و راوي الحديث: أبو أيّوبَ الأنصاريُّ رضىاللهعنه.
۴۵۳.قوله صلىاللهعليهوآله: اُطلُبُوا الخَيرَ عِندَ الرُّحَماءِ مِنْ اُمَّتي تَعِيشُوا في /۳۰۴/ أَكنَافِهِم.۱
«الخَير»: كلّ مرغوب فيه، و يُكنى به عن المال كما قال تعالى: «إِنْ تَرَكَ خَيْرا»۲، و عن العقل و العلم و عن كلّ ما يُرغَبُ فيه. و الكَنَفُ الجانب.
يقول صلىاللهعليهوآله: إذا طلبتم خيرا من اُمور الدنيا فاستعينوا بالرُّحَماء المُشفِقين الأرِقّاءِ القلوب.
و «الرحمة» في بني آدم: الرقّةُ و الإحسان، و في باب صفات اللّه تعالى الإحسان مجرّدا عن الرقَّة.
يقول عليهالسلام: ارغَبوا إلى الرُّحَماء الأسخياء۳ الأجواد، و لا تَرغَبوا إلى القاسية قلوبُهم الّذين لا يَرحَمون و لا تَرِقّ قلوبُهم.
ثمّ قال عليهالسلام: «تعيشوا في أكنافهم» أي: يَحسُن معاشُكم، و يُمكِنكم التعيّش في جنباتهم، و الالتماس من عوائدهم، و الاقتباس من فوائدهم.
و فائدة الحديث: الأمر بطلب الخير و الرِّفدِ مِن اُولي الرقّة و۴ الرحمة و الشفقة، و إعلام أنّهم يَبذُلون و يُعينون.
و راوي الحديث: أبو سعيد. و روي: اُطلُبوا الفضلَ عند الرحماء من عبادي تَعِيشوا في أكنافهم ؛ فإنّ فيهم رحمتي، و لا تطلُبوها من القاسية قلوبهم ؛ فإنّ فيهم سَخَطي ؛۵ يعني أنّ اللّه