269
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري رضى‏الله‏عنه.

۴۵۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: استَعينُوا عَلى أُمُورِكُم بِالكِتمانِ.۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كتمان الاُمور عن الناس مَحراة لتمامها و نَجازِها.

و تمام الحديث: فإنّ كلّ ذي نعمة محسود، و الحسد في بني آدم طباع.

فالأولى كتمان الأمر ما لم يَتِمَّ و يَستحكم و يُرْبَ ؛ فإنّ الأمر الخشيب۲ يَسهُل فسخُه، و يقرُب نسخُه.

فقال عليه‏السلام: استعينوا على إتمام اُموركم بالكتمان لها عن أعيُن الحَسَدة /۳۰۷/ ؛ فإنّ صاحب النعمة لا يخلو من الحُسّاد، و الحُسّاد مترصِّدون للإفساد، فشرطُ مَن يريد أن يَتِمَّ له أمرٌ أن يَكتُمه عن مَلاحِظ الحَسَدة حتّى يَسلَم له.

و فائدة الحديث: الأمر بكتمان الاُمور الّتي لها قَدْرٌ حتّى لا يُسعى فيها بالفَساد دون تمامها، و إعلامُ أنّه لا يخلو ذو نعمة مِن حاسد يَحسده.

و راوي الحديث: معاذ بن جبل رضى‏الله‏عنه.

۴۶۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: استَعِينُوا عَلى إِنجاحِ الحَوائِجِ بِالكِتمانِ لَها.۳

«النُّجْح» و «النَّجاج»: الظَّفَر بالحاجة، و «أنجح»: صار ذا۴ نُجح، و هو مُنجِح من قوم

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۰ ، ح ۷۰۷ و فيه : ـ «لها» ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۱۸۳ ؛الكامل ، ج ۳ ، ص ۴۰۴ (و في الثلاثة الأخيرة مع الاختلاف) . تحف العقول ، ص ۴۸ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۸۵ ، ح ۱۳۳ (مع اختلاف فيه أيضا) ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۵۱ ، ح ۹۸ .

2.. الخشيب : الرَّديء و المنتقى ، و اليابس عن كراع ، و الغليظ الخشن من كلّ شيء . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۵۳ خشب .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۲ ، ح ۷۰۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۵۵ ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ مع الاختلاففي الأخيرين ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۲ ، ص ۱۰۹ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۴۴ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۸۵ ، ح ۱۳۳(مع اختلاف يسير فيه) ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۶۴ (و فيه عن عوالي اللآلي) .

4.. «ألف» : ـ ذا .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
268

بعضَهم مِن بعض. فسأله عن معناه؟ فقال: لا يكون له سِمسارا۱.۲

و الحاضر: ساكنُ الحَضَر، و البادي: ساكن البَدْو۳، و الحِضارة: الإقامة بالحَضَر بالكسر عن أبي زيد، و بفتح الحاء عن الأصمعي، و رجُل حَضِرٌ لا يصلُح للسَّفَر، و المحتضِر: الّذي يَأتي الحَضَرَ، و قد حَضَرَ يَحضُر.۴ و «البَداوة»: الإقامة بالبادية تُفتح و تُكسر أيضا، و الفتح لأبي زيد، و النسبة إليه بَداويٌّ.

و قوله عليه‏السلام: «مَن بدا جفا»۵ أي: مَن نَزل الباديةَ جفا جفاء الأعراب، و قد بدا يَبدو.

و معنى الحديث: لا يَبيعنّ الحاضرُ العارفُ بالأسعار للبادي۶ الغارّ ؛ فإنّه إذا لم يَعلم۷ السعرَ ربما استُرخِص۸ منه فباعه رَخيصا بطيبِ قلب منه، و ليس كذلك إذا أعانه الحَضَريُّ العارفُ فيعلّمه البيعَ و حِيَلَ الحَضَر۹، و هذا استحباب منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله للرُّخْص۱۰ و سعة الأسعار.

و فائدة الحديث: النهي عن۱۱ تعليم الحاضر الباديَ المبايعاتِ و أسعارَها القائمةَ /۲۸۵/ ليبيع رَخيصا.

1.. السِّمسار : الَّذي يبيع ، و المتوسِّط بين البائع و المشتري ، و القائم بالأمر الحافظ له ، جمعه سماسرة ، و منه : لا بأس بأجرالسِّمسار . انظر : كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۲۵۵ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۳۳۷ سمر .

2.. راجع : المجموع للنووي ، ج ۱۳ ، ص ۲۵ .

3.. البَدو و البادية و البَداة و البداوة : اسم للأرض الّتي لا حضر فيها أي لا محلّة فيها دائمةً ، فاذا خرجوا من الحضر إلى المَراعى والصحاري قيل : بَدَوا بَدْوا ، فالبدو خلاف الحضر انظر : كتاب العين ، ج ۸ ، ص ۸۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۶۵ بدو .

4.. نقل الجوهري الأقول المذكورة في الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۳۳ .

5.. الأمالي للطوسي ، ص ۲۶۴ ، ح ۴۸۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۷۱ و ۴۴۰ .

6.. «ألف» : البادي .

7.. «ألف» : لم يَعرف .

8.. استَرخصه : رآه رخيصا ، و الرُّخص ضدّ الغلاء . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۰ رخص . و على القياس يكون معناه اللغوي أيضا : طلب منه الرُّخص و الرخيص .

9.. «ألف» : الحصر .

10.. الرُّخْص : ضدّ الغَلاء ، رخُص السِّعرُ فهو رَخيص . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۰ رخص .

11.. «ألف» : ـ عن .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2358
صفحه از 488
پرینت  ارسال به