265
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۴۵۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِجمَعُوا وَضُوءَكُم جَمَعَ اللّه‏ُ شَملَكُم.۱

«الوَضوء»: اسم للماء الّذي يُتوضَّأُ به، و الوُضوء المصدر، و منهم /۳۰۵/ مَن يَفتَح الواوَ في المَعنَيين. و «الشَّمْل»: حاصلُ حالِ المرءِ المشتمَل عليه، يقال: جَمَعَ اللّه‏ شملَك ؛ أي ما تَفَرَّقَ و تَشعّب منه، و فَرَّقَ شملَه أي ما اجتمع من أمره و حاله.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا غَسلتم أيديَكم عن طعام فاجمَعا ذلك الماءَ، خلافا للمجوس ؛ فإنّهم لا يفعلون ذلك، و يزعُمون أنّ ذلك يؤدّي إلى العَربدة و الخلاف بين القوم.

و روي عنه عليه‏السلام: املَؤوا الطُّسوسَ، و خالِفوا المَجوس ؛۲ يعني أنّ ذلك أجمع للشمل و أدَلُّ على الموافقة، ثمّ هو خلاف للمجوس. و «جَمَعَ اللّه‏ُ شَمْلَكم» دعاء، و الوَضوء من الوَضْأة و النَّقاءِ و التغسّل، و يسمّى التغسّل وُضوءا و إن لم يكن للصلاة.

و فائدة الحديث: الأمر بجمع الماء الّذي تُغسَل به الأيدي في الطست.

و راوي الحديث: أبو هريرة. و تمامه: لا تَرفَعوا الطستَ حتّى يَطِفّ، اجمَعوا وَضوءَكم جمع اللّه‏ شملكم.

و يَطِفُّ أي يكاد يَمتلئ، و طِفاف المَكّوك۳ و طَفُّه و طَفَفُه ما ملأ أصبارَه۴، و هذا إناءٌ طَفّان.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۸ ، ح ۷۰۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۳۲۴ ، ح ۲۶۲۴۴ ؛ فيض القدير ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ، ح ۱۰۷ .الأمالي للطوسي ، ص ۳۷۰ ، ح ۴۸ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۳۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۵ ، ص ۳۳ ، ح ۳۰۹۱ و فيه عن الإمام عليّ عليه‏السلام ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۲ ، ص ۳۶۵ ، ح ۴۴ (و فيه عن الشهاب و المكارم) ؛ التحفة السنّية ، ص ۳۱۲ .

2.. الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۲ ، ح ۱۰۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۳۲۳ ، ح ۲۶۲۴۰ .

3.. المَكّوك : طاسٌ يُشرب به ، و في المحكم : طاسٌ يُشرَب فيه أعلاه ضيّق و وسطه واسع ، و المَكّوك: مكيال معروف لأهل العراق ، و الجمع : مكاكيك و مَكاكيّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۹۱ ملك .

4.. صِبر الشيء و صُبره : ناحيته و حَرفه ، و جمعه أصبار ، كأصبار الإناء و أصبار القبر . و صُبر الشيء : أعلاه . انظر : كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۱۱۶ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۴۰ صبر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
264

تعالى يقوله.

قال۱ القضاعيّ: و هذا الحديث غريب تَفَرَّدَ به عبدُ الغفّار بن الحسن بن دينار.۲

۴۵۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُطلُبُوا الخَيرَ دَهرَكُم، و تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحمَةِ اللّه‏ِ ؛ فَإِنَّ للّه‏ِِ تَعالَى نَفَحاتٌ مِن رَحمَتِهِ، يُصيبُ بِها مَن يَشاءُ مِن عِبادِه.۳

«النَّفْحة»: الدَّفْعَة و القِطعة من الشيء دون مُعظَمه، و نَفَحَ العِرقُ يَنفَح: إذا نزا۴ منه الدمُ، و نَفَحَه بالسيف: تَناوَلَه مِن بعيد، و نَفَحَه بشيء: أعطاه، و لِفُلانٍ نفحاتٌ من المعروف.

يقول عليه‏السلام: اِشغَلوا أنفسَكم طولَ دهركم بطلب الخير و المرغوب فيه، و اجتَنِبوا الشرَّ و المرغوبَ عنه، و تَعرَّضوا لرحمة۵ اللّه‏ تعالى بأفعال الخير من الواجبات و المندوبات و تجنّب /۲۸۳/المعاصي ؛ فإنّ للّه‏ تعالى دُفَعا من الخير و الرحمة يصيب بها من يشاء من عباده استحقاقا لا مُجازَفةً.

و فائدة الحديث: الأمر بطلب الخير و الرحمة من اللّه‏ تعالى و التعرّضِ لعطائه، و إعلام أنّ له رحمةً يَختصّ بها عبادَه على حسب مشيئته فيهم و استحقاقهم.

و راوي الحديث: أنس بن مالك، و تمامه: و اسألوا اللّه‏ أن يَستُر عوراتِكم و يؤمِنَ رَوعاتِكم.۶

1.. «ألف» : يقول .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۶ ، ذيل الحديث .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۷ ، ح ۷۰۱ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۶۸ ، ح ۱۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۲۵۰ ،ح ۷۲۰ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۳۰ ، ح ۲۶ ؛ الاستذكار ، ج ۷ ، ص ۴۹۸ ؛ التمهيد ، ج ۵ ، ص ۳۳۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ ، ح ۱۱۰۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۴ ، ص ۱۲۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۲ ، ص ۷۴ ، ح ۳۱۸۹ ؛ و ج ۷ ، ص ۷۶۹ ، ح ۲۱۳۲۵ .

4.. «ألف» : نزل .
النَّزْو : الوُثوب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۲۰ نزو .

5.. «ألف» : الرحمة .

6.«ب» : عوراتكم .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2006
صفحه از 488
پرینت  ارسال به