الخبيئة، و الهاء للتخصيص، و تجمع خَبايا، و أصله خبائئ بهمزتين، فقُلبَت الثانيةُ ياءً للكسرة فيها، و استثقَلتْ للجمعيّة و العلّة، فقُلبتْ ألفا، و قُلِبَت الاُولى ياءً ؛ لأنّها خَفِيتْ بين الألِفَين فصار۱ خبايا.
و هذا الكلام إشارة منه عليهالسلام /۳۰۳/ إلى الحَرْث و الزرع ؛ و ذلك لتضاعف ما يَخبَؤُه في الأرض من الحَبّ أضعافا مضاعفةً.
و قال الزُّهْريّ: قال لي عُروة بن الزبير: ازرَعْ ؛ فإنّ العرب كانت تتمثّل بهذا البيت:
تَتَبَّعْ۲ خَبايا الأرض و ادْعُ مليكَها
لَعَلَّك يوما أن تُجابَ و تُرزَقا۳
و لعمري إنّ الازدراع و الاحتراث لمِن۴ أبرَكِ المَساعي و أريَعِ۵ التجاراتِ و المعاملاتِ، ثمّ إنّ المعامَلة فيه مع اللّه ـ تبارك و تعالى ـ الواسعُ خزائنُ جوده، الّذي يُعطي بلا حساب، بخلاف معاملة بني آدم الّذين يَأخذون بالنَّقير و القِطمير، و بأدنى حيفٍ عليهم تصير المعاملةُ شبهةً و حراما، و فيه مع الخير الّذي يَجُرّه إلى نفسه ثوابٌ ؛ لقوله عليهالسلام: مَن زَرَعَ زرعا أو غَرَسَ غرسا، فما أَكَلَ منه طير أو بهيمةٌ إلاّ كان له صدقةً.۶
و فائدة الحديث: الحثّ على الزِّراعة و الحِراثة.
و راوية الحديث: عائشة.
۴۵۱.قوله صلىاللهعليهوآله: تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنيا مَا استَطَعتُم.۷
«الهَمّ»: الحُزن، و أهَمَّني الأمرُ: أقلَقَني، و يقال: هَمُّك ما أهَمَّك، و هَمَّه المرضُ: أذابَه.
1.. «ألف» : فصارت .
2.«ب» : تَبَغَّ .
3.. نقله الرعيني في مواهب الجليل ، ج ۷ ، ص ۱۵۲ عن ابن شهاب الزهري .
4.. «ألف» : من .
5.. «ب» : أربع .
و الرَّيع : النماء و الزيادة . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۳۷ ريع .
6.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۵۵ ؛ و ج ۶ ، ص ۳۶۲ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۲ ، ص ۱۵۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۴ ، ص ۲۰۰ .
7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۴ ، ح ۶۹۶ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۱۸۶ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۱۶ ، ح ۳۴ ؛ فتح الوهّاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۱۴ ، ح ۳۳۴۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۸۴ ، ح ۶۰۷۷ . بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۶۶ .