و فائدة الحديث: الأمر بإحسان الولاية، و العفو عمّا مَلَكَتِ الأيمانُ.
و راوي الحديث: أبو سعيد رضىاللهعنه.
۴۶۵.قوله صلىاللهعليهوآله: /۲۸۹/ أَطعِمُوا طَعامَكُمُ الأَتقياءَ، وَ أَولُوا مَعرُوفَكُمُ المُؤمِنينَ.۱
«التقيُّ»: المتّقي المتحرِّز من معاصي اللّه عزّ و علا، و التاء فيه متوهَّمةٌ من نفس الكلمة فبقيتْ في تصاريفها على ما تَقَدَّمَ القولُ فيه، و الجمعُ «الأتقياء». و «الإيلاء» هاهنا: الإعطاء. و «المعروف» أصله: ما عُرف حُسنه عُرفا و شرعا، و كذلك العُرْف، و بالعكس منه المُنكَر و النُّكْر، و يقال لما تُعطيه غيرَك على سبيل المبرّة: عُرفٌ و معروف.
يقول صلىاللهعليهوآله: إذا أطعمتم طعامَكم فاختَصُّوا به المتّقين المؤمنين المتورِّعين عن جميع القبائح، و إذا أعطيتم فأعطوا المؤمنين العارفين للّه و رسوله ؛ ليقع إحسانُكم مَوقِعَه و معروفُكم في محلّه، و لا تُضيِّعوا الصنيعةَ عند من لا /۳۱۱/ يَستحقّها، و قد قال بعض الحكماء: الصنعة إلى غير أهلها كالسراج في الشمس! أي إنّه لا يشكرها فلا يَبين أثرُها.
و قال الشاعر:
و من يَضَعِ المعروفَ في۲ غير أهله
يُلاقِ الّذي لاقى مُجيرُ اُمِّ عامِرِ۳
يروى أنّ رجلاً رَبّى جِروَ۴ ضبعٍ، فلمّا كبُر أكل أولادَه، فتُمُثِّل به.
و فائدة الحديث: الأمر باختصاص الأتقياء بالطعام، و بذل المعروف للمؤمنين.