273
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الدَّوى مقصورٌ أيضا: المرض، و قد دَوِيَ يَدوى دَوًى، تقول منه: هو يُدوي و يُداوي، و من الأوّل يُديُّ به۱ /۳۰۹/ مِثلُ يُقيم و هو الأقوى، فالداء من دَوِئَ، و الدواء من دَوِيَ.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَعالَجوا و لا تَتَّكلوا ؛ فإنّ اللّه‏ الّذي قد۲ أمرَضَ خَلَقَ الأدويةَ المتعالَج بها بلطيف صنعه، و جَعَلَ بعض الحشائش۳ و الخُشُب و الصُّموغ و الأحجار أسبابا للشِّفاء من العلل و الأدواء، فهي تدُلّ على عظيم قدرته و واسع رحمته. و هذا الحديث يدلّ على خطإِ مَن ادّعى التوكُّل۴ في الأمراض و لم يَتعالَج، و وَصَفَ عليه‏السلام الشُّبْرُم۵ بأنّه حارٌّ بارٌّ،۶ فلولا أنّ التعالُجَ بالأدوية صحيح لَما وَصَفَ الشبرمَ بذلك.

و فائدة الحديث: الحثّ على معالجة الأمراض بالأدوية.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۴۶۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُحثُوا في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرابَ.۷

يقال: حَثا يَحثو و [حثى] يَحثي حَثْوا و حَثْيا و تَحثاءً، و أرضٌ حَثواء: فيها تراب ليّن، و الحَثا: دُقاق التِّبن. يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَقبلوا المدحَ في وجوهكم. و حَثْيُ التراب عبارةٌ عن ردّ المدح ؛ و ذلك لأنّ۸ المادحَ يَتصنّع و يُلزِّق كلاما بكلام، و يَكسو الممدوحَ ما ليس فيه،

1.. «ب» : ـ به .

2.. «ب» : ـ قد .

3.. «ب» : الخشائش .

4.. «ألف» : الاتّكال .

5.. الشُّبرُم : حَبٌّ يُشبِه الحِمَّصَ يُطبَخ و يُشرَب ماؤه للتداوي . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۱۸ شبرم .

6.. مستدرك الوسائل ، ج ۱۶ ، ص ۴۶۰ ، ح ۲۰۵۳۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۲ ، ص ۲۱۹ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۳ ، ح ۷۱۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۵ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۷۹ ، ح ۳۴۲ ؛ صحيحمسلم ، ج ۸ ، ص ۲۲۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۶ ، ح ۲۵۰۵ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۱۱ ، ح ۴۹۶۸ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۱۲ ، ذيل ح ۷۰۷ ؛ الإيضاح ، ص ۳۷۰ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۲۸ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۱۸۳ ، ذيل ح ۲۲۳۰۶ .

8.. «ألف» : أنّ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
272

الواحد فالمشرك الجار له حقّ الجوار و إن كان مشركا.۱

وجاء في الحديث: ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتّى قلت لعلّه يورِّثه،۲ أو كما قال عليه‏السلام.

و فائدة الحديث: الأمر باختيار الجار الصالح في السكنى و الرفيق الشفيق في السفر.

و راوي الحديث: رافع بن خَديج.

۴۶۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَدَاوَوا ؛ فَإِنَّ الَّذي أَنزَلَ الدَّاءَ أَنزَلَ الدَّواءَ.۳

لفظ «الإنزال» هاهنا يفيد رِفعَةَ الفاعل لا الإنزال من فوقُ إلى أسفلَ ؛ كما قال تعالى: «وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ»۴ أي: كان تكوينُ ذلك و خَلقه /۲۸۷/ و إيجاده برِفعة و قوّة، و العلوّ بالرفعة و القدرة أولى، فالعبارة۵ بذكر الإنزال۶ هاهنا أحسن، و بعظيم۷ قدرة اللّه‏ تعالى أشبه، و بعلوّه أليق، و على الاحترام و التوقير أدلّ، و للذِّكر۸ أجلّ.

و «الداء»: المرض، و أصله دَوَيٌ مثل دَوَعٍ على فَعَلٍ و قد داءَ يَداءُ داءً إذا۹ مَرِضَ مِثلُ خافَ يَخافُ و شاء يَشاء، و قد دِئْتَ يا رجُلُ و أدَأْتَ و أدأتُه۱۰ أنا، يتعدّى و لا يتعدّى. و «الدَّواءُ»: ما يُتعالَج به، و ربّما يُكسَر فاؤه فيقال: دِواء، و هو بمصدر داويته أشبه، و

1.. راجع : مسند الشاميّين ، ج ۳ ، ص ۳۳۹ ، ح ۲۴۳۰ ؛ فتح القدير للمناوي ، ج ۳ ، ص ۴۸۴ .

2.. دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۸۸ ، ح ۲۶۵ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۱۴ ، المجلس ۶۶ ، ح ۷۰۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۸۵ و۲۵۹ و ۳۰۵ و ۵۱۴ و . . . مع اختلاف في اللفظ بين المصادر .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۲ ، ح ۷۱۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۵ ، ص ۴۲۲ ، ح ۷ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۶۹ ؛الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۴۱۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۵ ، ح ۲۸۰۸۰ . الدعوات ، ص ۱۸۰ ، ح ۴۹۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۹ ، ص ۶۸ ··· ، ح ۲۰ فيه عن الدعوات ؛ و ص ۷۰ ، ح ۲۵ (فيه عن الشهاب) ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۶ ، ص ۴۴۰ ، ح ۲۰۴۹۱ (و فيه عن الدعوات) .

4.. الحديد ۵۷ : ۲۵ .

5.. «ألف» : و العبارة .

6.. «ب» : ـ بذكر الإنزال .

7.. «ألف» : تعظيم .

8.. «ألف» : الذكر .

9.. «ألف» : ذا .

10.. «ألف» : أدأت .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2267
صفحه از 488
پرینت  ارسال به