251
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

القِلّة قدرَ شِقِّ التمرة أي نِصفَها، و هذا۱ حثٌّ على أن لا يَمتنع الإنسانُ من الخير لقِلّة قدره عنده ؛ فإنّه ما أكبَرَه عند اللّه‏ تعالى أن قَبِلَه! و الخير و إن قَلَّ فليس بقليل، و كذلك الشرّ ؛ فإنّ القليل منه ليس بقليل، و هذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ عليه‏السلام.

و روى عَدِيُّ بنُ حاتِمٍ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه ذَكَرَ النارَ فتَعَوَّذَ منها و أشاحَ۲ بوجهه، ثمّ تعوّذ منها و أشاح بوجهه مرّتين أو ثلاثا، ثمّ قال: اتّقوا النارَ و لو بشِقّ تمرة. ثمّ قال: اتّقوا النار و لو بشقّ تمرة، فإن لم تَجِدوا فبكلمة۳ طيّبة.۴

و قال عليه‏السلام: مُهور [الحور] العين قَبَضاتُ التمر و فِلَقُ الخبز.۵

و قال عليه‏السلام: مَن انتَهَرَ سائلاً نَهَرَتْه الملائكةُ يوم القيامة.۶

و سُئل إبليس عن غَمِّه بالصَّدَقة؟ فقال: كأنّي /۲۷۷/ اُقطَع بنصفَين.۷

و عن زيد بن ثابت: إذا رَدّ أحدُكم على السائل فليَقُل: يَرزُقك اللّه‏ُ و إيّانا ! فإنّ اللّه‏َ تعالى يَرزق البَرَّ و الفاجر.۸

و فائدة الحديث: الحثّ على الصدقة، و إعلام أنّها وقاية من النارٌ.

و راوية الحديث: عائشة.

1.. «ألف» : هو .

2.. أشاح و شايَحَ : حَذِرَ ، و أشاح بوجهه عن الشيء : نَحّاه . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۰۱ شيح .

3.. «ألف» : . . . تمرة ، ثمّ تحرّوا بكلمة .

4.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۵۶ و ۲۵۸ و ۳۷۷ و . . . ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۹۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۴ ؛ وج ۷ ، ص ۲۰۲ .

5.. تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۳۵۶ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۶ ، ص ۱۵۳ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۲۵ ؛ الموضوعات لابنالجوزي ، ج ۳ ، ص ۲۵۳ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۲۰۷ .

6.. مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۲۰۵ ، ح ۸۰۴۳ مع اختلاف يسير في اللفظ .

7.. اُنظر : ينابيح الحكمة ، ج ۳ ص ۴۶۲ ؛ المواعظ العددية ، ص ۳۶۹ .

8.. لم نعثر عليه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
250

و الواو من الشَّفَة، فاُدغمتْ في التاء فصار اتَّقى، ثمّ تُوُهِّمَتِ التاءُ من نفس الكلمة ؛ لكثرة الاستعمال، فقالوا۱: اِتَقَى يَتَقي بالتخفيف، ثمّ لمّا لم يجدوا۲ له مثالاً قالوا: تَقى يَتْقي، قال الشاعر:

جَلاها الصَّيقَلونَ فأخلَصوها

خِفافا۳ كُلُّها يَتْقي۴ بأثْرِ۵

و التقوى هو التَّوقِّي من المعاصي، و أصله هو الوَقوى۶ على ما تقدّم، و التُّقاة و جَمعُها تُقًى۷ مثل طُلاةٍ و طُلًى للعُنُق، و قوله تعالى: «وَ آتَاهُمْ تَقْواهُمْ»۸ أي جزاءَ تقواهم، و قوله تعالى: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»۹ أي تعتقدون۱۰ بقبول أوامره و نواهيه وقايةً و حرزا بينكم و بين النار، و من هذا قولهم: «اتَّقاه بحقّه» إذا استقبله به، فكأنّه جَعَلَ توفية حقّه واقيةً له من المطالبة.

و في كلام أمير المؤمنين عليه‏السلام: كُنّا۱۱ إذا احمَرَّ البأسُ اتَّقَينا برسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۱۲ أي جعلناه واقيةً۱۳ لنا من العدوّ، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتّقوا النارَ، و احتَرِزوا منها و لو كان ما تَحتَرزون به في

1.. «ألف» : فقال .

2.. «ألف» : لمّا يجدوا .

3.. «ب» : «حقاقا» أو «خفاقا» .

4.. «ألف» : ينقى .

5.. نقله الجوهري في الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۷۴ عن عيسى بن عمر الثقفي .

6.. «ألف» : أصله الوقوف .

7.. و قيل : التُّقاة جَمعٌ ، و يُجمَع تُقِيّا ، كالاُباة وتُجمع اُبِيّا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۰۳ وفي .

8.. محمّد ۴۷ : ۱۷ .

9.. البقرة ۲ : ۲۱ .

10.. «ب» : تعقدون .

11.. «ألف» : ـ كنّا .

12.. نهج البلاغة للصبحي صالح ، ص ۵۲۰ ، الخطبة ۲۶۶ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۶ ، ص ۱۱۷ .

13.. «ألف» : وقايةً .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2522
صفحه از 488
پرینت  ارسال به