۴۴۷.قوله صلىاللهعليهوآله: حَصِّنُوا أَموَالَكُم بِالزَّكاةِ، وَ دَاوُوا مَرضاكُم بِالصَّدَقَةِ، وَ أَعِدُّوا لِلبَلاءِ الدُّعاءَ.۱
«الزَّكاة» وزنها فَعَلَة، مِن زَكا يَزكو إذا زاد و نمى؛ و سُمِّيت الزكاة زكاةً لأنّ المال يَزكو عليها. و«البلاء»: الغَمّ و المحنة لِبِلَى الجسم عنهما.
يقول صلىاللهعليهوآله: تحصين المال بأن يُخْرَج منه حقّ اللّه تعالى ؛ لا بأن تُحكَم الجُدْرانُ عليه۲، و تُنصَب الحُرّاسُ دونه، و يجوزُ أن يكون المعنى: حَصِّنوها أي اجعلوها في حِصن۳ الزكاة، و أنفِقوها على الفقراء ؛ فإنّها بذلك تُحصَّن و تَحصُل بحيث لا يَأكله السوسُ۴ و لا تَناله اللُّصوص، و كذلك مداواة المرضى بأن تُخرَجَ عنهم الصدقات و المَبرّات في رضى اللّه ربّ العالمين ؛ فإنّه هو الشافي كما أنّه هو المبتلي.
ثمّ قال: «و أعِدّوا للبلاء الدعاء» ؛ فإنّ اللّه تعالى يحبّ دعاءَ العبد و انقطاعَه إليه و استعانتَه به كما قال عزّ من قائل: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»۵ فوَعَدَ الاستجابةَ عند الدعاء ؛ فإذا فَزِغَ العبدُ إليه مخلِصا، كَشَفَ ضُرَّه، و فَرَّجَ عن غمّه، و أتاح۶ مُلتَمَسَه.
و قال لقمان: عَوِّدْ لسانَك: اللّهمّ اغفر لي! فإنّ للّه ساعاتٍ لا يَرُدّ فيهنّ سائلاً.۷
و قال أمير المؤمنين عليهالسلام: أحَبُّ الكلام إلى اللّه تعالى أن يقول و هو ساجد: رَبِّ۸ ظلمتُ
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۱ ، ح ۶۹۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۸۲ مع اختلاف يسير فيه ؛ المعجم الأوسط ،ج ۲ ، ص ۲۷۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۸ ، ح ۱۰۱۹۶ . الاُصول الستّة عشر ، ص ۱۷۷ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ، ح ۴۵۸ ؛ قرب الإسناد ، ص ۱۱۷ ، ح ۴۱۰ مع اختلاف يسير في الأخيرين .
2.. «ألف» : تحكم الحدود .
3.. «ألف» : ـ حصن .
4.. السُّوس و الساس : لغتان ، و هما العُثَّة الّتي تقع في الصوف و الثياب و الطعام . يقال بالفارسية : حشره بيد . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۵۰۵ سوس .
5.. غافر ۴۰ : ۶۰ .
6.. أتاح : هَيَّأ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۱۸ تيح .
7.. حسن الظنّ باللّه لابن أبي الدنيا ، ص ۱۱۱ ، ح ۱۱۹ .
8.. «ألف» : اللّهمّ إنّي .