261
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الخبيئة، و الهاء للتخصيص، و تجمع خَبايا، و أصله خبائئ بهمزتين، فقُلبَت الثانيةُ ياءً للكسرة فيها، و استثقَلتْ للجمعيّة و العلّة، فقُلبتْ ألفا، و قُلِبَت الاُولى ياءً ؛ لأنّها خَفِيتْ بين الألِفَين فصار۱ خبايا.

و هذا الكلام إشارة منه عليه‏السلام /۳۰۳/ إلى الحَرْث و الزرع ؛ و ذلك لتضاعف ما يَخبَؤُه في الأرض من الحَبّ أضعافا مضاعفةً.

و قال الزُّهْريّ: قال لي عُروة بن الزبير: ازرَعْ ؛ فإنّ العرب كانت تتمثّل بهذا البيت:

تَتَبَّعْ۲ خَبايا الأرض و ادْعُ مليكَها

لَعَلَّك يوما أن تُجابَ و تُرزَقا۳

و لعمري إنّ الازدراع و الاحتراث لمِن۴ أبرَكِ المَساعي و أريَعِ۵ التجاراتِ و المعاملاتِ، ثمّ إنّ المعامَلة فيه مع اللّه‏ ـ تبارك و تعالى ـ الواسعُ خزائنُ جوده، الّذي يُعطي بلا حساب، بخلاف معاملة بني آدم الّذين يَأخذون بالنَّقير و القِطمير، و بأدنى حيفٍ عليهم تصير المعاملةُ شبهةً و حراما، و فيه مع الخير الّذي يَجُرّه إلى نفسه ثوابٌ ؛ لقوله عليه‏السلام: مَن زَرَعَ زرعا أو غَرَسَ غرسا، فما أَكَلَ منه طير أو بهيمةٌ إلاّ كان له صدقةً.۶

و فائدة الحديث: الحثّ على الزِّراعة و الحِراثة.

و راوية الحديث: عائشة.

۴۵۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنيا مَا استَطَعتُم.۷

«الهَمّ»: الحُزن، و أهَمَّني الأمرُ: أقلَقَني، و يقال: هَمُّك ما أهَمَّك، و هَمَّه المرضُ: أذابَه.

1.. «ألف» : فصارت .

2.«ب» : تَبَغَّ .

3.. نقله الرعيني في مواهب الجليل ، ج ۷ ، ص ۱۵۲ عن ابن شهاب الزهري .

4.. «ألف» : من .

5.. «ب» : أربع .
و الرَّيع : النماء و الزيادة . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۳۷ ريع .

6.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۵۵ ؛ و ج ۶ ، ص ۳۶۲ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۲ ، ص ۱۵۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۴ ، ص ۲۰۰ .

7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۴ ، ح ۶۹۶ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۱۸۶ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۱۶ ، ح ۳۴ ؛ فتح الوهّاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۱۴ ، ح ۳۳۴۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۸۴ ، ح ۶۰۷۷ . بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۶۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
260

مِلظاظ۱ أي مِلحاح.۲

و«الجَلالة»: عِظَم القدر، و «الجَلال» بغير هاءٍ: التناهي۳ في ذلك، و لا يقال في غير اللّه‏ تعالى. و الجليل: العظيم القدر، و وُصِف اللّه‏ تعالى بذلك لفرط عظمته. و «الإكرام» من اللّه‏ تعالى۴: إيصالُه النفعَ إلى العبد من غير لِحاق غَضاضةٍ۵ أو عيبٍ۶، و لا يَصحّ ذلك في الحقيقة إلاّ مِن اللّه‏ تعالى.

و روي: أنّ هذه الكلمة هي اسم اللّه‏ الأعظم ؛ أعني: يا حَيُّ يا قيّوم، يا ذا الجلال و الإكرام.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِلزَموا هذه الكلمةَ، و ألِحُّوا بها، و أكثروا مِن ذكرها ؛ فإنّها أقربُ إلى الإجابة.

و فائدة الحديث: الأمر بلزوم هذه الكلمة من الدعاء و المثابرة عليها /۲۸۱/و الاستعانة بها.

و راوي الحديث: ربيعة بن عامر، و هو صحابيّ.

۴۵۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: التَمِسُوا الرِّزقَ في خَبايَا الأَرضِ.۷

«الخَبْؤ»: الستر۸، و قد خَبَأتُ الشيءَ أخبَؤُه خَبْأً، و الخَبْؤُ و الخَبيء: المَخبوء، و كذلك

1.. «ألف» : مُلظظ .

2.. نقل عنه القرطبي في تفسيره ، ج ۱۷ ، ص ۱۶۵ .

3.. «ألف» : التباهي .

4.. «ألف» : + له .

5.. الغَضاضة : النقص و الانكسار و الذُّلّ . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۹۸ غضض .

6.. «ألف» : عتب .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۴ ، ح ۶۹۴ و ۶۹۵ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۷ ، ص ۳۴۷ ، ح ۴۳۸۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ،ص ۲۷۴ ؛ و ج ۸ ، ص ۱۰۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، ح ۱۱۰۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۱ ، ح ۹۳۰۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۳۸ ، ح ۳۹۶ ، و ص ۱۷۸ ، ح ۵۲۹ . فقه القرآن للراوندي ، ج ۲ ، ص ۲۲ (مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة) .

8.. الخَبؤ : ما خُبئ ، و كلّ شيء غائب مستور ، يقال : خَبَأتُ الشيء أي أخفيتُه . انظر : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۴۶ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۲ خبأ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2114
صفحه از 488
پرینت  ارسال به