القِلّة قدرَ شِقِّ التمرة أي نِصفَها، و هذا۱ حثٌّ على أن لا يَمتنع الإنسانُ من الخير لقِلّة قدره عنده ؛ فإنّه ما أكبَرَه عند اللّه تعالى أن قَبِلَه! و الخير و إن قَلَّ فليس بقليل، و كذلك الشرّ ؛ فإنّ القليل منه ليس بقليل، و هذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ عليهالسلام.
و روى عَدِيُّ بنُ حاتِمٍ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه ذَكَرَ النارَ فتَعَوَّذَ منها و أشاحَ۲ بوجهه، ثمّ تعوّذ منها و أشاح بوجهه مرّتين أو ثلاثا، ثمّ قال: اتّقوا النارَ و لو بشِقّ تمرة. ثمّ قال: اتّقوا النار و لو بشقّ تمرة، فإن لم تَجِدوا فبكلمة۳ طيّبة.۴
و قال عليهالسلام: مُهور [الحور] العين قَبَضاتُ التمر و فِلَقُ الخبز.۵
و قال عليهالسلام: مَن انتَهَرَ سائلاً نَهَرَتْه الملائكةُ يوم القيامة.۶
و سُئل إبليس عن غَمِّه بالصَّدَقة؟ فقال: كأنّي /۲۷۷/ اُقطَع بنصفَين.۷
و عن زيد بن ثابت: إذا رَدّ أحدُكم على السائل فليَقُل: يَرزُقك اللّهُ و إيّانا ! فإنّ اللّهَ تعالى يَرزق البَرَّ و الفاجر.۸
و فائدة الحديث: الحثّ على الصدقة، و إعلام أنّها وقاية من النارٌ.
و راوية الحديث: عائشة.
1.. «ألف» : هو .
2.. أشاح و شايَحَ : حَذِرَ ، و أشاح بوجهه عن الشيء : نَحّاه . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۰۱ شيح .
3.. «ألف» : . . . تمرة ، ثمّ تحرّوا بكلمة .
4.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۵۶ و ۲۵۸ و ۳۷۷ و . . . ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۹۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۴ ؛ وج ۷ ، ص ۲۰۲ .
5.. تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۳۵۶ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۶ ، ص ۱۵۳ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۲۵ ؛ الموضوعات لابنالجوزي ، ج ۳ ، ص ۲۵۳ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۲۰۷ .
6.. مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۲۰۵ ، ح ۸۰۴۳ مع اختلاف يسير في اللفظ .
7.. اُنظر : ينابيح الحكمة ، ج ۳ ص ۴۶۲ ؛ المواعظ العددية ، ص ۳۶۹ .
8.. لم نعثر عليه .