى مُجيرُ اُمِّ عامِرِ۳

يروى أنّ رجلاً رَبّى جِروَ۴ ضبعٍ، فلمّا كبُر أكل أولادَه، فتُمُثِّل به.

و فائدة الحديث: الأمر باختصاص الأتقياء بالطعام، و بذل المعروف للمؤمنين.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۴ ، ح ۷۱۳ و ۷۱۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۵۵ ؛ الزهد لابن المبارك ، ص ۷۳ ؛ مسند أبييعلى ، ج ۲ ، ص ۳۵۷ ، ح ۱۱۰۶ ؛ و ص ۴۹۳ ، ح ۱۳۳۲ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۳۸۱ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۱۲ ، ح ۲۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۶ ، ص ۲۵۳ ، ح ۱۹۷۷۵ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۸ ، ص ۵۰۵ ، ح ۱۵۳۲ (و في الأخيرين عن عوالي اللآلي) .

2.. «ألف» : مع .

3.. شرح مقامات الحريري ، ج ۲ ، ص ۲۱۲ ؛ قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ، ص ۷۳ .

4.. الجِرو و الجروة : الصغير من كلّ شيء حتّى من الحنظل و البطّيخ ، و يقال : جِرو الكلب و الأسد و السباع و جَروه و جُروهكذلك . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۳۹ جرو .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2177
صفحه از 488
پرینت  ارسال به