257
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۴۴۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: حَصِّنُوا أَموَالَكُم بِالزَّكاةِ، وَ دَاوُوا مَرضاكُم بِالصَّدَقَةِ، وَ أَعِدُّوا لِلبَلاءِ الدُّعاءَ.۱

«الزَّكاة» وزنها فَعَلَة، مِن زَكا يَزكو إذا زاد و نمى؛ و سُمِّيت الزكاة زكاةً لأنّ المال يَزكو عليها. و«البلاء»: الغَمّ و المحنة لِبِلَى الجسم عنهما.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تحصين المال بأن يُخْرَج منه حقّ اللّه‏ تعالى ؛ لا بأن تُحكَم الجُدْرانُ عليه۲، و تُنصَب الحُرّاسُ دونه، و يجوزُ أن يكون المعنى: حَصِّنوها أي اجعلوها في حِصن۳ الزكاة، و أنفِقوها على الفقراء ؛ فإنّها بذلك تُحصَّن و تَحصُل بحيث لا يَأكله السوسُ۴ و لا تَناله اللُّصوص، و كذلك مداواة المرضى بأن تُخرَجَ عنهم الصدقات و المَبرّات في رضى اللّه‏ ربّ العالمين ؛ فإنّه هو الشافي كما أنّه هو المبتلي.

ثمّ قال: «و أعِدّوا للبلاء الدعاء» ؛ فإنّ اللّه‏ تعالى يحبّ دعاءَ العبد و انقطاعَه إليه و استعانتَه به كما قال عزّ من قائل: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»۵ فوَعَدَ الاستجابةَ عند الدعاء ؛ فإذا فَزِغَ العبدُ إليه مخلِصا، كَشَفَ ضُرَّه، و فَرَّجَ عن غمّه، و أتاح۶ مُلتَمَسَه.

و قال لقمان: عَوِّدْ لسانَك: اللّهمّ اغفر لي! فإنّ للّه‏ ساعاتٍ لا يَرُدّ فيهنّ سائلاً.۷

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: أحَبُّ الكلام إلى اللّه‏ تعالى أن يقول و هو ساجد: رَبِّ۸ ظلمتُ

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۱ ، ح ۶۹۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۸۲ مع اختلاف يسير فيه ؛ المعجم الأوسط ،ج ۲ ، ص ۲۷۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۸ ، ح ۱۰۱۹۶ . الاُصول الستّة عشر ، ص ۱۷۷ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ، ح ۴۵۸ ؛ قرب الإسناد ، ص ۱۱۷ ، ح ۴۱۰ مع اختلاف يسير في الأخيرين .

2.. «ألف» : تحكم الحدود .

3.. «ألف» : ـ حصن .

4.. السُّوس و الساس : لغتان ، و هما العُثَّة الّتي تقع في الصوف و الثياب و الطعام . يقال بالفارسية : حشره بيد . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۵۰۵ سوس .

5.. غافر ۴۰ : ۶۰ .

6.. أتاح : هَيَّأ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۱۸ تيح .

7.. حسن الظنّ باللّه‏ لابن أبي الدنيا ، ص ۱۱۱ ، ح ۱۱۹ .

8.. «ألف» : اللّهمّ إنّي .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
256

و راوي الحديث: مَسلَمَة بن مَخلَد.

۴۴۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِستَوصُوا بِالنِّساءِ خَيراً ؛ فَإِنَّهُنَّ عَوانٍ عِندَكُم.۱

«الاستيصاء»: قبول الوصيّة. و «عَوانٍ» جمعُ عانية و هي الأسيرة، و العُنُوُّ: الذُّلّ و الاستكانة، و قد عَنا يَعنو و أعناه غيرُه، و سُمّي الأسير عانيا لأنّه يقيم في الآسِرين على إسار۲ و ذُلّ، و قد عَنَّيتُ فلانا أي حَبَستُه تعنية.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اقبَلوا الوصيّةَ بالنساء خيرا. و «خيرا» في الحديث نَصْبٌ مفعولٌ به كأنّه قال عليه‏السلام: اقبلوا الخيرَ في الوصيّة بهنّ، /۲۷۹/ و يجوز أن يكون حالاً عمّا يدلّ عليه لفظ استوصوا، و يجوز أن يكون مصدرا على تقدير استيصاء خير. و۳ إذا أظهَرتَ الوصيّةَ في اللفظ فقلتَ: اقبَلوا۴ الوصيّة بهنّ۵ خيرا، كان «خيرا» إمّا حالاً أو بدلاً، و إنّما جَعَلهنّ عوانِيَ لمكان أنّهنّ في حكم الأزواج لا اختيار لهنّ معهم /۳۰۱/ في أحوالهم و أموالهم فكأنهنّ في الآسار. و المعنى: وَسِّعوا عليهنّ بالمعروف، و لا تَمتَهِنوهنّ فيما الرجال به أولى ؛ رحمةً لهنّ و شَفَقَةً عليهنّ.

و فائدة الحديث: الوصيّة بالنساء، و الإعلام بضعفهنّ.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام، قال: خَطَبَ النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يوم النحر بمنى في حجّة الوداع، فكان فيها ذلك.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۱ ، ح ۶۹۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۴ ، ص ۱۷۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۳۱۵ ، ح ۱۱۷۳ ؛ السننالكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۳۷۲ ، ح ۹۱۶۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۱۱۶ ، ح ۱۲۳۰۳ . غنية النزوع للحلبي ، ص ۳۴۵ ؛ جامع الخلاف و الوفاق للقمّي ، ص ۴۴۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۱ ، ص ۳۸۲ و فيه مع الاختلاف .

2.. الإسار : القيد ، و ما شُدّ به ، و الحبل . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۹ أسر .

3.. «ألف» : ـ و .

4.. «ب» : ـ بهنّ إذا أظهَرت الوصيةَ في اللفظ فقلتَ : اقبلوا .

5.. «ألف» : ـ بهنّ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1964
صفحه از 488
پرینت  ارسال به