فيقول/۱۷۵/ صلىاللهعليهوآله: إنّ اللّه يُذِلُّ مَن يَرى عِزَّه بالمماليك فيقيمهم صفوفا، على رأسه جبرية و اُبّهة، بل العزّة للّه و لرسوله و للمؤمنين، الّذين يخضعون للّه تعالى ؛ فيُلبِسهم رداءَ العزّ، و يتوّجهم بتاج الكرامة، و يُظلّهم تحت ظلّ السلامة، فإذا تَعزّزتَ فتَعزَّزْ باللّه و توكَّلْ عليه.
و فائدة الحديث: التنبيه على خطاء مَن يَتعزّز و يتكبّر بالعبيد و الحَشَم و الموالي و الخدم، و أنّه تَؤول عاقبته إلى الذلّ و الهوان.
و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.
۲۶۲.قوله صلىاللهعليهوآله: مَنْ غَشَّنَا فَلَيسَ مِنَّا.۱
«الغِشّ»: خَلطُ الشيء بغيره، و إيهام أنّه منه، كخلط الماء باللبن، و هو من الخيانة، و قد غَشَّه يَغُشُّه غَشّا، و الغِشّ: اسم لما يُخلَط به، ثمّ يُستعمل نقيضا للنُّصح، و الغَشَش۲: المَشرَب الكَدِر.
فيقول صلىاللهعليهوآله: من لم يُناصِحنا في المودّة، و أضمَرَ لنا، فليس منّا.
و في تاريخ البخاريّ يُروى عن أبي بُردة بن نيار۳، قال: مَرَّ النبيُّ صلىاللهعليهوآله بطعام، فأدخل يده فيه، فإذا هو مغشوش، فقال: ليس منّا من غشّنا. قيل: يا رسول اللّه، ما معنى قولك: ليس منّا من غشّنا؟ فقال۴: ليس مثلنا.۵