27
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قيل: إنّ ذلك ـ أعني الغشّ ـ كان من أخلاق اليهود، و هم لذلك فُعُلٌ.

و قال سفيان بن عُيَينة: ليس مثلنا۱ أي ليس أخلاقه مثل أخلاقنا، و هكذا قوله: من لم يأخذ من۲ شاربه فليس منّا.۳

و قال أبو سليمان الخطّابي۴: «إنّما هو على الزجر و الوعيد و التغليظ ؛ لا۵ لأنّه خارج عن الملّة و الإسلام، و قد نفى الغشَّ أن يكون من أخلاق الأنبياء و الصالحين.

و هذا شبيه بالحديث الآخر: يُطبَع المؤمن على كلّ خلق ليس الخيانةَ و الكذب.۶ يعني أنّهما ليسا من أخلاق أهل الإيمان، و ليس على أنّه مَن غشّ أو خان أو كذب فليس بمؤمن، و اللّه‏ أعلم». انتهى كلام الخطّابي. و لعمري إنّه كما قال ؛ فإنّ الخيانة ليست من أخلاق الإسلام.

/۱۹۰/ و قال جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام: من لم يصلّ صلاة الليل فليس منّا.۷ أي لم يتخلّق بأخلاقنا ؛ لأنّا نصلّي بالليل.

و فائدة الحديث: النهي عن الغشّ و الزَّرجَنة۸ و الخيانة و الغرور.

و راوي الحديث: ابن عمر.

1.. «ألف» : ـ و قيل : إنّ ذلك . . . ليس مثلنا .

2.. «ب» : ـ من .

3.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۶۶ و ۳۶۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۸۵ ، ح ۲۹۱۰ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۱ ، ص ۶۶ .

4.. لم نعثر على مأخذ قوله .

5.. «ألف» : ـ لا .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۴ ، ح ۵۹۰ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۳ ، ص ۲۹۰ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۳۰ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۲۳ .

7.. المقنع ، ص ۱۳۱ ؛ المقنعة ، ص ۱۱۹ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۲۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ، ح ۱۰۳۱۰ و ۱۰۳۱۲ (في كلّها مع اختلاف يسير في اللفظ) .

8.. الزَّرجون فارسيَّة معرَّبة أي لون الذهب ، و زَرْجَنَه : خَدَعَه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۹۶ ؛ المنجد في اللغة ،ص ۲۹۷ زرج .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
26

فيقول/۱۷۵/ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ يُذِلُّ مَن يَرى عِزَّه بالمماليك فيقيمهم صفوفا، على رأسه جبرية و اُبّهة، بل العزّة للّه‏ و لرسوله و للمؤمنين، الّذين يخضعون للّه‏ تعالى ؛ فيُلبِسهم رداءَ العزّ، و يتوّجهم بتاج الكرامة، و يُظلّهم تحت ظلّ السلامة، فإذا تَعزّزتَ فتَعزَّزْ باللّه‏ و توكَّلْ عليه.

و فائدة الحديث: التنبيه على خطاء مَن يَتعزّز و يتكبّر بالعبيد و الحَشَم و الموالي و الخدم، و أنّه تَؤول عاقبته إلى الذلّ و الهوان.

و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.

۲۶۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ غَشَّنَا فَلَيسَ مِنَّا.۱

«الغِشّ»: خَلطُ الشيء بغيره، و إيهام أنّه منه، كخلط الماء باللبن، و هو من الخيانة، و قد غَشَّه يَغُشُّه غَشّا، و الغِشّ: اسم لما يُخلَط به، ثمّ يُستعمل نقيضا للنُّصح، و الغَشَش۲: المَشرَب الكَدِر.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من لم يُناصِحنا في المودّة، و أضمَرَ لنا، فليس منّا.

و في تاريخ البخاريّ يُروى عن أبي بُردة بن نيار۳، قال: مَرَّ النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بطعام، فأدخل يده فيه، فإذا هو مغشوش، فقال: ليس منّا من غشّنا. قيل: يا رسول اللّه‏، ما معنى قولك: ليس منّا من غشّنا؟ فقال۴: ليس مثلنا.۵

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۸ ـ ۲۳۰ ، ح ۳۵۱ ـ ۳۵۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۰ و ۴۱۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۶۹ ؛سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۴۸ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۴۹ ، ح ۲۲۲۵ . دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۲۸ و ۴۷ ؛ الخلاف للطوسي ، ج ۶ ، ص ۱۱۳ ؛ تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۱۰ ، ص ۸۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۲۸۳ ، ح ۲۲۵۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۲۴۴ .

2.. «ألف» : الغشّ .

3.. يقرأ في «ألف» : تتار . و في «ب» : ينار .

4.. «ألف» : ـ فقال .

5.. راجع : مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۴۹ ، ح ۲۲۲۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2431
صفحه از 488
پرینت  ارسال به